الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أمن مصر وأمن ألأمة العربيه...دكتور ناجى صادق شراب

 ليست مصر مجرد دولة صغيره أو طرفيه هامشيه، بل هي دولة أساس ومركز وقيادة لمنظومتها العربية، وقرارها مؤثرعربيا ودوليا. فهى دولة قرار.وأى تغير وحراك وقرار يخرج من مصر له تداعياته العابرة لحدودها ، وتهديد امن وإستقرارها تهديد لكل ألأمن وألإستقرار العربى. فالنظام ألإقليمى العربى وعلى ضعفه مرتبط بقائه بقوة ودور مصر.والقاعدة ألأساسية التي تحكم منظومة العمل العربى المشترك مصر قويه ألأمن العربى قوى،والقاعده الثانية أن كل المشاريع الإستعمارية وألإقليمية الطامحة للنفاذ والتغلغل والسيطرة على المنطقة العربية لا تكتمل ولن تنجح إلا بالسيطرة على مصر.المشروع التركى العثمانى ، والإيرانى الصفوى والصهيونى الإستيطانى كل هذه المشاريع تصطدم بقوة مصر، ومن هنا التهديديات والتحديات التي تواجه مصر، وهى متعدده المصادر ويجمعها هدف واحد إسقاط الحكم في مصر وإستبداله بحكم إخوانى. ومصر اليوم تواجه تحديان كبيران ، ألأول التهديد الوجودى والمتمثل في أزمة سد النهضه وإصرار أثيوبيا على منع المياه عن مصر متناسية أن النيل هبة مصر وبقائها ووجودها، وهذا التهديد بلا شك تقف ورائه قوى وجماعات كثيره تحمل الكراهية لمصر.والتهديد الثانى تهديد حدودى أمنى يمس أمن وإستقرار مصر وتمثله الأزمة الليبية بحدودها التي تبلغ 2000 كيلو متر ، وليبيا تربطها بمصر مسائل خاصه أبرزها الإنتماء العروبى وليس التركى ، والترابط ألأمنى والمصالح ألإقتصادية والعمالة المصرية ، اليوم التدخل التركى في ليبيا ودعم المليشيات ذات الطابع ألإسلامى المتشدد ومحاولة بناء قاعده تركيه في السرت والجفره ، والهدف واضح محاولة حصار مصر وإحتوائها وإضعافها بتغلغل مزيد من العناصر الإرهابية لداخلها. هذا التهديد يعنى أن تتحول كل المنطقة العربية لولايات عثمانية ، وسقوط لكل ألأنظمة العربية ، وتعرضها لمحاولات التفكيك والتقسيم. ناهيك عن التهديد الذى تقوم به الجماعات ألإرهابية في سيناء ، ومحاولة إستنزاف قدرات الجيش المصرى في حرب إستزاف طويله وكان هذا هو الهدف نفسه في جر مصر لحرب في ليبيا وضد أثيوبيا. والهدف واضح جر مصر في حروب خاسره، بهدف إضعاف الجيش المصرى ألأقوى وألأكثر توحدا وتماسكا في المنطقة . ويسهل معها سقوط مصر ، وبسقوطها يسهل سقوط كل المنطقة العربية كقطع الشطرنج، نحن أمام لعبة الشطرنج والتي ما زالت مصر تتمسك بورقة الملك. وفى سياق هذه التهديدات كما في الدور التكاملى وللحفاظ على وجود وبقاء كل الدول العربية . فأمن وإستقرار مصر أمن وإستقرار لجميع الدول العربية.
فالعروبة إنتصرت بمصر والإسلام إنتصر بمصر أيضا.وأرتبطت فلسطين قوة وضعفا بقوة مصر وضعفها.ولا يمكن تحقيق ألأمن العربى بدون أمن مصر، ولا يمكن الوقوف في وجه الدول التدخلية كإيران وتركيا دون الدور المصرى.وفى هذا السياق فإن الموقف من مصر لا ينبغي أن يخضع لحسابات سياسية ضيقه وخارجيه، أو حسابات تنظيميه أو أيدولوجيه خارجية، الموقف العربى تحدده منطلقات قوميه عربيه، ومتطلبات الهوية والإنتماء، وتحدده تكامل ألأدوار العربية ، كما في الدور الإماراتى والسعودى والمصرى ، وهذه الدول الثلاث يمكن ان تشكل نواة قوة عربيه مشتركه قادره على التصدي لأى محاولات للتغلغل والتهديد للوجود العربى . وبهذا الدورالتكاملى يمكن إحياء وتفعيل وتجديد العمل العربى المشترك ، وتفعيل دور الجامعة العربيه. وتأتى في وقت تزداد فيه محاولات إيران في اليمن والعراق وسوريا وتركيا في العراق وسوريا وليبيا. وتحويل المنطقة العربية لأرض مستباحه للتواجد والقواعد ألأجنبية. وعليه الوقوف بجانب مصر ليس مجرد شعارات وأفعال لفظيه ،ولا مجرد تسجيل مواقف او مجرد تقديم مساعده ماليه، بل أبعد من ذلك، هو إلتزام قومى ومصير مشترك، ومواجهة المستقبل بقوة عربيه واحده, ويتطلب القفز بالعمل العربى المشترك والمؤسساتى ، وإنشاء قوة عربيه قويه وقادره في التأثير على القرار الدولى ، وعلى القرار ألأمريكى والروسى والصينى وألأوروبى . ولا شك مثل هذا موقف سينعكس على مستوى المواطن العربى العادى ويدعم الروح الشعبية والمجتمعية العربية ، وسيكون له تأثير مباشر لدى المواطن المصرى الذى سيشعر بعروبته وفعالية الموقف العربى . ودعم التوجهات العروبية ،وبهذا الموقف وهذه الرؤية يمكن مواجهة الإرهاب وتغلغل الدول الإقليمية وإستعادة هوية المنطقة العربية.
دكتور ناجى صادق شراب
[email protected]

2020-07-06