الإثنين 2/5/1446 هـ الموافق 04/11/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هوس ...بدوي الدقادوسي

 أفقت على أشعة الشمس متسللة من النافذة ، يا إلهي هل مضى الليل و أنا ألهث خلف أخبار الفيرس الملعون؟ ألم مبرح في كتفي ورقبتي ، ألقيت الجوال من يدي وأنا في هلع ؛ أيكون اللعين قد هاجم رقبتي و كتفي ؟

لقد أوصدت باب شقتي واعتزلت الناس ، أعرف أني منحوس ، نعم لقد هاجم رقبتي وكتفي وأحكم سيطرته في حين غفلة مني وهو الآن يزحف مسقطا كل ولاياتي في يده .

اتصلت بصديقي طبيب القلب، لم يرد ، تركت له رسالة على الماسينجر : " هل يهاجم كرونا الرقبة والكتف ؟ اللعنة، الوقت يمر و الفيرس سيتمكن مني ، أشعر بتنميل في ذراعي وثقل في حركة قدمي ، لابد أن أتصل بأبنائي كي ألقي عليهم نظرة الوداع . سأتولى تغسيل نفسي ، فالصحة ترفض تغسيل ضحايا الفيرس ! ماذا لو أتي أمر الله في ساعات الحظر ؟

ستأتي سيارة إسعاف وتحمل الجثة للصحراء ويجر عامل الصحة الجثة بحبل من بعيد ليلقيها بحفرة ويجري موليا . أفقت على تنبيه الرسائل ، فتحتها مسرعا .

( مرحبا أستاذي ، سأنهي الحالة التي بيدي وأرد عليك ) يالك من طبيب بارد ، أقول لك الفيرس أحكم قبضته على رقبتي و كتفي وهو الآن يزحف في طريقه للاستيلاء على ذراعي وقدمي ليعلن استيلائه على جسدي ويطرد روحي شر طرده ، نقاعسك يذكرني بتقاعس العرب عن نجدة الأندلس مما أدى لطردهم منها للابد وهاهم يعضون أصابعهم ، ستندم يا صديقي وسيوخذك ضميرك كلما هرعت لفراشك ولن يفيدك بعد رحيلي ندم.

تسلل الزهو لنفسي حين تيقنت أنه قرأ رسالتي ، لقد كنت بارعا حين وضعته أمام ضخامة مسؤوليته . ماهذا؟

لقد أرسل ( اموشن ) لرجل يحرك يده بسرعة شديدة بجوار رأسه مخرجا لسانه .

2020-03-24