الخميس 3/6/1446 هـ الموافق 05/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
القضاء العسكري اللبناني موضع لغط وتساؤل!!...محمود كعوش

القضاء العسكري اللبناني موضع لغط وتساؤل!!
العدالة المفقودة في عصر الهيمنة الصهيو - أمريكية....لبنان مثالاً!!
بعد جلسة خاطفة للمحكمة العسكرية اللبنانية جرت في الظلام، الجزار عامر الفاخوري حرًا طليقًا!!

محمود كعوش
خلال جلسة خاطفة جرت بسرية تامة وانعقدت في ظل إقفال عام للمحاكم بسبب تفشي فيروس "كورونا" وفي ظل ضغوط أمريكية مكثفة مارستها الإدارة الأمريكية على السلطة اللبنانية مستغلة الأوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان وتخوف السلطة فيه من عقوبات أمريكية إضافية وحازمة محتملة، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية برئاسة العميد حسين عبد الله، حكما قضى بكف التعقبات عن الموقوف عامر الفاخوري، في قضية خطف مواطنين لبنانيين واعتقالهم وتعذيبهم داخل سجن الخيام، ما أدى إلى وفاة اثنين منهم.

واعتبرت المحكمة في حكمها الذي حمل الرقم 515/2020 الصادر بعد ظهر اليوم الإثنين الموافق 16 آذار/مارس، أن الجرائم المسندة إلى المتهم عامر الفاخوري، لجهة تعذيب سجناء في العام 1998، سقطت بمرور الزمن العشري، وقررت إطلاق سراحه فورا ما لم يكن موقوفا بقضية أخرى. 

ويلاحق الفاخوري بملف آخر أمام قاضي التحقيق في بيروت بلال حلاوي، في الدعوى المقامة ضده من عدد من المعتقلين السابقين في "سجن الخيام"، بجرم اعتقالهم وحجز حريتهم وتعذيبهم، الا أن قاضي التحقيق لم يستجوب الفاخوري بعد بسبب وضعه الصحي ولم يصدر مذكرة توقيف  بحقه.

إثر تناهي خبر إطلاق سراح الجزار فاخوري للسجناء والموقوفين في السجون اللبنانية، سادت السجون أجواء عاصفة من الهرج والمرج والغضب والشجب والاستنكار، كان أبلغها ما شهده "سجن رومية"، الذي أقدم السجناء والموقوفون داخل قضبانه على حرق أجزاء منه، وطالبوا بإطلاق سراحهم فوراً.

وفي خطوة جاءت  متأخرة أكثر من 24 ساعة على قرار المحكمة العسكرية الذي قضى بكف التعقبات عن الفاخوري  وجاءت في ظل شكوك باحتمال مغادرته الأراضي اللبنانية بتسهيلات قدمتها له السفارة الأمريكية في عوكر التي لجأ إليها بعد مغادرته المستشفى الذي كان يعالج فيه، أصدرت قيادة الأمن العام اللبنانية قراراً يمنع بموجبه من مغادرة لبنان!!

والآن وبعد هذا العرض الموجز للخبر المؤلم والمخيب لآمال كثير من اللبنانيين والفلسطينيين ممن كانوا في وقت من الأوقات نزلاء مكرهين في "سجن الخيام" سيء الذكر أو فقدوا أحباء وغالين وإخوة ورفاقاً لهم فيه وغالبيتهم من أبناء الجنوب اللبناني والمخيمات الفلسطينية، لن أستغرق في التفاصيل وسأكتفي بسوق ملاحظة واحدة وطرح تساؤل واحد.

ملاحظتي بشأن قرار المحكمة العسكرية هي التالية:
إذا أسقطت تهمة تعذيب موقوفي وسجناء "سجن الخيام" عن الجزار عامر الفاخوري بمرور الوقت كما جاء في قرار المحكمة العسكرية، فماذا عن تهمة الخيانة العظمى المتمثلة بفراره ولجوئه إلى كيان العدو الصهيوني وحصوله على جنسية هذا الكيان العنصري ومن ثم سفره إلى بلاد "العم سام" وحصوله على الجنسية الأمريكية؟

أما تساؤلي فيتلخص بالآتي:
ترى بعد أن أصدر  رئيس المحكمة العسكرية العميد حسين عبدالله حكمه وكان ما كان واعترض على هذا الحكم ونقضه النائب العام التمييزي غسان عويدات الذي طالب بإعادة محاكمة الجزار عامر الفاخوري، هل ما زال الفاخوري موجوداً في لبنان فتعاد محاكمته حضورياً أم أنه نقل إلى الخارج على عجل فور خروجه من المستشفى الذي كان يعالج فيه بعد ساعتين من صدور الحكم بحقه وسيطل على اللبنانيين والعالم في ما بعد من مكان ما في الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة ، ومن ثم ستتم محاكمته غيابياً؟ أم يا ترى أن ما حصل قد حصل ومضى والأمر فات وانقضى!! لننتظر ونرى!!

محمود كعوش

2020-03-17