الأربعاء 2/11/1446 هـ الموافق 30/04/2025 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل فلسطين جاهزة لدفع تكلفة إفشالها لصفقة القرن؟ ...يونس رجوب

سؤال ربما يكن بديهيا في طرحه ومعناه. ورغم ذلك سيبقى هو السؤال الأهم. في منطق المرحلة ومعطياتها. وما تعنيه ضرورات الجهوزية من إعداد وتنظيم على الصعد كافة. وبالتالي سوف اتجاوز في سياق السعي لتلمس الإجابة. عن أعداد الحالة الشعبية تعبويا ونفسيا على اعتبار أنها حالة متقدمة على وعي ومصالح قياداتها رغم كل ما ينقصها من ضروريات وامكانيات.و الدخول مباشرة الى صلب الإجابة.
1 - إفشال صفقة القرن بحاجة إلى قيادة وطنية موحدة من خارج التنظيمات والفصائل المتهرءة التي لم تعد الحالة الشعبية تثق بها أو تستجيب لدعواتها وبرامجها في هذا الشأن. والتي هي دعوات وبرامج غير موجودة اصلا. لا على الورق. ولا على جداول أنشطتها ومهماتها النضالية . ولا في ذهنية كوادرها وقياداتها ونشطائها في الشارع الفلسطيني.ونتحدى كل هذه الفصائل المتهرئة أن تقول بعكس هذه الحقيقة .وبالتالي فإن إسقاط صفقة القرن بحاجة أولا وقبل كل شيء إلى قيادة وطنية موحدة من ابناء الشارع الفلسطيني.قيادة مؤتمنه على قضية فلسطين. ويثق بها الشارع الفلسطيني وقادرة على تجاوز الفصائل المتهرئة وكل معوقاتها في الشارع..
2 - القيادة الوطنية الموحدة بحاجة الى عنصرين مهمين لنجاحها وهما.

 
1 - المال للإنفاق على مهماتها النضالية اليومية وشهدائها وجرحاها واسراها (مع ملاحظة ان المنتفضين من زملاء الشهيد محمد أبو خضير طيب الله ثراه لم يكن لديهم ثمن زجاجة ماء يفطرون عليها في رمضان وكانو يذهبون إلى بيت عزاء الشهد مع اذان المغرب للحصول على الماء) وهذا كان يحدث أمام أعين كل عناصر وقيادات الفصائل المتهرئة لذلك المال مهم جدا والأهم أن يكون تحت مسؤولية القيادة الوطنية الموحدة المنشودة.
ب-اعلام وطني غير مجير فصائليا ينقل انتفاضة أهل فلسطين إلى شعبها في الداخل والخارج وإلى امتيها العربية والإسلامية والى كل شعوب العالم وهذا يعني ضرورة سيطرة قيادات وكوادر المنتفضين على مقرات البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في العالم وتوظيفها لخدمة المنتفضين في الداخل..
إن شرط وجود القيادة الوطنية الموحدة وشرط وجود المال والإعلام في يدها هو الشرط المدخل أو البوابة لاستملاك بقية الشروط الضرورية الاخرى وخاصة قدرة المنتفضين على تعطيل دور القيادات الأمنية والسياسية الفاسدة والعميلة للاحتلال عن القيام بايها نشاط يمنع أو يحد من اندفاع الجماهير إلى الشارع وتعطيل إعلامها الفاسد عن التنظير للمفاوضات و أكاذيب وخزعبلات الفسدة والمستثمرين للكفاح الوطني الفلسطيني إلى جانب أهمية وضرورة استقطاب القيادة الوطنية الموحدة للكوادر والقيادات الفكرية والتنظيمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المدربة على العمل المقاوم تنظيما وإدارة ومهمات وصولا إلى إنشاء قوات وطنية ضاربة قادرة على الاشتباك مع الاحتلال والتوسع في مواجهته إلى حد الاستخدام المنظم للسلاح الذي هو ذروة الكفاح الوطني الفلسطيني الذي يحمي الحقوق ويمكن من انتزاع الاستقلال وسحق وهزيمة صفقة القرن وتحطيم وازاحة كل قرونها من وجه الحقوق الوطنية الفلسطينية. أما الكلف الأخرى فإنني أعتقد جازما أن شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج جاهز لها وأنه يدرك ماذا تعني تكاليف الانتصار في معركة مع رحى العالم الثقيل الذي طحن وفكك ودمر شعوب وحكومات ودول وامبراطوريات في العالم.
فهل نحن قادرون على عمل ذلك؟ ؟أم لا زلنا نراهن على من فسدو وتهرؤوا واهانوا شعبنا في ارتجال الحلول و المبادرة إلى تنظيم صفوف الجماهير وقيادتها إلى ساحات المواجهه من جديد؟
إن مثل هذا الرهان هو الهزيمة والعار الذي سترزح تحت وطاته اجيال فلسطين الحالية والقادمة إلى عقود وعقود الله وحده الذي يعلم نهايتها لذلك لا بد من الاندفاع بالجماهير إلى محطة افراز قيادتها الوطنية الموحدة كضرورة وشرط أساس لبناء قوة الانتصار وايقاع الهزيمة في أعدائنا ومخططاتهم التصفية الإجرامية

2020-02-08