الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
١٣ عامًا على الانقلاب الأسود ...لما طه الفقيه

 منذ ١٣ عاماً لم ارى مظاهرة خرجت ضد الانقلاب وما حدث بغزة من تدمير لمؤسسات الدولة، وقتل وسحل أبناء غزة وابناء حركة فتح تحديدًا في شوارعها، لم ارى احد يخرج ضد هذا الانقلاب الذي سلخ الوطن عن كله الفلسطيني والذي أراد تدمير القضية والمشروع الوطني الفلسطيني. 
ان حركة حماس انقلبت أولاً على من ارادها في الدولة عبر صناديق الاقتراع، حماس التى انقلبت على الرئيس محمود عباس الذي أقر لها التواجد في مؤسسات الدولة وان تكون شريكاً في بناءها، بالرغم من عدم اعتراف حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. 
حماس التي انقلبت على الدستور والمفاهيم الوطنية، وانقلبت على حرمة الدم الفلسطيني، حماس التى انقلبت على تعاليم الدين الذي حرم دم الأخ لاخيه، التى جعلت من بيوت الله في غزة ثكنات عسكرية لتعذيب أبناء غزة وخاصة أبناء حركة فتح.
ان مخطط حماس بدأ عندما شكلت خلية سرية للاغتيالات السياسية في غزة في العام ١٩٩٦ والتي تم اكتشافها من قِبل جهاز الأمن الوقائي في المدينة، مما أدى الى تنامي الاحقاد عند حركة حماس وبدى واضحاً عندما حصل الانقلاب الأسود في العام ٢٠٠٧، حيث عذبت وقتلت شباب الأجهزة الأمنية. 
ان حركة حماس منذ البداية لا يوجد في نيتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ان هذا التنظيم لا يُؤْمِن بالوطن وإنما يُؤْمِن بأجندته الخاصة النفعية وحتى لو كانت على حساب الوطن.
ان ياسر عرفات كنا نختلف معه كفلسطينين لكن لم نختلف عليه يوماً، ففي الوقت الذي حُصر فيه من قبل الاحتلال الصهيوني التفت كل الفصائل حوله الا هؤلاء الحاقدين، فيخرج علينا المدعو محمود الزهار ليقول" هذه معركته وحده" .
لماذا نسي الشعب الفلسطيني كل ما فعلته حماس بغزة من تدمير وخراب وقتل حتى تحتفظ بالسلطة في الوقت الذي كان بامكانها الاحتفاظ بها بطريقة الشرعية، ولكنها هي من انقلبت على الشرعية وعلى نفسها.
حماس هي التي عزلت غزة وسلختها عن الوطن وهي التى جعلت العالم يعزلها سياسيا بسبب افتقارها للواقعية السياسية من خلال رفض كل الاتفاقيات الدولية التى وقعتها منظمة التحرير على اعتبار انها البديل عنها.
ان العقوبات على غزة لم تفرضها السلطة الوطنية الفلسطينية ولا الأجهزة الأمنية ولا محمود عباس، العقوبات على غزة سببها حماس وهذه بعض منها: 
١- قطع رواتب جميع موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية دون استثناء على مدار عام كامل، في الوقت الذي كانت حماس توفر الرواتب لعناصرها وموظفيها.
٢- خلقت أزمة مع الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة فتح ، فخلقت حالك من التصادم مع الحركة من خلال قوتها التنفيذية. 
٣- اعتمدت حماس سياسة التخوين لتبرير انقلابها الدموي... فلا ننسى سميح المدهون عندما سحلته حماس في شوارع غزة وغيره من الشرفاء من أبناء حركة فتح والفصائل الفلسطينية. 
٤- تدمير النسيج الفلسطيني في غزة من خلال اغراق القوة التنفيذية بدماء أبناءها. 
٥- الاعتداء على كل من يعارض حركة حماس، فلم يسلم من هذا الاعتداء اي فصيل فلسطيني، حتى حليفهم الاستراتيجي حركة الجهاد الاسلامي. 
٦- رهن الشعب في غزة بمغامراتهم السياسية والعسكرية، ليس هذا فقط فحماس رهنت القضية الفلسطينية كلها بموقفهم المخالف للتواجهات الوطنية الفلسطينية.
٧- سلب الحريات العامة والممتلكات الخاصة والعامة، ومصادرتها بحجة التعارض مع نهج حماس.
٨- فرض الضرائب العالية على المواطنين، لتحل حماس أزمة رواتب عناصرها على حساب الشعب في غزة. 
٩- هدم بيوت المواطنين وخاصة في رفح ( لعمل الانفاق)، التحكم بالتيار الكهربائي في قطاع غزة.
ومع هذا بقي الرئيس محمود عباس يمد يد المصالحة وتحريم دماء الفلسطينين وقبض بيده الجمر للحد من حرب أهلية فلسطينية، الا ان حماس غير معنية بالمصالحة لتبقى المستفيد من الوضع الحالي في غزة.

2020-06-12