الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فجوات الماضي وآثار الانقسام الفلسطيني...بقلم : سري القدوة

ليس غريبا على نتنياهو ان يستغل الوضع الفلسطيني القائم ويبدأ في تنفيذ احلامه ومخططات اليمن المتطرف وهى قائمة على بث سموم الخلاف ودعم التناقضات بين ابناء الشعب الفلسطيني من خلال سيطرة بعض المأجورين والتأثير على مفاصل العمل الوطني خدمه للاحتلال والواقع الفلسطيني القائم حاليا يؤكد بان الاحتلال عبر سياسته القائمة يستغل كل الظروف لاستمرار في تطبيق مخطط صفقة القرن وتمريرها بكل هدوء مقابل شراء المواقف واللعب على التناقضات تارة مستغلا اموال المقاصة والمستحقات المالية الخاصة بالسلطة وتارة اخرى مستغلا الاموال القطرية واحتياج قطاع غزة لهذه الاموال وتحويل الشعب الفلسطيني لمجرد شعب متسول ويلهث وراء الاموال وحاجة العيش مستغلا الظروف بشكل بشع لتمرير مخطط الاحتلال وهذا الامر يجعله يتفاخر في سياساته امام منتقديه.

 

ان الواقع الفلسطيني في حقيقة الامر يحتاج الى اعادة تقييم فبعد اتخاذ القيادة موقفا حاسما من اتفاقيات اسلو والإعلان عن التخلي عنها لصالح المشروع الوطني الفلسطيني بات يحتم على الفصائل الفلسطينية كلها وبدون استثناء احد الوقوف حول قرار القيادة سواء في غزة او الضفة والاتحاد والتعاون ووضع برنامج وطني يلبي احتياجات الشعب الفلسطيني من خلال وحدة الموقف المشترك وتجسيد عملي للشراكة السياسية ووضع حد لمشروع الاحتلال ومخطط الضم وأهدافها السياسية حيث رفض رئيس حكومة الاحتلال قيام دولة فلسطينية واستغلال وضع الانقسام واستغلال تقديم المساعدات المالية يحتاج الى اعادة التقييم فلم تعد المرحلة يمكن تحملها والواقع يشتد خطورة على مستقبل الشعب الفلسطيني فإما ان نكون ونحافظ على مشروعنا الوطني وأما ان يدمرنا هذا الانقسام بمسمياته المختلفة القائمة على عروض الاحتلال واستبداده السياسي الذي يرفضه الشعب الفلسطيني ويرفض ان يتعاطى مع تلك المشاريع المشبوهة والتي تخدم الاحتلال عبر دعم دويلة او امارة في غزة على حساب الضفة ووضع السلطة الفلسطينية التي باتت تخوض حربا مفتوحة مع الاحتلال فالمطلوب فلسطينيا الالتفاف حول منظمة التحرير وتفويت الفرصة على برامج وأطماع الاحتلال المجانية.

 

إنه لا يمكن الحديث عن تطبيق الوحدة الوطنية والمساهمة في نجاح السيطرة والتغلب على الام الماضي في ظل هذه التناقض بالمواقف والسعى للبحث عن من تلتقى اهدافهم مع الاحتلال ليكونوا جسرا لتمرير صفقة القرن الامريكية والمشروع التصفوي للقضية الوطنية والهوية الفلسطينية وبالتالي نحن بحاجة للمصالحة والحوار والالتقاء الوطني الشمولي والبحث عن مخارج تكون بقدر المرحلة التاريخية التى نمر بها ولا نريد تكرار التجارب الماضية التي اثبتت فشلها وولدت الفجوات بين الوطن الواحد وتركت اثار بالغة الصعوبة لم نتمكن من تجاوزها لحتى الان !!.

 

 

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]
 

2020-06-20