تسابقت حروفه كأنها خطوات تكاد تكون حورية لعلها منجية قائلا :
حينما يطفو علي سطح المنطق جيف الوقت و تعتلي المنابـــر و تسعــــي لتقييــد البــــرق , ووضع الرعــــــد خلف القضبــــان ... لا تسكت يا لسانـــــها .
حينما تتلاشي المسافات بين الجوع و كسرة خبز , و يغتالوا في السنابل فرحها و يجهضوا في الغيوم مطرها , و تتمرد عطسة برغوث علي شموخ جبل و يتبختر الردئ على رموش الأمل
و يسرق من الجفون بقايا ابتسامتها .
لا تسكــت يا لسانهـــــــا .....
عندما يضيع الأمل وسط بحر ذات موج و تعلو صرخات الثكالى و تنهمر دموعهن أنهارا و يجثو ذات شيب على ركبتيه متوسلا حبة دواء و قليل من المــــاء و تغيب شمس نهــــار في وضحها و يرســـــل القمــــر زفراتـــه لليــــل طويـــــل ... و عندما يسكت الصوت صارخا بصمت مترددا صدى صوته في زمن صعيب لا تسكـــت يا لسانهـــــا .
ساد الصمت يدق ناقوس عقله متفكرا متدبرا حروفه ليجد وسيلة لاسكات لسانها , فأيقن ان الكلمات تسابقت معلنة البقاء فتساءل ,,,
متى يعض الوقت على سبابة الشر و يطرحه إلى خلف ستائر النسيان , وإلى دروب الذهاب دون عودة لتنبت أغصان الروح أوراق الأمل و تنبت ثمرات الوجود التي تعيد لنا الفرح , و تعزف أوتار الندى فجرا مبتسم ... كي يسكت لسانها .
سرح في خيال روح و أيقن أنه طوال ما يمتطي الشر ظهر الخير و يجثوالفجر تحت تمرد رياح الغدر , لن يسكت لسانها ..
مادامت السماء بلا عمد و رب العباد باسط كفيه و طوال ما تغتصب الحرية باسم الديمقراطية و تحل العبودية و مازال هناك نبض في جوف صدر و روح تعلو لأبعد مدى . لن يسكت لسانها .... إلا إذا تربعت شمس الحقيقة سماء المنطق و العدل و الصدق , و تقهقرت كل فصول الزيف و القهر أمام مرايا الربيع المنقوش عليها أن الصباح يصافح الجميع طهرهم .
ربما سوف يسكت لسانها عندما تعانق الأرض طهر المطر و يذيب منها تقعر دوائر الطين التي حالت دون تنفسها .
عندما تعود رماح الغدر إلى رقاب من أدمعوا عيــــون شواطئ السهارى و ليال العاشقيــــن و عندما يعزف النهر على أوتار الوجود ألحان الفرح والخلود , و تقف بشموخ عربية تبحث عن الحرية في أقاصي الأرض شرقها غربها و شمالها و جنوبها دون حدود فرضت من أيــادي لا تقليدية .
متى ما كان هناك صوت ضمير حي بين الأموات و همس طفل و زقزقة عصفور يبحث عن أرض تؤويه و نار الغدر تخمد و ضحكات الأرامل تعلـــــو منتصرة على ضرب قريب قبل غريب و ليل ماطر و دفء حبيب ..ربما سوف يسكت لسانهـــــــا
ولحين ذلك الوقت الضائع المنسي أتظن أنه سوف يسكت لسانهــــا ؟
عندما يحين وقتها و يوارى جسدها الثرى لكل من مر هنا سيقال :
ها هنــا تسكن من لم يسكت لسانهـا .