الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كتب الصحفي صفوت الحنيني:الروائية سهام السايح ' أنارت ' جبل النار بقلمها

" سهام السايح " كاتبة من مدينة نابلس خطفت الأنظار في الآونة الاخيرة بسبب ابتكارها فكرة جديدة لعالم القصص وهو دمج الحقائق التاريخية مع الخيال بطريقة تلامس قلوب القراء ، فيما حظيت بإهتمام القنوات المحلية و العربية منها قناة الفجر و قناة أور العراقية عوضاً عن المواقع الإخبارية العربية التي كتبت و اشادت بما تقوم به .

و كانت " سهام " قد أبدعت في كتابة المقالات و الروايات القصيرة التي لا تعد و لا تحصى و في هذا المقال سنعرض لكم أبرز ما كتبت " الفدائية " التي أعادت الراويات القصيرة إلى الواجهة .

و قالت السايح " هل تعلم ما هو الحضور السلبي. هو تفكك روحك عن جسدك عند وجودك بمكان معين، كأن روحك تسافر في عالم آخر مختلف تماما، تعاني خلالها من قلة التركيز، وعدم التناغم مع الموقف أمامك، وتشعر بصعوبة بالتنفس كأن الأوكسجين نفذ من هذا المكان، هي لحظات باردة وهشة.. هشة جداً، كأنك كوب من صرار يتلاشى امام زوبعة صغيرة من الماء " .

لكن الإبداع لن يقتصر على تلك التعابير الجميلة التي أردفتها فعادت و غردت قائله " هل الحلقة المفقودة في حياتك شخصاً أو نجاحاً معين، أم مزيجاً من الخطيئة والعقاب أو خليطاً من الشغف والدفء، هل هي غصة العمر أم أنها فوبيا عابرة، أو لربما كانت سلاماً مزيفاً، أم أنها قراءات مفقودة، هل هي مؤثرة لدرجة أن تجد كل من حولك يشبه رائحة الموت بدونها، إذا وصلت لتلك المرحلة يجب أن تجد تلك الحلقة المفقودة، ولو جئت إليها من جميع زوايا العمر عليك بأن تجدها، وتواجه العالم جميعه بها.

" السايح " اطلقت سهامها و أصابت قلوب القراء من جديد حينما قالت " متى أخذنا تلك الجرعة الزائدة من السلام المزيف. ربما أخذناها في اللحظة التي لم نرى فيها الخيط الرفيع الذي يفصل بين الضعف والحنان، أو في اللحظة التي علقنا فيها بالعفوية التائهة وخرجنا عن النطاق في رحلة البحث عن نوبات السلام بداخلنا، أو ربما في اللحظة التي لن نلتمس فيها الحقائق بعد مراحل متقدمة من التفكير، أو في لحظة شعرنا فيها بشغف غامض مؤقت رقيق " .

فيما لا ينقص جمالاً عن سابقاتها فتلك الفقرة كانت من أروع ما كتبت سهام " كم مرة ثمِلت من كأس الخيبة والروتين، كم مرة أسندت رأسك على شباك النافذة وغرِقت في شرودك ثم شعرت أنك تفقد جزءاً من روحك، كم مرة تجاهلت تفاصيل صغيرة كانت كفيلة بأن تعيدك إلى عمق يساوي حياة بأكملها، كم مرة ندمت، فشلت، مت قبل موتك، كم تحتاج من الوقت بعد، كم تحتاج من الوقت لكسر الحاجز المعتم أمامك، كم تحتاج من الوقت لتنقذ نفسك من الحالة العشوائية بداخلك.

2020-01-06