الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لقاءٌ على حافّةِ الزّمنِ...// رباب نفّاع خليل

في رحابٍ وسِعةٍ منَ العيشِ سمنًا وعسلًا، تنشّقْنا، أيّامُنا في ذاكَ الزّمنِ البعيدِ كأنّها ألعوبةٌ تأرْجَحْنا بِها كنّا نلهو ونرقصُ في رحَى الطواحينِ ندورُ وندورُ حتّى تلصقُ أجسادُنا بأثوابنا، فنهبطُ متراصينَ على الأرضِ بحلقَةٍ مُحْكَمةِ الوَتَرِ والبِشْرُ يعلو وجوهَنا نُقهقهُ نخبطُ أقدامَنا يهلُّ السردَ في دائرَتِنا الغرّاء

كلٌّ يستبقُ الآخرَ بقصّ نوادرَهُ فهاكَ  يحكي لنا عنْ

فذلكتهِ عندما نجحَ في إخضاعِ ولدٍ من حيّهِ برقصةٍ

في وسط الشارعِ وبيْنَ السيّارات؛ إنّها لجرأةٌ تُحْسَبُ له  والآخرُ يحدّثُنا عَنْ صولاتهِ وجولاتهِ في أحياء البلدةِ يلاعبُ القططَ والكلابَ الضّالةَ.

حينما كنّا صغارًا!

كانت أحلامُنا صادقة ترتشفُ الأملَ من ظمئنا للحياة

لمّا كبِرْنا تاهتْ أحلاُمنا وتفرَقْنا في سردايبٍ مُظلمةٍ

عانَقْنا الذّكريّات نبَشْنا الصورَ كلّما ضاقَ الأفقُ بنا.

بعضٌ منّا ضلّ طريقَهُ ولازمَ الماضي وآخرونَ قفزوا

وأدركوا  ماهيّة الوجود فتركوا بصمةً تُظّلِلُّ بفَيْئِها

أرواحَ المرتوينَ عذوبةً.

خُلودُهُم أينعَ ثمارًا ووهبَ عطشى المعرفة الباحثينَ

عن الحقيقةِ الضوءَ ليستدلّوا طريقَ النور.

التقَيْنا في عجل على حافّة الأيّام هناكَ استدْعَتَنا الذّكرياتُ وعُدْنا للحلقةِ المُحكَمةِ لكنْ في أثوابٍ تختلفُ عمّا كانَ في الأمسِ تسرْبَلْنا زِيًّا مُلَوّنًا تختفي وراءهُ ملامحُنا أخذْنا نستشفُ دواخلَنا منْ لهبِ الشّوقِ لأيّامٍ سرَقْنا فيها لذّةَ العيشِ.

تحاوَرْنا ضحِكْنا بكَيْنا تبادلْنا أدوارًا على منصّةِ الدّهرِ

أحدُنا صرخَ بأعلى صوتهِ رامِيًا ثِقل أيّامهِ على الرّفاقِ

يستغيثُ رأفةً وحُضْنًا يلّمُ أشلاءه .

وآخرُ يعزفُ لحنًا عَذْبًا يلئمُ الجروحَ والآخرونَ يُصفقونَ

ويرقصونَ رقصةً هيستيريّةً في دائرةٍ مِنَ الخوْفِ الممزوجِ بنكهةِ الحبّ والرّجاءِ بأنْ تعودَ تلكَ القهقهةِ الأولى حيثُّ كنّا صغارًا!

2020-04-25