وبقيت وحدي مصغيا ً
كي أسمعك ْ
طالَ الحديثُ وبيننا
لا شيء
إلا أدمعي
راحت تراود أدمعك ْ
فاضت ْ وفي مُنيتها
في كلِّ سكب ٍ تـُرْجِعَك ْ
وتـَوَهّمَت ْ
إذ طاشَ في أجفانها
نزقُ الرؤى
من بعض أحلامٍ سهتْ
لم ترجِ إلا مخدعك ْ
لمّا هَمَت ْ
راحتْ تحرّق لهفتي
فانسلّ من بين الحشى
صمت ٌ يُشقـّق ُمسْمعكْ
كم حَذ ّرَتـْكَ حرورها
في ظنــّها
أنْ يلسعك ْ
وتساءلتْك مشاعري:
من أيّ كون ٍ جئتني
وَسَلـَبْتَ عقلي كلــّه ُ
إذ صارَ طوع أصابعك ْ
بلْ صارَ مثل خواتم ٍ
لاترتجي بجمالِها
إلا بهاء تـَرفــّعك ْ
حتى كأ نـّي خلـْتـَني
كمَسَار ِ نـَهْر ٍ أتبعك ْ
أمّا إذا حلَّ المسا ءُ
فلهفتي عصفورة ٌ
تنسلّ ُ منْ أعشاشِها
تشتاق ُ دفءَ أضَالـُعَك ْ
آه ٍ لكم ْ
هذا هواك َ أذلــّني
و أضلــّني
حين ارْتـَضَيتُ لخافقي
أن يسمعك ْ
أسْرَفـْتَ في سِفــْر ِالصدود تمادياً
ما أوجعك ْ
رفقا ًرَجَوْتـُك َ خافقي
لو جاءَ يوما ً كلـّهُ
يَسْـتـَوْدِعك ْ
فامنحْ له ُ مايبتغي
مايمْنعك ْ..؟!
عن مذعن ٍ ماخانَ عهدَ مودة ٍ
أبدا ً ولا
قد كان يوما ً يخدعك ْ
أو أنـّه ُ في كلّ خفقٍ نبْضه ُ
يستجمعكْ ..
آه ٍ لكم ْ
خانَ الزمانُ وداده ُ في خلسة ٍ
لكنه ُ صانَ الهوى
ما ضيّعك
***
الشاعر منار القيسي