الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ماذا يريد المحامي زياد أبو زياد!؟... يوسف شرقاوي

 قرأت مقالا لهذا الرجل، وهو عضوا في المجلس التشريعي الأول، وكان مقالا غريبا ومريبا، مفاده " أننا لا نريد إحداث تغيير ديمغرافي في إسرائيل، وإغراقها بملايين اللاجئين الفلسطينيين" وأذكر حينها أنني رفعت احتجاجا على هذا المقال لرئيس لجنة الرقابة في المجلس آنذاك د. حسن خربشة.

حاليا أتابع مقالات الأخ أبو زياد، كل يوم أحد في صحيفة القدس، حيث كانت آخر مقالاته في الصحيفة، الأحد 5/7/2020، تحت عنوان "لكي لا تتحقق نبوءة صلاح خلف، في إمكانية فشل تجربة المنظمة وزوالها"

قد نتفق معه في بعض جوانب هذا المقال، مثلما إتفقنا معه في مقالاته السابقة عن فشل بناء المؤسسات، وظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات، والخلل في أداء الأجهزة الأمنية، وسيطرة تنظيم فتح على مساحة واسعة من مناحي الحياة في الضفة، والقلق على مصير القدس، وعجز وشلل السلطة القضائية، وفوضى الإدارة السياسية العامة لمنظومة الحكم في الضفة، وحتى قد نتفق معه في مقاله الأخير المشار إليه سابقا.

يبدي أبا زياد وهذا من حقه، سخرية من بعض رموز المنظمة بعدما التقى بهم، وعرفهم، وخبرهم كاشخاص بقوله: " فكرت الباشا باشا أتاري الباشا زلمة" ويتمنى لو كان دور المنظمة شبيها بدور الوكالة اليهودية، التي أدارت الصراع لإقامة الدولة قبل عام 1948، ثم انسحبت من الحياة السياسية بعد إقامة الدولة لكنها بقيت داعمة لمؤسسات الدولة، وقد نتفق معه في ذلك.

ثم يعزي فشل المنظمة في القيادة لعدة نقاط، أهمها وأولها، عدم قدرتها على توسيع القاعدة الديمقراطية في الأداء،  وخاصة لجهة عدم تبني أسلوب الإنتخابات في إختيار أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، ثم أن سياسة الهيمنة من تنظيم فتح، واعتماد نهج المحاصصة الفصائلية في كافة أطر ودوائر المنظمة وخاصة المجلس الوطني، حتى بلغ عدد أعضاء هذا المجلس أكثر من 800 عضوا، وتحول تلك المحاصصة لاحقا إلى مشاركة شكلية لتلك الفصائل، لضمان إستمرار تدفق المال عليها،وبقاء القرار بيد حركة فتح التي اختزلت تلك الحركة، بعد اختزال المنظمة بشخص الأخ أبو مازن، الذي يعزي إليه تجريد المنظمة من دورها وتفريغ مؤسساتها من محتواها، والإحتفاظ بها تحت طبقة سميكة من الجليد، وإخراجها لإستعمالها كفزاعة عند الحاجة، إلى أن يصل إلى أن الأخ أبو مازن، لن يرقى إلي مستواه القيادي من يتصدرون المشهد في فتح أو المنظمة.

وأخيرا يوصلنا أبا زياد، إلى ما مفاده أنه وبرغم اختزال فتح والمنظمة بشخص أبي مازن، فإن هذا الشخص لن يتكرر، ومن المستحيل إستنساخ شخص بمثل تلك الكاريزما، ويجب على الأخ أبي مازن التنبه لذلك قبل فوات الأوان، كي نبدد، مخاوف الشهيد صلاح خلف في كتاب "فلسطيني بلا هوية.

ياليت ذلك يا أبا زياد، وهذا ماكنت أتمناه أن وغيري أن يكون الأخ أبا مازن ماوتسي تونغ عصره، ويوصلنا إلى بر الأمان.

لكن أخي زياد أبو زياد، وهنا اسألك بالله العظيم، بعدما أنت إقتنعت، وكتبت عن إختزال فتح والمنظمة في شخص واحد لاغير، وتغييب دور المنظمة، وإيداعها تحت طبقات سميكة من الجليد، أننا بحاجة لإجترار تلك التجربة!؟

سؤال برسم الإجابة عليه من قبلكم، أخي زياد أبو زياد.

2020-07-11