كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء (28 يناير/كانون الثاني) عن خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا باسم صفقة القرن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية منتهية الولاية ببنيامين نيتنياهو .
توقيت اعلان ترامب عن صفقة القرن طرح العديد من الشكوك عن مدى جدية واشنطن في الدفع نحو تحقيق هذا المقترح , حيث تحدث عدد من المحللين عن محاولة يائسة من ترامب لاستمالة الشارع الأمريكي بعد أن تراجعت شعبيته بسبب فضيحة تصريحاته المتعلقة بسفيرة أوكرانيا .
كغيرهم من الفلسطينيين فقد أعرب سكان الضفة الغربية , عن انزعاجهم الشديد من الانحياز الأمريكي المفضوح للجانب الإسرائيلي , مؤكدين في الوقت ذاته عن رفضهم لمنطق المساومة و شراء الذمم الذي يعتمده البيت الأبيض مع الفلسطينيين .
لدى سؤالهم عن تصورهم للرد الفلسطيني المناسب على صفقة القرن يرى سكان الضفة ان السلطة الفلسطينية مطالبة بالتحلي بنضجها المعهود فليست هذه المحاولة الإسرائيلية الوحيدة لتصفية الحلم الفلسطيني باستعادة أرضه و لن تكون الاخيرة .
التباين الواضح في وجهات النظر حول ادراة الصراع بين سكان غزة و الضفة يعود اساسا لاختلاف الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية بين المنطقتين , ففي حين يعيش سكان قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حماس ظروف قاسية تجعلهم مجبرين على تبني مواقف حدية قاسية يعيش سكان الضفة نوعا من الاستقرار الذي يجعلهم ميالين للحلول الوسط .
كما لا يمكن بأي حال من الاحوال وصف موقف الغزيين بالتهور و اللاعقلانية , لا يمكن ايضا رمي سكان الضفة بالتخاذل و الخنوع لاسيما وا ن المعطيات الميدانية مختلفة بين المدينتين ,فرغبة الغزيين في التصعيد ليست مسارعة منهم للدخول في حرب جديدة بقدر ما هي محاولة للضغط على دولة الاحتلال للتخفيف من وطأة الحصار , اما دعوات التعقل التي يتبناها سكان الضفة فنابعة اساسا من قناعتهم بعبثية الدفع نحو موجة تصعيد لا تخدم مصالح الفلسطينيين في شيء