الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كورونا ... درس الثورة القادم.....عدنان الصباح

  الليلة وفجأة انطلق ارتال سيارات الشباب والصبايا في مدينتي رام الله والبيرة وهم يطلقون بمكبرات الصوت الاغنية الشهيرة بصوت تهتز له الابدان " شدي حيلك يا بلد ... من شيخك حتى الولد ... شدي حيلك يا بلد " هذه الايام يلتزم الفلسطينيون منازلهم ليقاوموا معا العدو الخفي الذي اصطلح على تسميته كيوفيد 19 كورونا بصدورهم العارية وعيونهم الزائغة والحيرة التي تخنقهم من اين ومتى وكيف سياتي ومع ذلك فهم يصمدون جماعيا ويتوحدون ويتنادون عن بعد ليخرج الالاف معا يجوبون حواري مدينتهم ليرفعوا جباهنا عاليا وهم يغنون بصوت يعيد لنا ايام اغاني الثورة والزمن الجميل " فوق التل تحت التل ... طالعلك يا عدوي طالع ...  عهد الله ما نرحل " ليشعر الفلسطيني وهو يتوحد في مواجهة عدو خفي ان بإمكانه ان يستعيد وحدته فالشدائد توحد وان الارادة لا زالت حية ولا زال بإمكاننا ان نكون موحدين ولا زال بإمكاننا ان نستشعر الخطر وان نتوحد في مواجهته وان القدرة على الانضباط خوفا في البيوت معا وفي ان واحد هي درس جديد عن قوة الجماعة حين تشتد السواعد حتى عن بعد وان لا جائحة يمكنها ان تفتك جدار الجموع حتى جائحة الموت الخفي.

 

 

الدرس الاول: ان لا زال بإمكاننا ان نتوحد وان نكون معا حين ندرك ان الخطر واحد وان الارادة الجماعية الموحدة لا يمكن لأعتى قوة ان تكسرها أيا كانت.

 

الدرس الثاني: ان المقاومة الشعبية الجماعية ممكنة وان ابتكار السبل والوسائل الكفاحية لا زال ممكن وان شعبنا لا زال قادر على الابداع واجتراح اشكال المقاومة وان ما زرعه الشهداء دما في هذه الارض يمكن لنا ان نحصده انتصارات بالإرادة الشعبية الموحدة.

الدرس الثالث: ان اشكال الكفاح متنوعة ولا حصر لها وان الدور المناط بنا فقط هو ان نكتشف النمط الاكثر جدوى وقدرة على تحقيق النصر وان لا شيء اقوى من الارادة الجماعية حين تتحد ارادة أي شعب في مواجهة عدوه أيا كانت قوة هذا العدو.

الدرس الرابع: غدا حين تنجلي الحرب مع كورونا سنكون قد قرانا جيدا خطر الاحتلال وادركنا ضعفه تماما حين يداهمه الخطر وحين يصبح سلاحه اعجز من ان يواجه ارادة نكله فهو اليوم يضرب يمينا وشمالا باحثا عن طرق لينجو بنفسه من خطر فيروس دقيق وسخيف وان وزارة حربه واجهزة مخابراته وكل امكانياته تعيش حالة رعب من عدو خفي لا يدري كيف واين ومتى يكون.

الدرس الخامس: علينا ان نجعله يعود الى هذه الحالة غدا عاجزا عن مواجهتنا حين تصبح كل اسلحته بلا معنى امام ارادة ملايين الاطفال والشباب والشيوخ رجالا ونساء.

الدرس السادس: ان الجميع مستعد للتضحية معا حين تصبح الحياة هدفا حين يصير العمل المال بلا معنى امام الحياة.

ان المطلوب اليوم من قوى الشعب والثورة الفلسطينية الى جانب المشاركة الفاعلة في الكفاح الشعبي في مواجهة عدو الموت الفيروسي ان ينشغلوا ايضا في قراءة الدروس والعبر من هذا الانتصار الجماعي وما يمكن ان يكون عليه ذلك وكيف يمكننا ان نجد السبل والاليات الممكنة لاستعادة هذا الزخم غدا في سبيل الحياة الجماعية لمواجهة عدونا الوطني ما دام الامر كان ممكنا ان نصبح جسدا واحدا في سبيل الحياة الفردية في مواجهة عدو خفي فالأجدى أيضا ان نكون كذلك في مواجهة الاحتلال البشع كعدو لكل حياة.

لا مبرر ابدا لقوى الشعب والثورة ان لا تستفيد من كل فرصة وكل درس وان تحول جيوش العالم ومنها جيش الاحتلال الى حماية ناسه على قاعدة ان حياة الناس هي حياة الوطن فلا معنى ابدا لكل مساحات التراب دون ناسها وان شعبنا الحي هو الاقدر على استعادة كرامته على تراب وطنه.

يجب على الحرب الشعبية الجماعية على العدو الاخطر كورونا ووسائل العمل الجماعي المبتكرة والالتزام بها خوفا والتي اكدت لنا ان لا انتصارات فردية ولا فئوية ان تكون درسنا الابرز في حرب التحرير الوطني القادمة ضد وباء الاحتلال الاقدم والاقسى حين تصبح ليست مهمة احد فهي " فرض عين " كما هي الحرب على كيوفيد 19 كورنا اليوم لا يحق لاحد فيها ان بنخر السفينة لان حقه ذاك هو القضاء على الجميع وغدا علينا ان ندرك ذلك كي نحقق الانتصار.

2020-03-31