الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
شكرا كورونا ...محمد فوزي

  لأننا نزعنا من قلوبنا الشوق والخير،  وزرعنا بصدورنا الشوك والشر ، لأن الفساد بالبلاد والعباد  استشرى ، لأنه لم يعد هناك مكان للعظة والعبره ، لأن الظلم استفحل في أرجاء المعموره ، لأننا تجاهلنا قيمة العلم وانسقنا نحو الاسفاف والاستخفاف ، انخرطنا في اللهو والاسراف  ، انعدمت من قاموسنا  الأخلاق والعفاف ، صارت أفكارنا مشوهة ومشوشة  ، لأننا في لحظة تصورنا أنه لا مكان لأن نخاف ، تجاهلنا المعتقلين بالأمس  فأجبرنا جميعا في بيوتنا بالحبس ،  تهاوننا وتقاعسنا عن حماية القدس ، انجرفنا وانحرفنا خلف الرقص ،  تجبرنا وطغينا حتى جاء الوقت الذي في بيوتنا نجلس ، حتى جاء الوقت الذي نتعظ وندرس ، جاء الوقت الذي  نعود فيه إلى قيمنا رغم انفنا ، جاء الوقت الذي نجلس في بيوتنا مجبرين بعد أن كنا جبارين ، أغلقت في وجوهنا المساجد  والكنائس والمعابد مرغمين بعد أن كنا بذلك مغرمين ، الآن شكراً كورونا
شكراً أيها الفايروس  ، شكراً كورونا  لأنك أجبرتنا بالالتزام في بيوتنا والجلوس ،  لأنك زرعت الخوف في النفوس ، لأن البشرية عادت تهتم بقيمة العلم والعلماء  والبحث العلمي وقيمة المعلم والقلم ، لأن أماكن التجمعات واللهو أغلقت ، لأننا أدركنا أن الصواريخ وتلك الأجهزة والجيوش لا تثمر ولاتغني من جوع ، فايروس لايرى بالعين المجرده ؛ تعجز تلك الإمكانات والقدرات  أن تقف أمامه ، يحتل العالم كيفما شاء  
شكراً كورونا لأنك جعلت رب الأسره يهتم ببيته ، جعلت الغني متساوي مع الفقير ، لأننا أصبحنا نهتم بالنظافة ، لأنك جعلت النهار معاشا والليل لباسا  .

محمد فوزي / المنسق العام لحركة تحرر

2020-04-17