الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
غاليتي / بقلم زينب خليل عودة

كنت احسب أن قلبينا أكثر قرباً وتفاعلاً لحد الذوبان، اشتقت لكلماتك الراسية والعابرة في الوجدان..عيوني تشتاق للحديث سويا بلا انقطاع، يكفينا توقف كما عهدت قلبك وحديثك البار النقي الذي احتاجه واحتاجك نستمع لبعضننا البعض ونقص الحكايا عن أيام مضت دونما لقاء بيننا.

يا صديقتي

كنتى ملاذي وسندي، تغادر روحي وقلبي عبر حروف رسائلي تغرد شوقا إليك لكنك غبتى بدون استئذان في مرحلة خاصة بك، وفرضتى معادلتك أنتي فكان غيابك تاجا على رأسي وقبلت صمتك الدكتاتوري الغريب.. والمزاجي العجيب.

 

غاليتي، أستيقظ وأغفو كل يوم على افتقداك وحنين يتأرجح بى يمينيا وشمالا أقلب أفكارا وأفكارا لا ترسو على ميناء الحنين والصداقة بل أعود لنقطة الصفر وأستسلم لقدر غيابك...نعم أدرك يقينا أن محطة قلبك استوقفتك في ميدان واسع لم يكن قرارك الحب ولكن كان خيارك الهروب للأمام..... أنتي حنونة غريبة عنيدة ضعيفة ضاقت بك الدنيا تبحثي عمن يهز مشاعرك عن فارس أحلام ينبض له قلبك رغم يقين بداخلي أنا يهمس أن لا احد يستحق كلمة حب منك أنتي.

نعم جرحني عنادك..نعم اعترف لك أنى وقفت بمحطة حيرتي بك وقلقي عليك ولكن كان عجزي اكبر وصمتك قتلني.... غاليتي وضعتي قيودا وكنتى الحرة الأبية نعم استصغرك الحب، نعم طال غيابك .. لكنك ما فكرتي ولا ندمتى بل فقط بقيتي حبيسة ذلك الحب الضائع .. في وقت فات فيه الميعاد ,ومضى قطار العمر .

صديقتي..للمرة الثانية تكرري كلماتك ( لا تكتبي لي ولا أريد رد على رسائلي، وسأمحو الرد، ولن تقرأى) أي كلمات هذه التي يخطها قلمك الجرىء الشرس، بربك ألا يوحد بقاموس اللغة ألطف منها، ألم يقل ربنا لقدوتنا (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )...

كلماتك لم اسمعها طوال عمري كله إلا منك أنتي .. كلماتك الفظة الجارحة تقذفني من موج عاتي في جزيرة ظلماء حيث لا شجر لا بشر ولا حياة.. حجارتها اشد قسوة من الفولاذ، كلماتك هزت كل كياني بل كرامتي .. ولماذا، كان ذنبى أنى حاولت اختراق صمتك..

 

غاليتي فقط انتى من تعرفي وأنتي من تقرري.. أكان ذنبي أنى أسال عنك أبحث عن مشاركة بهمك وحزنك وعن جرحك .. ذبحتني كلماتك من الوريد الى الوريد .. آه ثم آه ... ليس تشابك الصداقة بفرض جدار على قلبك ... وكان على أنا أتفهم وأنتي عليكى تقرري.... قاسية مزاجية أنتي تقرري متى تكتبي ومتى تحكى ومتى تبعدي ومتى؟؟ تقرري أنتي وأنا على القبول أيعجبني أم لا؟  فلا يهمك بشيء.... تمدي يدك للآخرين حينما يحتاجونك وبابك موصد أمامهم؟؟؟ كتبتى كلماتك فهل راجعتي نفسك لحظة بها هل أخطأتى؟ هل فكرتي كم أذت مشاعري؟ هل خطر ببالك أن تعتذري أم ليس فى حساباتك أبداااا......بربك تخيلي لو قيلت لك هذه الكلمات ماكان ردك ؟؟؟ والمضحك المبكى انك كتبتى كلماتك وانتى خاصمتى وانتى ابتعدى ... أعرف أنك تعرفى العدل والحق فأى عدل هذا بربك ؟؟

 

ياصديقتى

أه وأه ..تحملت كلماتك بكل حب ورحمة .. أتسال هل ما يعصف بك هو سبب عابر كموج بحر غزة أم خيار اتخذ ونفذ الأمر، هل للصداقة حق الشفعة للعودة للمربع الأول والأجمل في حياتنا سويا ؟؟ هل للصداقة حقا بقلبك الصغير .....

تخيلت أن الصداقة تخترق كل حدود المزاج وغرابة الطبع، أكتب من باب ود العتاب لا التجريح.. غاليتي فهذا صدقي وصداقتي لك وحبي واحترامي ..

تمر الأيام كشاطئ خريفي الملامح دونك،وورد الربيع بعد آن بالتفتح لاستقبالك أيقن أن ينابيع الحب في عروقك تنبض وتحن للعودة ها أنا انتظرك والبنفسج يتفتح على حواف نهر جار بطعم زمردي يفوح على وجهك الدافئ .......

أنتي ستبقى  غاليتى، بربك عودي لنا، أما للصداقة حق عليكى، ألم تبقى في عقلك وقلبك خيطا رفيعا من ذكريات جميلة تهز وجدانك وتسترجع حنينك ، وأصالة عودك غاليتي ...... عودي فما أجمل الحياة بوجودك أنتي.... وختاما صديقتي إقبلى وردى فلا أشواك به ... فواح عطره نادر وجوده ، أصيل جذوره جميلة أوراقه، لا يجرح في زمن كله خيانة وغدر وسراب ...

2012-11-08