الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
'رياح المصالحة تهب على العالم العربي الإسلامي ولكن ليس من قبل إسرائيل'

إعداد: باهر صباح 

قال فضيلة المفتي الشيخ أ.د. أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، الثلاثاء (15 سبتمبر 2020) وفي هامش برنامج بث لقاء مباشر (https://bit.ly/2Rw0MpM):

"رياح الحوار والمصالحة تهب على العالم العربي والإسلامي ولكن ليس من قبل إسرائيل بل من جهة الدوحة بقطر والكويت وليبيا وأفغانستان وتونس والصومال ".

أشار الشيخ الريسوني في كلمته عبر برنامج البث المباشر إلى: أنني أقصد برياح الحوار أننا نعيش في هذه الأيام الأخيرة عدة حالات من التوجه لدى الشعوب الإسلامية إلى التصالح والوفاق والتفاهم والحوار وأول ذلك هذا الأمر الذي نشهده في مدينة الدوحة برعاية قطرية كريمة وهو اللقاء التصالحي بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بعد حالة الاقتتال، إذ هذا البلد عريق إسلامي وشبيه به ما وقع في المغرب بين فرقاء ليبيين، لأنهم أدركوا جميعا أن الحروب والصراعات والاعتماد على التدخلات الأجنبية من هنا وهناك لن تجديهم نفعا وأن الحل بأيديهم وأنهم المسؤولون الأولون ونهنئهم عليه للاستضافة المشجعة التي تتسم بالحيادية التامة وعدم التدخل مما يجعل المتحاورين في راحة من أمرهم وفي حرية تامة في قرارهم.

أضاف فضيلته: أن هذه الأمور مقبولة تماما من قبل البلاد الإسلامية بينما نعود إلى القضية الفلسطينية وقد استبشرنا خيرا جميعا بجنوح الفصائل والمنظمات الفلسطينية على اختلاف مشاربها إلى التوحد وتوحيد الصف وتوحيد الكلمة والموقف أمام العدو ولولا هذا التوجه الوحداوي والتنسيقي لما استطاع الفلسطينيون أن يمحوا ما سمي بصفقة القرن، إذ لا يمكن تحرير فلسطين إلا بوحدة الصف الفلسطيني التي تساعد على وحدة الصف العربي والموقف الإسلامي والدولي، لأن الأمر يختلف في مسألة التصالح بين البلاد المسلمة كل الاختلاف بالنسبة لقضية فلسطين وقضية التطبيع بين البلاد الإسلامية وبين اليهود. هذا ومع الأسف لم نر التزاما بالوحدة العربي الإسلامي من جهة بعض الدول العربية المسلمة كالإمارات والبحرين.

لذلك نعتقد أن الاتفاق بين الإمارات والبحرين وإسرائيل ليس اتفاق السلام، لأنه لم يكن هناك شجار بين الإمارات والبحرين وإسرائيل أبدا ولحد الآن ليتصالحوا فيه!! لهذا لمّا تنتهي حرب ولمّا تتم مصالحة، إذ كانت الحرب بين إسرائيل والشعب الفلسطيني الصامد والتي قد نشبت من قبل اليهود لغصب القدس ولإزالة بلد اسمه فلسطين عن صفحة التاريخ. كما وكانت هذه الحرب قد نشبت بين الإسلام واليهود وهي في استمرار الآن وبكل قوة وشدة. وبهذا الخصوص نقلد موقف شيخنا القرضاوي حفظه الله في قوله: "المقاومة أمام التطبيع حكم إسلامي عربي عام. لأن التطبيع نوع من تولي الأعداء علينا، هذا منطق مرفوض ولا أدري كيف صابر هؤلاء الناس الذين يدعوننا إلى التطبيع وهم يرون أن هذا المنطق مرفوض مائة في المائة؟!"(https://bit.ly/35PzhQo).

إن الشيخ الريسوني الذي كان قد صرح بأن "التطبيع مع الصهاينة حرام والعالم الذي يؤيده ينفذ إرادة ولي أمره" (https://bit.ly/32GHvs2) تابع قوله: بأن اتفاق السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل هو اتفاق بين أصدقاء الحال والسابق وهل يعقل أن يوقع الأصدقاء اتقاق السلام بينهم؟! لحد الآن كان الشعب الفلسطيني هو الذي يتنازعه ويقاتله الإسرائيليون وليست السلطات الإماراتية أو البحرينية. أضف إلى ذلك أنهم سكتوا في هذه القضية وعبروا من جانبها غير مهتمين بها بينما إنهم كانوا يتظاهرون بكونهم من هواة الشعب الفلسطيني في حين كانوا لا يريدون مواجهة إسرائيليين. كذلك نحن على علم بأنه كانت الإمارات والبحرين والسعودية في تفاعل وتعاون مع إسرائيل لحد الآن وبوساطة الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي تتعلق باستهانة الغيرة والعصبية الدينية للعرب كلهم. فاليوم تمت إماطة اللثام عن علاقات ودية قديمة للإمارات والبحرين مع إسرائيل وهم يتفاعلون اليوم جهرة وعلانية.

إن كان الشعب الفلسطيني يأمل حتى أمس بأن الإمارات والبحرين في متاريس المسلمين ولكن اليوم وللأسف الشديد رأى مسؤولي هاتين الاثنتين انضموا إلى رعاة إسرائيل. هذا والسعودية أيضا تسعى إلى الحفاظ على ستارها الظاهري لعلاقاتها مع إسرائيل وتنتظر ردود أفعال للمسلمين في كل أنحاء العالم لبيع عرض المسلمين وغيرتهم لتقوم بالتظاهر كما كان في السابق أم تصطف في اصطفاف رسمي علني مع الإمارات والبحرين.

أضاف الشيخ الريسوني وهو يحذو حذو أستاذه فضيلة الشيخ المفتي القرضاوي في الرفض الحاسم للتطبيع (https://bit.ly/35PzhQo) مناديا: أيها الشعب العربي المسلم، هذه الاتفاقات تمثل الخيانة والسكوت إزاء هاتين الدولتين المطبعتين خيانة أيضا. فاليوم لا يجوز لكل مسلم في أنحاء العالم السكوت عن الإجراء الإماراتي والبحريني حول التطبيع العار. يجب اليوم أن لا تكون السلطات الإماراتية والبحرينة وسفرائهما مرتاحين البال من ردود فعل للمسلمين الغيارى. والله إن ما فعل هؤلاء المعنيين يمثل خيانة عظمى وإن استمروا بهذه الخيانة ولا يتوقفوا عن عارهم لا يجوز دخولهم إلى أراضي المسلمين ويجب إخراجهم وسفرائهم أيضا من البلاد الإسلامية. هذا الإجراء مما يجعلنا نعلن جهادا ونفضل إعلانه من قبل العلماء وكبار الشيوخ أيضا. "فهذه الفتوى اجتمع عليها علماء الأمة في 2020.08.30 وبعنوان "هذا بلاغ من علماء المسلمين" (https://bit.ly/3iMrXZc).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالفيديو
2020-09-30