الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فيسبوكيّات/ رباب نفاع خليل

 

المواقع الاجتماعية  تخلقُ   أنماط علاقات وهميّة ، تُسبّب للبعض الشعور بالظّلم وكأنّهم يلبسونَ دور الضحيّ؛

الكثيرون يَتآمرونَ عليهم أوْ يتمنَوْن سقوطهم وفشلهم، وآخرون لا يصونونَ ودّهم وغيرها من القوالب الجاهزة التي يتناقلوها، فيها بثّ مشاعر اليأس والإحباط من النّاس ومن العَلاقات ؛ وكأنّ لسانَ حالهُم يقول

 : أنا الملاك والآخرون هم الشيّاطين

فإذا جميعنا ملائكة في العالم الافتراضي مَنْ هُم الشيّاطين إذًا في أرض الواقع!!

عجبي على زمنٍ تتشوّه فيه المفاهيمُ الأساسيّة !

بِتْنا  ننتظر حصد (اللايكات)، وتمجيد ذواتَنا عبرَ كلماتٍ افتراضيّة تُنصِفُنا .

فكما أنتَ تدّعي الصّدقَ في كلامكَ ومشاعركَ ومثاليتكَ في الحياة، فالآخرون من حقّهم أنْ يدّعوا بالمثلِ وهكذا دُواليكَ ؛

 لا يا ابنَ آدم أنتَ خطّاء وأنا خطّاء (كلّ بني آدم خطّاء وخيرُ الخطّائينَ التّوابونَ).

فلنتُبْ عَنْ إدمانَ الوهمِ ولنعُدْ للحقيقة ولأرض الواقع.

لنمارسْ حياةً عاديّةً فيها مدٌّ وجزرٌ في العَلاقات الاجتماعيّة، تكتنفُها المحبّةُ ويُغلّفُها الأملُ.

رغمَ العيوب والوَهنِ في بعضِ العَلاقات الاجتماعيّة وخيبات الأمل  أحيانًا، لكنْ لا بُدّ من أطرٍ وأنماطٍ مِنَ العلاقات التي تمدّنا بالصّبر والإرادة، وقدرة التعلّم، واكتساب مهارة فنّ التّعامل مع الآخرين.

فلا كمال إلّا للخالِق، أمّا البشر فما هُم إلّا  تجارب حيّة تمارسُ دورها في الحياة، بينَ تناقضاتٍ أوْ ثباتٍ  وَإرهاصاتٍ أوْ نجاحاتٍ ؛

إنّ المرءَ بالفكرِ  يحيا، وبالاتزّان يرقى!

2020-05-04