الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قراءة حول اجتماع الفصائل الفلسطينية رام الله – بيروت... أحمد رمضان لافى

 الاجتماع وإن جاء برعاية فلسطينية وبدون تدخلات خارجية وهذا جيد , (بالرغم من تأثير دور ايران في انعقاده  في بيروت وذلك بهدف إنجاح هنية في الانتخابات القادمة لقيادة حماس حيث ينافسه خالد مشعل الغير مرغوب فيه من قبل إيران بعد تخليه عن سوريا ومحمور المقاومة وانتقال مركز القيادة الى قطر), إلا أن هناك بعض الملاحظات: فقد أظهر تجاوز الوساطة العربية معتبرة مصر وقطر تحديدا التي رعتا مشاريع المصالحة هما من المحاور المتصارعة في المنطقة وفى هذا محاولة من القيادة للحفاظ على القرار الفلسطيني المستقل مع أنى أشك فى تحقيق ذلك لارتباط الجميع بمصالح متشابكة مع محاور المنطقة المتصارعة بما فيها إسرائيل. كما أن المشاهد لقادة الفصائل بالمجمل العام ينتابه الاكتئاب لغياب دور الجيل الشاب في القيادة بل معظم الحاضرون يكاد قد يكون تجاوز الـ 55 عاما . ولم يتم تناول الانتخابات التي من شأنها تجديد الشرعيات الفلسطينية واكتفوا بموضوع التوافق بدلاً من الانتخابات., وهذا يدل على فلس تلك الفصائل بمعنى آخر أن الفصائل لم تعد لها قاعدة شعبية عريضة تؤمن بها ومن هنا يجب أن يكون الانتخابات هي الفيصل ليكون الشعب هو من يقرر مصيره ولذلك اختبئوا خلف التوافقات. كما لم يتم الإقرار بإنهاء صفحة الانقسام كمسرحية هزلية من خلال اتخاذ قرار من حماس بتسليم غزة الى القيادة الشرعية ولم يتم الافراج عن أى معتقل سياسى في غزة , فكيف نتحدث عن انهاء حقبة الانقسام وهناك الآلاف من هم خارج غزة مطلوبين لحماس وجيش من المعتقلين من ضباط وأفراد السلطة الشرعية في سجون حماس بتهمة التخابر مع رام الله ؟ أيضاً كيف لنا أن نتوافق وحركة فتح منقسمة بغض النظر عن الأسباب المعروفة للجميع؟. فهل جاء الاجتماع لقناعات حقيقية بالمصالحة وانهاء الانقسام ومواجهة خطر تصفية المشروع الوطنى ؟؟ أم أنه ردة فعل  لمواجهة  خلق قيادات فلسطينية بديلة تحل محل الموجودين ؟. وهناك أطراف عديدة جاهزة للعب هذا الدور... أم هو بمثابة رفع العتب الفلسطيني الرسمى أمام الشعب هو أننا نعمل كل شيء؟؟؟ كما أن الرئيس يطالب بوجود قيادة موحدة لمقاومة شعبية سلمية بينما أكد هنية على كل أشكال المقاومة وعلى رأسها المسلحة والتي أسهب عن القدرات العسكرية لحركة حماس, كما أكد ذلك زياد النحالة, وهذا برنامج مختلف عن برنامج م ت ف فكيف ستقبل حماس أن تكون بدون جيش خاص بها يسمى القسام ؟ وكيف ستقبل وقف الدعم الإيراني الشهري الذى يصل الى 15 مليون دولار؟ وقد أكد هنية بأن حماس لا تعترف بإسرائيل وطالب بالخروج من اتفاقية أوسلو ونهجها، على عكس موقف المنظمة علما بأن ورقة حماس التي قدمها مشعل 2017 كبرنامج سياسى وتعديل ميثاق حماس لا تختلف عن برنامج المنظمة ؟؟؟؟؟

كما أكد هنية على  محور المقاومة , فعن أي محور مقاومة يتحدث؟ هل قطر وتركيا محور مقاومة؟ وهنا لنا أن نتساءل :هل نحن كشعب فلسطيني مازلنا تحت الاحتلال؟

والإجابة هنا تحدد شكل الحالة الفلسطينية بشكل عام , فإذا كان الجواب بنعم مازلنا تحت الاحتلال وهذا الواقع فهذا يتطلب منا جميعا أن نعيش كشعب تحت الاحتلال بمعنى آخر أن نبتعد عن أشكال الترف على الأقل أن نشعر بأبناء شعبنا ولا تكون القيادة التي اجتمعت في واد والشعب في واد آخر ونعمل بجد لتحقيق أهدافنا الوطنية والمتمثلة بالخلاص من الاحتلال وهذا يتطلب أن نقوم الاجراءات الآتية :

*اعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال وذلك بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (  67/19  ) الصادر بتاريخ  29 /11/2012 .

*الإعلان الفوري والغير مشروط بتسليم غزة الى حضن الشرعية الفلسطينية

وانتقال الرئيس الى غزة للإقامة فيها لحين الانتهاء من الانتخابات ويسبق كل ذلك الافراج الفوري لجميع المعتقلين في سجون رام الله وغزة.

*إلغاء كلفة الإجراءات التي نالت من غزة وموظفيها ومساواة الجميع تحت القانون

*تشكيل حكومة فلسطينية مصغرة من شخصيات وطنية أكاديمية ومهنية مستقلة تكون مهمتها الأساسية الاستعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية لدولة فلسطين في الضفة وغزة والقدس.

*انعقاد المجلس الوطنى لتجديد شرعيات مؤسسات المنظمة واستكمال الانتخابات في الداخل والخارج  ( داخليا في مناطق الدولة الفلسطينية خارجيا في سفارات وممثليات فلسطين في الخارج).

*استجلاب الطاقات الفلسطينية من كل العالم وفى كل التخصصات وتوفير كافة الإمكانيات لهم في داخل الدولة الفلسطينية.

*العمل الحثيث على دعم  وصمود أهلنا في مخيمات الشتات وخاصة في لبنان لحين العودة.

*ضرورة وطنية تجديد وتشبيب صفوف القيادة الفلسطينية الجديدة.

*يتم التقيد والالتزام ببرنامج المنظمة بكل مكوناته مع التجديد لما آلت اليه الظروف

*انشاء جيش وطنى مقاتل بدلاً من الميليشيات والأرزقية وتجار الدم وأمراء الحروب

*الإنفتاح الجدى والفعال باتجاه الدول الصديقة التي تناصر قضيتنا حتى ولو من باب مناكفة أمريكا وإسرائيل وهم كثر.

*تنشيط المنظمات الشبابية والنقابية للمنظمة لاستعادة دور القيادات الشبابية والنقابية في الدول العربية للتأثير على حكوماتها.

وفى النهاية نقول أن دون تحقيق الحد الأدنى مما طرح فإن الاجتماع يأتي في سياق ما سبقه من اجتماعات خطابية وكلامية رنانة واتفاقيات فلسطينية عابرة , وهنا يكون كل من شارك بالاجتماع أو صمت يكون بكل تأكيد مشارك في مشروع التصفية وحينها لا عتب على الإمارات ولا غيرها في تحديد شكل علاقاتها بإسرائيل.

 أعتقد أن هناك الكثير ممن كتبوا وحللوا وقدموا أفضل منى بكثير ولكن هذا ما أعتقد أنه كفيل بمواجهة كل قوى العالم مجتمعة.

 

[email protected]

 

 

2020-09-07