الإثنين 17/10/1444 هـ الموافق 08/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مظلومة ومتوكلة على الله ... نهاي ابراهيم بيم

خرجت سناء من بيتها باكية بعد ما اذاقها زوجها سمير مر العذاب. فكم وعدها وكم خدعها. وعدها ببيت جميل يضمهما معا، لكنه سكّنها في غرفة عند اهله. كانت مراقبة بتحركاتها بكمية طعامها وشرابها ولبسها. فغيرتهن منها قتلتهن. فحكن لها المكائد والويل ثم الويل من كيد النساء.

ويلها لو قصّرت باعمال البيت. حين يدخل زوجها ترى والدته واخواته وتسمعهن يشككن بسلوكها، وهي طاهرة بريئة من ادعاءاتهن. فكم تسبّبن لها بالضرب المبرح حين كان يصدق كلامهن وكذبهن. اربعة عقارب لدغتهن قاتلة.

كنّ يتصرّف معها بقسوة والزوج يشاركهن القسوة. حتى ضاق صدرها ونفذ صبرها.. فكم طاوع والدته المريضة التي لم تكن تخاف الله.

كم اتهمتها بالتقصير بخدمتها كأنها مجبرة ان تكون لها ولاخواته خادمة. رغم انها كانت تخدمها باخلاص وصمت. خرجت  مقهورة عاجزة عن ان تدافع عن نفسها. فزوجها مرتبط باهله بشكل مبالغ فيه. توجّهت لبيت والدتها وهي ترتجف من البرد. فاستقبلتها والدتها بحرقة وتساءلت ما الخطب!؟؟؟

وويل لقلب الام وحرقتها على وحيدتها. قالت لامها انها تشعر كغريبة بينهن. واكملت وهي تتنهّد، كم بكيت يا امي ولم يسمعني احد كم بللت الوسادة بدموعي. لم اكن اعلم لمن اشتكي وانا اخاف ان اشكو  لك خوفا عليك. ليس لنا من يساندنا. وانت يا امي قليلة الحيلة وهن يحتجن القوة وهزّة رسن تعيدهن لرشدهن ليعلمن ان الله حق.

لامتها امها على انها كتمت عنها حالها. كانت الام تتكلم وتحصر دمعها عن ابنتها عاتبتها صرخت في وجهها لوعة عليها قالت؛ كيف لم اكن اشعر بمعاناتك يا ابنتي حينما كنت ازورك بين الحين والاخر. وبعد جدل طرق زوجها الباب دخل ليستعيد زوجته الى البيت. وبعد نقاش حاد وافقت الام على اعادتها لكن بشرط ان يتاكّد من صحة كلام والدته واخواته. فتّحت له افاقه ونورت بصيرته. فالحق يَعلى ولا يُعلى عليه.

عادت الزوجة الى بيتها. وسارت معها الحياة بهدوء مع صبرها واتكالها على الله. ووقوف زوجها معها وحرصه على ان لا يظلمها مرة اخرى. والايام كفيلة بكشف المستور.

وعلم الزوج مع الايام بالحقد الذي تكنه اخواته ووالدته.

وندم على طيبته واخلاصه ومحبته لهن. كيف خدعنه باقوالهن طيلة هذا الزمان. علم كم ظلمها، فابدى اسفه وغيّر مسيرة حياته. ازداد حبه لها. واكتشف سر تصرفهن هذا وعلم ان كل هذا كونها سندريلا دخلت بيتهن وهن ينقصهن الكثير من الجمال. فالغيرة اكلت قلوبهن غيرة. بالذات حينما كان الاهل ومن حولهن يغرقونها بالمديح لجمالها واخلاقها العالية. الام ترى الفرق بينها وبين بناتها فتشفق عليهن. لهذا كانت تكيد لها لتريحهن. وتحاول جهدها ان تُخرجها من البيت صفرة اليدين. لكنها صبرت، حتى كشف الله له حقيقتهن فثاب الى رشده. وبمرور الوقت كانت قد اثّرت فيه عشرتها فارتبط بها عاطفيا ووجد ان لا استغناء عن ام اولاده وقد كثروا. ترك بيت اهله بعد جدالات عنيفة حين كان يعرّيهن ويكشفهن امام انفسهن.

علم مدى اخلاص زوجته له وصبرها. انتقل الى بيت اخر ليريحها بطبع اخر ومحبة اكبر.

أمنت حينها ان الصبر مفتاح الفرج. والايام كفيلة بكشف الحقائق ومداواة الجراح. وان الله يمهل ولا يهمل. وانه عادل  ينصف المظلوم.

ودمّر المرض جسد الام. وتفرّقت عنها بناتها كل منهن تزوجت اما من زوج عنده قضية او اعاقة اخلاقية وجسدية. ليصبرن اكثر مما صبرت ويعانين اكثر بكثير ما عانت. 

واكملت الحياة بمحبة بين زوجها واولادها. عرف قدرها وطيبتها وتضحياتها فانصفها..

نهاي ابراهيم بيم.

 

2020-04-28