الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
شكري موصول....يسرية سلامة

    لأصحاب الكلمة الطيبة، التي تنُم عن قلوب مُحبة، وفطرة سليمة، لأصحاب الكلمة اللينة التي تجبر وتؤلف بين القلوب.

 

أحيانًا تمارس الديمقراطية في حياتك اليومية، لتصبح كائن حضاري، تستمع كثيراً في موضوعات قابلة للأخذ والرد، فتكتشف أن أسوأ ما في الديمقراطية هو أنك مُضطر أن تستمع للحمقى.

 

وأنت في طريقك تكتشف أيضًا، أن قدرة النفس على التحرر من قيود المظاهر، والخروج من دائرة التكلف الذي يُمثل ثقل على النفس، لا يتمتع بها إلا القليلين، هم غالبًا، فهموا معنى الحياة الحقيقي أنها لا تساوي جناح بعوضة، فتلاحظ أنه يوجد ارتباط وثيق ما بين الماديات والتكلف، ما بين المظهر والمركز الإجتماعي، والأدهى والأمر، أن هؤلاء المرضى الذين يشعرونك بأنك داخل لوح زجاجي شفاف، وهم يرونك بكل وضوح، وقادرون على تفسير جميع تصرفاتك لا يحاسبون أنفسهم.

فتحطم هذه الألواح الزجاجية، وتسألهم بعيون وقحة، لا تقل عن وقاحتهم في اقتحام حياتك وماذا بعد؟!

هؤلاء الحمقى يستمتعون بإطلاق الرصاصات، لكن من أفواههم، فالكلمة كالطلقة تخرج مرة واحدة بلا عودة، قد تكون رصاصة قاتلة، تجعل قائلها يُسأل أمام الله عن ارتكابه كبيرة القتل!

نعم! القتل المعنوي الذي لا يقل جسامة عن القتل بمعناه وركنه المادي.

فاللسان البذيء ينم عن قلب كاره، لا يعرف الحب، مملوء بالشك والرغبة في الانتقام

ونلاحظ في الآونة الأخيرة، أن بذاءة اللسان قد طالت جميع طبقات وفئات المجتمع، مع الإستهانة التامة بوقع كلماتهم، ومع ذلك يصلون ويصومون ويزكون، لكن لابد وأن يعلموا أنهم إذا أتمو صلاتهم وزكاتهم وقد لعنوا هذا، وشتموا هذا، وسبوا هذا، سيذهبون إلى الله مفلسون، بحصائد ألسنتهم لعلهم يفقهون،.أن الله واحد يعلو السماوات السبع، فليس من حقهم أن يكونوا آلهه على الأرض وللناس محاسبون.

كلماتهم كالصخور إما تحملها على ظهرك فينكسر، أو تبني بها برجًا تحت أقدامك فتنتصر، لتصبح مثل زهور عباد الشمس التي تنظر إلى النور، وعند أرجلها تنبت الحشائش الضارة، لكن لا يهم فعودها قوي، ورأسها لأعلى فوق العفن.

لذلك:

         شكري موصول لأصحاب القلوب النقية التي تتساقط قطرات العسل من كلماتهم، التي تجلب لهم من سعادة الدارين الكنوز فتؤلف بين القلوب، وتقتل الظنون، وتمحو الشجون، وتسعد العيون.

يسرية سلامة

13/7/2020

2020-07-19