السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نحن من يصنع الإهمال/ بقلم حسن سعد حسن

  سألنى صديق لى :- ما معنى ( إهمال )؟ قلت له :- الإهمال يا سيدى يعنى أن المسئول لا يقدر مسئوليته ،ويجلس داخل مكتبه المكيف ،ويترك من تحت يديه بلا رقابة!! الإهمال يا سيدى يعنى أن الكل يرى الخطأ بعينيه (إللى حياكلهم الدود )،ولا يسعى لتصحيحه!! الإهمال يا سيدى يعنى كوارث قطارات يذهب ضحيتها أرواح بريئة لا ذنب لها ،ثم نسأل أنفسنا بمنتهى البساطة هل كان المزلقان أفندى (فاتح ،ولا قافل)؟!! الإهمال يا سيدى يعنى الباشا مفتش التموين يكتفى فقط بالذهاب إلى مكتبه ليوقع بالحضور، ويتصفح الجرائد،ثم يوقع بالإنصراف ليمر على الأسواق ( ليتسوق )بأرخص أرخص الاسعار ( واخدلى بالك )، ويترك أصحاب المخابز أصحاب الذمم( الكاوتش) بلا رقابة ،وتكون النتيجة رغيف خبز لا شكل له ،ولا طعم ،ولكن بريحة!! الإهمال يا سيدى يعنى أن سعادة البيه الموظف يجلس على مكتبه ليحل الكلمات المتقاطعة ،ويترك المواطن أمامه بالساعات دون أن يقضى له مصلحته، وينصرف قبل مواعيد العمل الرسمية ويستميت فى تطبيق مبدأ ( فوت علينا بكرة ). الإهمال ياسيدى الفاضل يعنى ألاف العمائر تبنى جهاراً نهاراً دون الالتزام بأدنى معايير ،ومواصفات البناء، وتكون النتيجة الحتمية ما تشاهده من إنهيار تلك العمارات ،وبصحبتها عمائر اّخرى ، والسبب أن الإدارات المحلية فى واد اّخر!! الإهمال يا سيدى هو بمنتهى البساطة أن يترك المواطن البسيط ( صيداً ) سهلاً (لما فيا) الميكروباصات يرفعون التعريفة ،ويخالفون خطوط سيرهم ،ويحملون ركاب ضعف العدد المسموح به!! الإهمال يا سيدى أن يظل المواطن حتى الاّن يشرب الماء مختلطاً بماء الصرف الصحى، وتكون النتيجة إما الموت مسمماً ،أو الإصابة بالفشل الكلوى ،وغيره!! الإهمال يا سيدى مسئول عن زيادة معدله، وانتشاره المواطن أيضاً فهو عامل مساعد ،وفعال لأنه لا يراعى ضميره. يجب ألا نبرأ أنفسنا من حالة الفوضى، والإهمال التى نحياها ،فالمواطن أيضاً فى موضع الإتهام. العجيب أن النطام السياسى تغير ،ولكن سلوكياتنا لم تتغير!! يجب أن نغير نحن أيضاً من سلوكياتنا كفانا خمولاً ،وكسلاً كفانا خداعاً، وغشاً تحت مبدأ الفهلوة، والحداقة ،والشطارة!! كفانا نفاقاً ،كفانا احتجاجات، ووقفات ،واعتصامات ،ومليونيات فقدت معناها ،وأصبحت وسيلة للمزايدة ،وتبادل الإتهامات!! نعم نحن من يصنع الإهمال.

2012-11-17