رؤى مغربية
في عرض له حول "القضية الفلسطينية والحاجة إلى استراتيجيات جديدة"، أكد الكاتب الإسلامي المغربي كمال ازنيدر على أننا "للأسف الشديد لم نستفد من ذكاء رسولنا محمد (عليه الصلاة والسلام) ولا من بعد نظره في تعاطينا مع القضية الفلسطينية وتعاملنا مع الكيان الصهيوني، لم نستفد شيئا من حكمته النبوية الشريفة التي أملت عليه قبول التوقيع على صلح الحديبية".
وأضاف: "إقدامه على هذا، هناك من استنكره استنكارا شديد اللهجة وعده جبنا، تخاذلا وربما خيانة، لكن الزمن أثبت أن خطوته هذه كانت حكمة من حكمه النبوية الشريفة وقراءة سليمة وثاقبة للمستقبل"، مبينا أن "المجتمع الإسلامي، الحديث النشأة آنذاك، أنهك من كثرة الحروب وكان في حاجة ماسة إلى السلم لكي يعيد ترتيب بيته ويقوي ذاته بالشكل الذي يجعله يتفوق عسكريا على القوى المحيطة والمتربصة به. هو كان في حاجة ملحة إلى القيام بخطوة للوراء لكي يستطيع التقدم بخطوات عديدة نحو الأمام. ناهيك عن حاجته إلى أجواء من الهدنة للتفرغ والتركيز على شؤون الدعوة".
ثم زاد: "وهذا بالضبط ما تأتى له من خلال قبوله بصلح الحديبية. فبفضل هذا الصلح تغيرت موازين القوى وأصبح المجتمع الإسلامي في موقف قوة، سمح له بالقضاء نهائيا على كفار قريش والتمكن من فتح مكة".
وجدد الباحث المغربي في القضايا الإسلامية التأكيد على أن "ما قام به محمد (عليه الصلاة والسلام) في إطار معركته ضد كفار قريش هو ما ينبغي علينا فعله اليوم في معركتنا ضد الكيان الصهيوني". وتابع: "علينا الرضا بحل الدولتين، الاعتراف بإسرائيل والدخول في معاهدة سلام معها، الشيء الذي سيمكننا من بناء دولة فلسطين والتركيز على تنميتها وتقويتها بالشكل الذي يسمح لها بالانتصار في معاركها المستقبلية ضد الدولة الإسرائيلية وإقبارها بصفة نهائية"، منبها إلى أن "بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه بسبب موقف حماس من الاعتراف بإسرائيل فأكبر مستفيد منه هي إسرائيل في حد ذاتها، أما القضية الفلسطينية فلا تستفيد منه شيئا يذكر".