السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل تحرز المصالحة الفلسطينية تقدّماً؟

لارا احمد

مؤخراً، تداولت وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية أخبار محادثات المصالحة بشكل مكثّف نظراً لأهمّيتها البالغة في تشكيل المشهد الفلسطيني في السنوات القادمة. بعض المعطيات المتوفّرة تشير إلى وجود تقدّم مهمّ في هذه المحادثات، ممّا ينبّئ بانفراج محتمل للأزمة السياسية التي لازمت فلسطين لسنوات طويلة، إلّا أنّ معطيات أخرى تشير إلى وجود خلافات بين الحركتيْن لكنّ الفصيليْن يعملان جاهداً على إخفائها.

 

يُعتبر الاتفاق على إجراء انتخابات فلسطينية عامّة الخبر الأبرز منذ اتفاق صالح العاروري ممثل حركة حماس وجبريل الرجوب ممثل حركة فتح على إطلاق مشروع المصالحة الوطنيّة، إذ من المتوقع الآن إجراء انتخابات برلمانيّة عامة في غضون ستة أشهر تتبعها انتخابات رئاسيّة، فإن نجحت الحركتان في الوصول بفلسطين إلى هذه الانتخابات مع تقبل الطرفين للنتائج، فإنّ فلسطين ستكون قد خطت خطوة مهمّة تحسب للحركتيْن. 

إلّا أنّ الأوضاع، حسب ما تفيده بعض التقارير الإعلاميّة، ليست على أحسن ما يرام بين الحركتيْن في الآونة الأخيرة، ويعود ذلك إلى ما يسمى التنازلات السياسيّة التي من المفترض تقديمها لتحريك عجلة المفاوضات.

تفيد مصادر إخبارية موثوقة مقرّبة من حركة فتح إلى أنّ حماس لم تقدّم تنازلات حقيقية على خلاف فتح التي قدّمت كل التنازلات الممكن تقديمها.

كما تشير المعطيات الإخبارية المتوفرة إلى أنّ أبو مازن دعى إلى مراجعة مسار المصالحة على ضوء هذه المعطيات وعدم التقدم فيه إلى أن توضح حماس موقفها. 

من المهم استيعاب تفاصيل المشهد السياسيّ الفلسطيني الحاليّ حتّى يدرك الفلسطينيون حقائق الأمور، رغم التباسها في أحيان كثيرة. قد تكون هذه الأزمة الأولى في محادثات المصالحة، فهل تفلح الحركتان في تجاوزها؟

2020-10-18