ليس من الصعب معرفة الأسباب التي حالت دون اعتراف الاعلام المصري بالدور الذي قامت به القوات الجزائرية على جبهة قناة السويس عام 1973 ، كذلك الأمر فإن العديد من المؤرخين المصريين الذين دوّنوا سير هذه الحرب وفي مقدمتهم محمد حسنين هيكل ، جميعهم تجاهلوا البطولات التي سجلها الجيش الجزائري ، الأسباب معروفة، وهي الأنانية والكذب والخداع .
لا يمكن تغطية شمس الحقائق بغربال الأنانية والإقليمية ، فإن الجزائر العربية وبفضل نظامها العروبي الوطني قامت بدور مشرف على الجبهة المصرية ـ منذ بداية حرب الاستنزاف عام 1968 حتى وقف اطلاق النار في حرب العاشر من رمضان عام 1973 ، فبعد نكسة يونيو 1967 ، أرسلت الجزائر قواتها الى الجبهة المصرية بطلب من الرئيس جمال عبد الناصر ، وقد شاركت هذه القوات بحرب الاستنزاف على الجبهة المصرية من عام 1968- 1970 في هذا العام سحبت الجزائر قواتها لأنها رفضت الموافقة على مشروع روجرز الذي تبنته الولايات المتحدة .
وعندما قررت مصر وسوريا تجديد القتال ، طلبت مصر من الجزائر دعمها عسكرياً ، فلم يتردد هواري بودين في تلبية هذا الطلب ، وقد وصل رئيس أركان الجيش المصري سعد الدين الشاذلي الى الجزائر ، وتم وضع الخطط اللازمة لإرسال قوات عسكرية جزائرية مقاتلة للجبهة ، كي تشارك بالقتال ، واعترف الخبراء الإسرائيليون بأن ارئيل شارون أحد قادة الجيش الإسرائيلي ، استهان بالقوات الجزائرية عندما علم بوصولها ، وقال ان أسلحة هذا الجيش قديمة وغير فعالة ، وينقص الجيش الجزائري التدريب ، لكن القادة الإسرائيليين ، فوجئوا بالروح القتالية التي يتمتع بها الجيش الجزائري ، وفوجئوا بأسلحته المدمرة ، وقد وصف دافيد بن اليعزر رئيس اركان الجيش الإسرائيلي ارئيل شارون بأنه مغرور ، بعد أن قامت القوات الجزائرية بتدمير لواء مدرع إسرائيلي بالكامل وهو يحاول احتلال ميناء الأدبية ، كما أن القوات الجزائرية الباسلة ، قاتلت في مواقع عديدة على الجبهة المصرية ، كما كلفت القوات الجزائرية بحماية ظهر الجيش المصري في أكثر من منطقة واحدة .
لا أحد ينسى ما قام به الرئيس هواري بو مدين عندما سافر الى الاتحاد السوفيتي ، وسلم السوفييت حوالة بنكية قيمتها 200 مليون دولار ، ثمن أسلحة لمصر لأن السوفييت رفضوا ارسال أسلحة لمصر خلال القتال ، بسبب حماقة السادات وقيامه بطرد الخبراء السوفييت من مصر ارضاءً لامريكا .
أما القوات التي أرسلتها الجزائر للجبهة المصرية فهي كالتالي .
2115 جندي – 812 ضابط صف – 192 ضابط – 96 دبابة – 32 آلية مجنزرة – 12 مدفع ميدان – 16 مدفع مضاد للطائرات – 21 سرب من طائرات ميغ 21–سربين من طائرات ميغ
17 – سرب من طائرات سيخوي 7 ..
هذه شهادة تاريخية لا يقوم الاعلام المصري بالاعتراف بها ، يحاول في احتفالات
نصر أكتوبر تجاهلها ، مع أن بلد المليون شهيد – الجزائر – تستحق الشكر والعرفان.
كما أن الاعلام المصري قد تجاهل ولنفس الأسباب مشاركة وحدات من جيش التحرير الفلسطيني على جبهة قناة السويس في الحرب المذكورة ، وهذ من شأنه يحبط روح التلاحم والتضامن القومي العربي .