السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ضافي الجمعاني، الضلع الثالث لقيادة الثورة الفلسطينية المعاصرة. ظل مؤمنا بالوحدة والتحرير حتى النفس الاخير....يوسف شرقاوي.

رحل الرجل المبدئي ضافي "بيك" جمعاني، مصطلح "بيك" ناداه به ضباط الجيش الاردني، عندما اعتقلوا الفدائيين الفلسطينيين، في تموز ١٩٧١، رغم تمرده على هذا الجيش والتحاقه، ب"الثورة" الفلسطينية المعاصرة.
رحل "أبو موسى" وربما سيكتب عنه قلة، ويصفونه بالمثقف الثوري، في زمن أطلق هذا الوصف، على من هم أبعد عن الثقافة والثورية.
رحل حامل الكلاشينكوف الأخمص الخشبي، الرجل الجسور، الضابط السابق في الجيش الاردني، والذي تمرد لاحقا على النظام الهاشمي، وتمنطق بالبندقية في الأغوار وأحراش السلط وعجلون.
رحل "أبو موسى" بعد عطاء قل نظيره على الصعيدين الوطني والقومي، سواءا في الكفاح المسلح، او في سجن رفاق دربه.
كان يعد "أبو موسى" أحد أعمدة الكفاح المسلح الفلسطيني الثلاثي " عرفات،حبش،جمعاني"
الأول لم يحالفه الحظ بتحقيق أهداف "الثورة" بالتحرير والعودة، حتى قضى شهيدا،على يد عميل وضع له السم في طعامه، ولا زال "رفاق دربه" يعمهون في عدم كشف ذاك المجرم، والتفاصيل الحقيقية للجريمة.
والثاني، آمن أن لا تحرير، ولا عودة إلا "بهانوي" عربية محاذية لفلسطين، لذلك حاول البدء باليمن عام ١٩٦٤، لطرد الإنكليز، والزحف إلى ضالة الغرب،حقول النفط ، ثم انتقل إلى الأردن، قائدا في الأغوار والاحراش، ومن ثم إلى لبنان، وقضى بعد تاريخ حافل بالكفاح، بعد أن تنحى عن الأمانة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بعد صراع طويل مع المرض.
أما الثالث "الجمعاني" وجد في سورية ضالته، لتحقيق ما يسمى المشروع القومي للوحدة والتحرير، وعانى ما عاناه، من أجل تأسيس قواعد إرتكاز في كل من سورية والأردن ولبنان، ولم يكن يعلم أن رفاق دربه سيودعونه السجن لاحقا لأكثر من عشرين عاما، ليصبح الثلاثي القديم بدونه، لصالح نايف حواتمه، إلى أن قضى قبل أيام في مسقط رأسه "ذيبان" بالقرب من مدينة مأدبا جنوب غرب العاصمة الأردنية عمان ، فله المجد والخلود.

2020-04-09