الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بين دجلة والفرات.... عماد العيسى

حروب بالجملة شهدها العراق آلآف القتلى والجرحى وما تبقى من الحجارة تنطق وتقول كفى , فكيف بالبشر في تلك الارض التي اصبحت صندوق بريد للرسائل الدولية  بل الدموية , الولايات المتحدة الامريكية فعلت ما فعلت من خلال مسرحية الاسلحة الكيماوية , مئات آلآف الشهداء على مذبح الديمقراطية الغربية بدرجة امتياز مع وسام شرف من الكاوبوي الامريكي ومن معهم من الغرب ناهيك عن شرف الخليج العربي المدفون في رمال العراق الطاهرة والمجبولة بدم الحسين ( عليه السلام ) , تحرر العراق لم يتحرر العراق سنوات مضت وما زال الفيلم الامريكي الطويل مستمر بالعروض باشكال متنوعة وداعش واخواتها ابطال ذلك الفليم الدموي , طائرات هيليكوبتر امريكية تنقلهم من سوريا الى العراق وبشكل علني امام العالم اجمع , مشروع امريكي واضح وهذا ليس بمشكلة , المشكلة هي بالمقاومة العراقية والجيش العراقي تحديدآ والداعم الرئيسي لهم  وهو ايران , اسئلة عديدة من حق كل شريف ان يسأل , لماذا يسمح لهؤلاء بالتنقل بوسائل النقل الامريكية وعلى اراضي عربية دون رادع بألتأكيد هناك من سيقول انهم لا يستطيعون فعل شيء اكثر مما يفعلون وتحديدآ على صعيد المقاومة والسؤال اين الجمهورية الاسلامية الايرانية المعني الاول بكل ما يجري على ارض العراق , وهنا اتسائل اذا كان المنزل يحترق فهل يحق لنا ان نبقى متفرجين , بأي منطق مظاهرات واحتجاجات منذ شهور في العراق المكلوم , احراق وتدمير وقتل بأيدي  محلية  ودعم خارجي بامتياز, توتر او توترات عالية النبرة بين ايران وامريكا من خلال رسائل دموية عراقية , فلا امريكا مستعد للحرب المباشرة مع طهران , ولا طهران مستعدة للحرب بشكل مباشر مع امريكا , اليوم عادت الرسائل بوتيرة عالية وبشكل لا يبشر بالخير من خلال داعش واخواتها الذراع العسكري الامريكي التخريبي على الارض والاخطر من ذلك الاقتراب اكثر واكثر من الاماكن المقدسة في تلك الارض الطاهرة وهي هدف رئيسي على ما يبدو هذه الايام , وكأن الامريكي اراد ان يقول لايران ها نحن قادرين على فعل كل شيء , طبعآ الحشد الشعبي يفعل ما يتوجب عليه من مقاومة ولكن , اذا لم يكن هناك دعم ايراني مباشر وعلني فعلى الدنيا السلام , الايام القادمة لا تبشر بخير فالمعلومات الواردة من هناك تفيد بأن الوضع الامني قاب قوسين او ادنى من الانزلاق الى المجهول , وثيقة صادرة من جهات امنية عراقية تطلب من الاساتذة الجامعيين بحمل السلاح الفردي , وهنا نتذكر عمليات اغتيال  علماء العراق والذين تجاوز عددهم 500 عالم تم التخلص منهم عن طريق الموساد والبلادك ووتر , وتحذيرات من ارتفاع وتيرة عمليات التفجيرالعشوائي فهل سننتهي من هذا الفيلم عبر المواجهة المباشرة بين  ايران وامريكا وعندها ستقطع كل الالسن المغردة بالتشكيك بهذا الامر , اخيرآ لا يمكن ان يقبل اي مسلم او اي انسان على هذه الكرة الارضية ان تتكرر جريمة قتل الحسين واهل بيته( عليهم السلام )  في ارض العراق وهو عطشان ونهر دجلة والفرات تجري فيهما المياه , فكفى الاختباء وراء الاصبع لان الحقيقة ان لون المياه في دجلة والفرات اصبحت حمراء بما يكفي .

2020-05-05