الأحد 16/10/1444 هـ الموافق 07/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بايدن: أردوغان مستبد وسأدعم المعارضة التركية

ظهر المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن في مقطع فيديو، اجتاح المواقع الاجتماعية في تركيا، وهو يتحدث بطريقة سلبية عن الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث وصفه بـ”المستبد”، وقال إنه سيدعم ويشجع المعارضة التركية في حال أصبح رئيسا.
وظهر بايدن في مقطع مأخوذ من حلقة من برنامج “ذا ويكلي” على قناة “إف إكس” الأميركية، متحدثا عن رؤيته للعلاقات الأميركية مع الرئيس التركي.
والمقطع الذي انتشر بشكل كبير على تويتر يعود لحلقة بثت في شهر يناير الماضي، أجرت خلالها هيئة تحرير “نيويورك تايمز” مقابلات مع جميع المرشحين الديمقراطيين.
وأبدى المرشح الديمقراطي مرارا وتكرارا في الفيديو “قلقه الكبير” بشأن التطورات في تركيا، مشيرا إلى أنه “سيتخذ نهجا مختلفا تماما ضد أردوغان من خلال دعم وتشجيع قيادة المعارضة التركية كما كان يفعل حين كان نائبا لأوباما”.
وذكر “يمكننا دعم تلك العناصر التي لا تزال موجودة في تركيا، وتشجيعهم على مواجهة أردوغان وهزيمته.. ليس عن طريق الانقلاب، ولكن من خلال العملية الانتخابية”.
وعن استمرار امتلاك الولايات المتحدة لأسلحة نووية في تركيا، قال بايدن “لا أشعر بالراحة تجاه هذا الأمر.. لقد قضيت الكثير من الوقت مع أردوغان، أكثر من أي شخص في إدارتنا، كان يتحدث معي فقط لأنه كان يعتقد أنني لست معاديا للإسلام”.
وأضاف “إنه مستبد.. إنه رئيس تركيا وأكثر من ذلك بكثير.. عليه أن يدفع ثمن أفعاله”.
وأردف قائلا “لذلك، أنا قلق للغاية حيال ذلك. أنا قلق للغاية.. لكنني ما زلت أعتقد أنه إذا أردنا الانخراط بشكل مباشر أكثر كما كنت أفعل معهم، فيمكننا دعم عناصر المعارضة التركية وتشجيعهم على تولي زمام الأمور”.
وختم بايدن بالقول “عليهم أن يفهموا أننا لن نستمر في اللعب معهم بالطريقة التي كان نلعب معهم بها.. الولايات المتحدة في الحاجة إلى العمل بجدية أكبر مع الحلفاء لعزل أفعال أردوغان في المنطقة، لا سيما في شرق المتوسط”.

مع أنه اضطر للقيام بحملة انتخابية من منزله بسبب تدابير العزل، يسجل المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن تقدما واضحا في استطلاعات الرأي مستفيداً، عن غير قصد، من تفشي الوباء والأزمة الاقتصادية العميقة، ما يجعل من الانتخابات استفتاءً حقيقاً على الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وبالإضافة إلى تقليص مخاطر ارتكابه هفوات، سمح وباء كوفيد-19 لبايدن البالغ من العمر 77 عاماً، بتجنب حملة انتخابية تجري بوتيرة مرهقة.
ونجحت توقعات أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية ألان ليتشمان لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ العام 1984، بما في ذلك انتخابات العام 2016 عندما فاجأ الملياردير الجمهوري العالم بفوزه. ويتوقّع ليتشمان هذه المرة فوز النائب السابق للرئيس باراك أوباما في انتخابات الثالث من نوفمبر.
ويقول “لكن ذلك لا يتعلّق بجو بايدن ولا بشخصية دونالد ترامب: كل شيء يرتكز على التقييم”.
فأستاذ التاريخ طوّر نظاماً مؤلفاً من 13 “مفتاحاً” من السهل تحديدها من بينها: هل البلاد تتمتع بصحة اقتصادية جيدة؟ هل تمرّ باضطرابات اجتماعية؟ هل الرئيس المنتهية ولايته مرشح للانتخابات؟
لكن معياراً واحداً يعطي نقاطاً للمرشح نفسه: هل يتمتع بحضور قوي؟
يشير ليتشمان إلى أن “بايدن لا يصبّ في هذه الخانة. إنه رجل ودود جداً وصادق لكنه لا يتمتع بشخصية قوية”.
وكان ليتشمان يعتبر أواخر العام 2019 أن ترامب انطلق جيداً في اتجاه إعادة انتخابه. ويقول الآن إنه “مذاك، ارتكب خطأ فادحاً هو الاعتقاد بأنه بامكانه الاكتفاء بإلقاء خطابات للخروج من أزمات تضرب البلاد ودعوات لتحقيق العدالة الاجتماعية والركود الاقتصادي. هذا لا ينفع. والنتيجة هي رئاسة فاشلة”.
مع أكثر من 160 ألف وفاة وخمسة ملايين إصابة، الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً في العالم جراء فيروس كورونا المستجدّ وقد أضعفت الأزمة الصحية الاقتصاد الأميركي.
في هذا السياق الصعب، أثارت وفاة المواطن الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد موجة احتجاجات تاريخية ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة.وفي حين كان ترامب يدير هذه الأحداث بشكل مثير للجدل من البيت الأبيض، كان بايدن صامتاً.
وحرم الوباء المرشح الديموقراطي الذي التزم بتدابير العزل منذ مارس في منزله في ويلمينغتون في ولاية ديلاوير، من تنظيم تجمعات انتخابية والاحتفال بفوزه في الانتخابات التمهيدية مطلع أبريل.
لكن معسكر ترامب سخر منه متهماً إياه بأنه “يختبئ” لتجنّب ارتكاب هفوات. إلا أن المرشح السبعيني استفاد من هذا الصمت ومن وسائل إعلام يُرجّح أنها متساهلة أكثر معه في مواجهة رئيس يدلي باستمرار بتصريحات مشينة لتحقيق تقدم في استطلاعات الرأي.
بايدن محظوظ كثيراً. فرغم تكبده ثلاث هزائم كبيرة في الانتخابات التمهيدية، إلا أنه عبر العاصفة متمسكاً باستراتيجية الانطلاق: التعويل كثيراً على كارولاينا الجنوبية وناخبيه الأميركيين من أصل إفريقي وهي فئة مهمة جداً بالنسبة لكل مرشح ديموقراطي يريد الوصول إلى البيت الأبيض.
وهزّت نتيجته الكاسحة ترشيح التقدمي بيرني ساندرز ودفعت عدداً من المرشحين الوسطيين مثله لكن أصغر سناً، إلى التخلي عن الترشيح.
يرى الأستاذ في جامعة جورج واشنطن كريستوفر أرتيرتون أن منذ انتصاره وبسبب “حملته شبه المنغلقة، بقيت الأضواء مسلطة على الرئيس ترامب”.
إلا أن الرئيس الجمهوري وبإدارته للأزمة “دفع الناخبين المستقلين إلى الانتقال من خانة المترددين إلى خانة لن أصوّت له”، وفق أرتيرتون.
لكن مع ترامب المرشح المخالف للتقاليد إلى هذا الحدّ وحملة متقلبة جراء أحداث تاريخية، قد يتغير الزخم.
وفي وقت ستتسارع الوتيرة أكثر مع المؤتمرين العامين للحزبين الديموقراطي والجمهوري في نهاية أغسطس ثم ثلاث مناظرات كبيرة في سبتمبر وأكتوبر، ستكون أمام بايدن فرصاً للانزلاق.
ويعتبر ألان ليتشمان أن ترامب “مستعدّ لكل شيء، ليس لديه أي تردد”.
وفي حال لم يتمكن أو لم يعرف كيفية توسيع قاعدته الانتخابية، قد يحاول الملياردير الجمهوري تثبيط عزيمة الناخبين الديموقراطيين على التصويت.
وهذا الأمر يفسّر هجماته العنيفة على بايدن الذي يتّهمه بـ”الخرف” وبأنه يريد “تدمير الحلم الأميركي” أو بأنه “دمية” بيد اليسار المتطرف.
ويرى ليتشمان سببين كي يكون الديموقراطيون قلقين: الأول هو أن يسعى ترامب وفريقه إلى “جعل التصويت أصعب، خصوصاً عبر البريد في خضمّ أزمة الوباء. والثاني تدخل روسي” أو قوى أجنبية أخرى، مذكراً بتدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
ويشير المؤرخ إلى أن هذين الأمرين “مجهولين” تماماً. ورغم أنه فخور جداً بنظامه لتوقع نتائج الانتخابات إلا أنه يؤكد أنه “لا يمكن لأي نظام أن يأخذ هذين الأمرين بالاعتبار”.

ا.ف.ب

2020-08-17