السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
منافسة الشركات في السوق العالمي...أ. احمد حسين الهاشمي

أ. أحمد حسين الهاشمي المدير العام لدى شركة الهاشمي العالمية

ليس ثمة شك في أن الإبداع هو ما يجعل الشركات، خاصة الناشئة، تتصدر المنافسة في السوق العالمي للأعمال، فهو الخيط الرفيع الذي يفصل بين النجاح والفشل، فلو أمعنا النظر في الشركات التكنولوجية الرائدة في صناعة التقنيات الحديثة، سنلاحظ أنها تعمل طوال الوقت على تنمية الابتكار والابداع على المستوى الفردي وأيضًا الجماعي، إذن يمكن القول إن الإبداع هو كل الأعمال التي يقوم بها الأفراد داخل المؤسسات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للحصول على نتائج إيجابية في ميادين العمل. والإبداع لم يُكن أبدًا حِكرًا على الأذكياء، بل هي صفة تميّز البشر بشكل عام عن بعضهم البعض، لكن نموه بالسرعة التي يتطلبها العصر الحالي في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، يتطلب مناخات عمل ملائمة وعوامل محفزة، فهو من يقود الموظف أو الفرد داخل بيئة العمل إلى تحقيق الإنجازات والقدرة على مواجهة التحديات وحل كل المشكلات التي تواجه العمل، والمؤسسات الناجحة والمتمكنة من تحفيز أدمغة أفرادها باتجاه الابداع، هي تلك التي تؤمن المناخات المنوّعة، وتفسح المجال أمام المغامرات الفردية وأيضًا الجماعية، بل تعتمد أسلوب ديناميكية الفوضى الإيجابية المتمثلة في اقتحام دوامات الأهداف المستقبلية المعقدة، وهنا نُشير إلى أن الفوضى الإيجابية تعني عدم حصر الفكر الإبداعي في خط تصاعدي موحّد، إنما العمل على نشر معطياته في كل الاتجاهات، فهذا الأمر بكل تأكيد يضمن للعاملين داخل المؤسسات فرصة المشاركة بالإبداع، وبالتالي تحقيق الإنجازات على المستويات كافة.

الإبداع الفردي في الشركات إن العقل البشري مبرمج بالفطرة للتأقلم مع مستجدات البيئة الطارئة والتفاعل بشكل تدريجي مع معطياتها، وصولًا الى مرحلة اكتساب المناعة الشاملة، وهو ما يؤمن لمن قُدّر له مواجهة المصاعب والتحديات، خاصة في أجواء العمل، سرعة التحرك لايجاد حلول مبتكرة ومناسبة للعمل، إذن فالمؤسسات أو الشركات المتقدمة التي تمنح أفرادها فرص اقتحام المجهول وخوض المغامرات عن طريق تنفيذ العديد من التجارب في بيئة العمل، تقودهم بطريقة لا إرادية الى اكتشاف قدراتهم الابداعية الكامنة.

2020-06-27