الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فتح تحذّر من مساعي حماس لبثّ الفوضى في الضفّة الغربيّة...لارا أحمد

 

 لم تنعم الضفة الغربيّة ولا غزّة بالهدوء النسبيّ منذ قرابة ثلاثة أشهر، وتحديداً منذ تسجيل أوّل حالة إصابة بفيروس كورونا في مطلع شهر مارس/آذار. مؤخّراً، أُضيف ملفّ جديد للملفات المتراكمة ويُدعى اليوم بـ »مشروع الضمّ «. تسعى إسرائيل لضمّ أجزاء معتبرة من الضفّة الغربيّة وغور الأردن. يشعر كبار المسؤولين في فتح بالقلق من نسق تطوّر الأحداث في الضفّة ويخشـى بعضهم أن تتحوّل المنطقة إلى ساحة فوضى ليس الهدف منها تقويض المشـروع الاحتلالي، لكن إخراج فتح في صورة الحركة الضعيفة والعاجزة عن بسط سيطرتها.

 

منذ مقاطعة حركة المقاومة الإسلاميّة حماس، اجتماع السلطة الفلسطينية الأخير والتصريحات بين الطرّفين لا تهدأ. تتّهم حماس فتح بأنّها لا تتخذ قرارات حاسمة بشأن التهديد الأخير الذي تنوي الحكومة الإسرائيلية المضيّ فيه. في المقابل، تعتبر فتح ذلك محض مزايدات سياسيّة، خاصّة وأنّ رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن قرّر قطع العلاقات مع النظير الإسرائيلي وإلغاء الاتفاقيات السياسيّة والتنسيق الأمني مع هذا الكيان المحتلّ في حال قرّر هذا الأخير المضيّ في مشروعه.

 

يرى مسؤولون كبار منتمون لفتح بشكل شبه قطعيّ أنّ حماس ستستغلّ مساعي إسرائيل لإثارة الفوضى في الضفّة الغربيّة وصرف الأنظار عنها وعن سياساتها التي ينقسم النّاس حولها بين مؤيد ورافض. لا يؤاخذ على حماس خلافها السياسيّ مع فتح لأنّ الخلافات جزء من الحياة السياسيّة الطبيعية، لكن يؤاخذ عليها توجّهاتها التي قد تمسّ مصالح المواطن الفلسطيني البسيط الذي ليس له في بعض الأحيان سوى قوت يومه، وأيّ بلبلة في الضفّة الغربيّة حيثُ تحكم فتح سينعكس على ذلك المواطن البسيط بشكل مباشر.

 

تدعو قيادات فتح حماس للتحلّي بالحكمة، فالشعب الفلسطيني واحد سواء في غزّة أو الضفّة الغربيّة أو في مناطق الشتات، ولا ينبغي لتباين الآراء السياسيّة مهما كان حادّاً أن يمسّ الشعب الفلسطيني في مصالحه الحيويّة.

2020-06-03