الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صابر حجازي يحاور الاديب الجيبوتي محمود شامي عبدالقادر

 في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا  

ويأتي هذا اللقاء رقم ( 136 )  ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار

 س ، كيف تقدم نفسك للقارئ؟ 
ج ، المهندس محمود شامي جيبوتي الجنسية ارتري الاصل ، مهندس مدني خريج جامعة العلوم بوهران الجزائر درست مرحلتي الاساسية باليمن واعمل في وطني الاول مكرر.جيبوتي  ،، واما حكايتي مع الادب وتحديدا الادب الروائي بدأت منذ أن كنت في المتوسط حينها كنت اقرأ كتبا روائية، روايات عربية وغربية مترجمة بالعربية فقرأت روايات احسان عبدالقدوس وروايات الروسية اجاثا كريستي وروايات نجيب الكيلاني وغيرهم من الكتاب ،، هذه الكتب والروايات كان لها دور في عشقي للرواية الي جانب افلام ومسلسلات كنا نشاهدها ونحن صغار ، فعندما شاهدت مثلا مسلسل ليلة القبض على فاطمة لفردوس عبدالحميد كنت في حدود 10 اعوام ، كانت ايام القناة الواحدة، ولم نكن نستطيع مشاهدة افلام الكرتون الا في وقت محدد، ساعة يوميا فقط، وكنا نضطر الي مشاهدة برامج الكبار، كالمسلسلات والافلام ،، وكنا نحكي ايضا لبعضنا البعض لعدم وجود نظام الاعادة في ذلك الزمن ، واعتقد اننا اكتسبنا ملكة السرد من تلك الافلام وحلقات مسلسلات تلفزيونية نسردها لبعضنا البعض ،، وعموما نحن لازلنا يا استاذ صابر بعيدين كل البعد من الوصول الي مصاف الادباء والكتاب في عالمنا العربي ، تنقصنا الخبرة وتنقصنا الآليات ، ولا تساعدنا البيئة ايضا ، ولكننا نحاول ان نقول شيئا نحاول ان نعكس شيئا عن محيطنا عن اهتمام هذا المحيط وهم هذا المحيط وثقافة واسلوب عيش وطبيعة هذ المحيط ،، وأخيرا آلام وافراح هذا المحيط الذي لا يحاول ان يعرف ويقدم نفسه للاخرين ، وبالمقابل لا يعرفه ولم يحاول ان يعرفه الآخر ..

 س ، انتاجك الادبي نبذة عنه ؟
ج ، لدي روايتان مطبوعتان ومشروع قصصي غير مطبوع،
بدأت تراودنا فكرة كتابة رواية 9 مارس فجاءت هذه المغامرة وسأعتبرها مغامرة بالنظر الي ظروفي ومحيطي ، بدأت بكتابة  قصة في بضع وريقات عن معاناة (رحمة) التي صارت فيما بعض بطلة الرواية من (أمان) شريكها الذي صار بطل الرواية بسببها ،، ومن المفارقات العجيبة أن كل معاناة رحمة  من أمان كانت تحدث في شهر مارس وبدأت اولى معاناتها منه في التاسع من مارس ،، ونشرت هذه القصة في صفحتي ونالت استحسان ورضى القراء وشجعوني على مواصلة الكتابة فبدأت اكتب حلقات من نفس القصة ووصلت الي 10 حلقات وبعدها واصلت كتابة هذه الرواية التي وصلت الي 7 فصول و 220 صفحة من 2014 وانتهت 2017 عمليا وكتبت على مراحل متباعدة بسبب ظروف عملي ، ورأت النور في عام 2019 عندما صدرت من مؤسسة دار الابرار للطباعة والنشر  بصنعاء اليمن وريشة غلاف رواية 9 مارس للفنانة التشكيلية عائشة رفة ،، وبعدها مباشرة وفي ظرف سنة واحدة هذه المرة كتبت رواية اخرى وثالثهما الفنحان التي صدرت من مؤسسة دار النخبة للطباعة والنشر والابحاث بالقاهرة مصر  ب 11 فصلا و 270 صفحة،، ورسم غلاف رواية وثالثهما الفنجان الاستاذ الفنان القدير حسين جبيل.
 وطبعت هذه الرواية حديثا 
وآمل بإذن الله اصدار مشروع جديد، كتاب قصصي يحوي مجموعة من القصص تحت عنوان ولازال البحث مستمرا

 س ، كيف ترى المشهد الثقافي الحالي في جمهورية جيبوتي؟
 ج ، سؤال صعب ، وليتني كنت رفقة سؤالكم هذا ، في ضيافة برنامج من سيربح المليون هههه ، ليس ربحا للمليون وانما لاقول لمقدم البرنامج من فضلك غير لي هذا السؤال او اطلب منه الاتصال بصديق ينوب عني بالاجابة على سؤالكم ، ويريحني ويقول ما يشاء ،، عموما يجب ان نكون واقعيين ونجيب على سؤالكم مهما كانت صعوبته 
المشهد الثقافي في جيبوتي يا سيدي يصعب شرحه واشك في وجود مشهد ثقافي في وطني من الاساس لاعكسه ،،
 نحن بلد عربي افريقي فإلي جانب العربية لدينا ثقافات محلية ك العفرية والصومالية وكذا الفرنسية اللغة الرسمية عمليا منذ اكثر 160 عام ، الا ان العربية لها مكانتها في مجتمعاتنا الاسلامية ولها دورها الكبير باعتبارها لغة معتقدنا،، ولغة تعاملنا بها كمماليك اسلامية بيننا من جهة وبين امم اخرى من جهة اخرى ، فكل معاهداتنا القديمة مع المستعمرين مكتوبة بالحرف العربي ، فعندما اتحدث عن المشهد الثقافي وخصوصا الادب والشعر والرواية والفكر والتاريخ لدينا اليوم مفكرين عرب وعفر وصومال الا انني سأعتبر كل  من يكتب الحرف العربي عربا ،، وكل من يتحدث العربية ويفكر بها عربا ، ومنهم المفكر عبدالرحمن بشير امام وخطيب سابق مسجد حمودي اقدم مسجد واشهره في جيبوتي، وكان يطل بشير من حين لآخر ضيفا على قناة الجزيرة في برنامج الشريعة والحياة ولديه كتب ومقالات فكرية عدة ،، والدكتور هاشم جمال الدين الشامي صاحب مجلد تاريخ العفر الدناكل وهو مرجع علمي مهم ،، والفنان التشكيلي الاستاذ رفقي با مخرمة وزير ثقافة سابق وابن الفنان با مخرمة عميد الفن والاغنية الحديثة في جيبوتي ،، وفي الشعر تركت المرحومة شريفة العلوي الشاعرة الفذة والفريدة والمتميزة ارثا شعريا معتبرا بثلاث داوين شعرية مطبوعة وفي قمة الجمال والثراء اللغوي وهذه الدواوين هي  *زخرف البلح *الا انا  *امرأة لا تقف في الطابور ،،  والشاعر والقاص ابراهيم داوزد ، والاستاذ الصحفي والقاص والناقد جمال سوبا رئيس تحرير صحيفة القرن الورقية والالكترونبة في جيبوتي والقاصة والتشكيلية عائشة رفة نور وآخرون .. 
 لا اهتمام رسمي ولا شعبي بالثقافة ولا اهتمام بها وبالابداع الادبي وخصوصا االعربي ، فلا ملتقيات ادبية ولا معارض كتب ولا وسيلة اعلامية تهتم بشؤونهم ، ولا جائزة ادبية تقدم في مجال الشعر والقصة والرواية ولو كانت جائزة رمزية قيمتها دولار واحد ،
 فكيف سيكون المشهد بخير (وكفى) ..

س ، بم تنصح الكتاب الجدد وهل لديك مقترحات حول دعم الابداع الفني الادبي في جيبوتي ؟
 ج ، بداية اقول للشباب امامكم فرص لمشاركة الاخرين، والانخراط في جمعيات ومنتديات ادبية في التواصل الاجتماعي وعليكم ان تشاركوا الجميع، فهناك حراك ثقافي ادبي ممثلا في جائزة محمد سعيد ناود رائد الحركة الثورية في اريتريا، وهذه الجائزة سنوية مهمة تمنح لأفضل نص قصصي وخاصة للمبدعين من القرن الافريقي، وتتيح المشاركة لجميع بلدان القرن الافريقي ، واقول لشبابنا شاركوا فيها وفي كل منتدى يتيح لكم فرصة المشاركة الادبية ، ومثلوا بلدكم خير تمثيل ، واتركوا اثرا طيبا اين ما رحلتم وارتحلتم ،،

 س ، انت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص بإسمك فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل وصنع علاقة بين الاديب والمتلقي؟ 
 ج ، في نشر الافكار والتواصل مع المحيط القربب والبعيد هذه الشبكة مفيدة جدا،  وافادتني الي حد ما ولولاها لما سمعتم بكاتب اسمه محمود شامي من جيبوتي، وبسبب هذه الثورة الاعلامية استطعنا ايصال اصواتنا للعالم، 
اما ، هل كان ملبيا ذلك كل طموحنا ام لا ؟ وهل كان كافيا  ام لا؟  فهذا شي اخر ، ربما لم يكن كافيا ، ولكن مبدئيا وجود هذه الشبكة كان مهما بالنسبة لنا ، فاذا لم يكن متاحا لنا مواقع التواصل الاجتماعي لما تواصلنا انا وانت بهذه الطريقة وبهذه السهولة ، وبالتالي او عليه اشكرها جزيل الشكر ، كما اشكركم استاذ صابر جزيل الشكر
وهذا رابط صفحتي 
https://web.facebook.com/profile.php?id=100014064911010

 س ، متى بدأت كتابة فن الرواية وبمن تأثرت ؟
 ج ، رحلتي مع الكتابة بدأت منذ وقت مبكر وكنت اكتب بشكل غير منظم والكثير مما كتبته ضاع،، وبدأت اكتب بشكل منظم منذ سبع سنوات وارتب ما اكتبه واقوم بتنظيمه منذ العام  2013....
تأثرت جدا بالشاعرة الراحلة عن عالمنا والمسكونة في قلوبنا وابنة عمي شريفة محمد عبدالرحمن العلوي رحمها الله
 ..
 س ، هل تجد الكتابة باللغة العربية سهلة بالنسبة لك ؟ ام انك تجدها عملا شاقا ؟
ج ، انا انتمي الي ثقافة عربية وهي تنتمي لي ايضا ،  عموما لا اجد صعوبة معها الي حد ما ، فانا من جهة اتقنها اكثر من بعض اللغات ، ومن جهة اخرى هي اقرب الي روحي من بعضها الاخر ،...

  س ، حدثنا عن الادب الجيبوتي ؟
 ج ، عندما نتحدث عن الادب في جيبوتي هكذا مفتوحا دون تحديد ، علينا ان نعرف ان هناك اربع ثقافات واربع ادب في جيبوتي ،، بداية  اللغتان الرسميتان هما الفرنسية والعربية وان كانت الفرنسية عمليا هي الرسمية ومع ذلك العربية لها مكانتها المقدسة والادبية في حياة الجيبوتيين ، لانها تمثل العرب وغير العرب في جيبوتي باعتبارها لغة معتقد الشعب الجيبوتي برمته ومعهم منذ فجر الاسلام ، والي جانب العربية والفرنسية، هناك ثقافتان وادبان ، هما الادب العفري والادب الصومالي، ولهما وجود فعلي في واقع الحياة اليومي ،، الأدب المكتوب يوجد باللغتين العربية والفرنسية، والادب الشفهي نجده في الثقافتين العفرية والصومالية ،،

 س ، ما الرسالة التي تود تقديمها من خلال  كتاباتك  ؟ 
ج ، كما سبق وذكرت لك اننا في جيبوتي مجتمع متجانس ثقافيا ، وهو حال مجتمعات القرن الافريقي ، السودان اريتريا واثيوبيا ما عدا الصومال ، هذه المجتمعات والشعوب كانت تعيش وتتعايش جنبا الي جنب منذ ازمان بعيدة ، رغم اختلافنا الاثني والعقدي ، فعلينا ان نحافظ على تلك الروح ، روح تقبل الاخر والتعايش معا ، ورأيت ان الاستعمار ربما لعب دورا في تقويض هذه العلاقات الازلية، وربما ظهر ذلك التقويض نتيجة لعوامل اخرى، الا انه اليوم ظاهر ومحسوس ومرئي ، وعليه في اغلب كتاباتي رسائلي هي التعايش الحضاري الخلاق بين الشعوب ، الي جانب رسائل اخرى
 
 س ، هل تظن ان صورة بلدكم عن طريق الكتابات الادبية قد تبدلت في عقلية الدول التي تتحدث العربية ؟ 
  ج ، جميل مصطلح الدول التي تتحدث بالعربية شكرا لكم وكلك ذوق ،
الصور الانطباعية النمطية السائدة لدى البعض عن.بلدنا والصورة السالبة منها ستتبدل فعلا ، لكن في حال بروز وظهور كتابات وكتاب جيبوتيين واقلام جادة منها واقلام تفرض ايقاعها الابداعي وتفرض احترامها لنفسها وللآخرين فهذه ربما تصنع فارقا ، فمثلا كانت دول المغرب العربي في السبعينات دول عربية على الورق ومواطنيها مفرنسين، هذا كان انطباع البعض الخاطئ والسلبي ، ومع ظهور الاقمار الصناعية والمحطات الفضائية ظهر الابداع وفرض ايقاعه وواقعه، وزالت الصورة النمطية من اذهان مجتمع شرقي (السالب منه طبعا) لان المطلع والعارف والعالم يعرف الحقائق ، وادرك هذا البعض انها المجتمعات المغاربية مجتمعات عربية أصيلة وفي الصميم ،، ورغم محاولة المستعمر الفرنسي فرض هويته الثقافية على مغربنا العربي الكبير ، الا انه لم يستطع وظهرت موجات من الصحفيين والكتاب والروائين والشعراء بالجملة وتغيرت العقليات او بعضها ، نحن اليوم بعيدون عن ذلك، لكن حتما سنصل يوما ، ويومها سيزول من البعض تلك الصورة النمطية العالقة هنا وهناك في اذهانهم عن مجتمعنا الجيبوتي ..

 س ، بمن من الكتاب وفي بلدكم والعالم تأثرت  بهم؟
 ج ، الي جانب الراحلة المرحومة شريفة العلوي ، الكاتب المصري العالمي والكبير نجيب محفوظ ، والنيجيري العظيم تشنوا تشبي ، والجزائرية احلام مستغانمي ، والسوداني الطيب صالح  

 س ، ما رأيك في صناعة النشر الادبي في بلدكم  ؟
 ج ، التفكير على المديين القريب والبعيد ربما يكون جيد ولكن في الوقت الراهن هناك اولويات وامور تسبق صناعة النشر الادبي في جيبوتي وان كانت صناعة النشر مطلب ويجب التفكير في ذلك، وعمل دراسة ميدانية علمية قبل الشروع في ذلك  ، 

 س ، كيف تبدو حياتك الاجتماعية ؟ 
 ج ، حياتي الاجتماعية مستقرة واعيش رفقة عائلتي الصغير، شريكتي واولادي الثلاثة وعائلتي الكبيرة امي واخواني واخواتي ونعيش في حالة توافقية جيدة وطيبة ونحمد الله على ذلك..  

 س، مشروعك المستقبلي _ كيف تحلم به وما هو الحلم الادبي الذي تصبوا اليه ؟
 ج ، في مجال عملي اطمح ان افتح شركة دراسات استشارية كبيرة مع شريك صبور وطموح ،  
وقريبا ستخرج مجموعتي القصصية الي النور لتضاف الي رصيدنا الادبي والعلمي انشاءالله ،،  اما عن حلمي الادبي ،، اتمنى ان تنال روايتي 9 مارس وروايتي وثالثهما الفنجان حظهما في الحياة وان يقرأهما الجميع ،، 
اريد المشاركة في معرض الكتاب الدولي في القاهرة بكتبي الثلاث في 2021 باذن الله  

 س ، اترك لكم المجال للحديث عما تريد  والخروج من حالة توجيه الاسئلة  مني في هذا الحوار 
 ج ، يبدو ان حواركم الاديب المصري د. صابرحجازي  واسئلتكم كافية وشافية و ممتعة ومسلية ايضا ، بقي شيئا واحد هو طلب صغير ورجاءا اجري حوارا ثقافيا مع الوجوه الثقافية الادبية العربية في جيبوتي فهم موجودين رغم ندرتهم وهناك من اهم افضل مني بكثير ويفيدونك اكثر مني
 .. ————
الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
- اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية 
- نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

2020-10-31