الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
واشنطن بوست: الحكم على الهذلول دليل على فعالية الضغط الخارجي وبن سلمان لا يجب أن يكون محصنا

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا علّقت فيه على قرار محكمة سعودية بسجن الناشطة لجين الهذلول بعد أكثر من عامين على اعتقالها مع عدد من الناشطات اللاتي طالبن بحقوق المرأة السعودية ورفع الحظر عن قيادتها للسيارة.

ووصفت الصحيفة القرار السعودي بأنه “خرق صارخ لحقوق الإنسان”، ولكنه في الوقت نفسه “دليل على أن الضغط الدولي يمكن أن يدفع نظام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتحرك”.

وقالت إن محكمة أمن دولة (المحكمة الجزائية المختصة) أصدرت حكما على لجين الهذلول (31 عاما) بالسجن خمسة أعوام و8 أشهر لـ”جرائم” مثل مناقشتها قضايا المرأة مع دبلوماسيين غربيين، والتقدم بطلب للعمل في الأمم المتحدة.

وحسب عائلتها، فهذه الاتهامات لم يتم إثباتها أيضا، والأدلة الوحيدة التي قُدمت للقاضي هي تغريدات أرسلتها تطالب فيها بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وانتقدت فيها نظام وصاية الرجل على المرأة والذي يقيد حركة النساء السعوديات.

ولكن الهذلول المعتقلة منذ منذ أيار/ مايو 2018 وتعرضت للتعذيب القاسي، سيُفرج عنها قريبا. فقد قرر القاضي تعليق جزء من الحكم الصادر عليها، واحتسب الفترة التي قضتها في السجن.

وتقول عائلتها إنها قد تخرج من السجن بعد شهرين من الآن، مع أنها تواجه ثلاثة أعوام قيد التنفيذ وممنوعة من السفر للخارج لمدة خمسة أعوام، وهي قرارات قُصد منها منعها من القيام بمزيد من النشاطات.

ورأت الصحيفة أن تعجل النظام السعودي في إكمال محاكمة الهذلول بعد تركها لسنوات في السجن، يعكس الضغط الدولي ومن عدة أطراف، بينهم الرئيس المنتخب جوزيف بايدن، وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين البارزين وكذا الديمقراطيين.

ورفض الرئيس دونالد ترامب وعلى مدى أربعة أعوام الضغط على محمد بن سلمان في قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، حتى في وقت تم فيه سجن أعداد من الناشطين السلميين والصحافيين ومواطنين أمريكيين.

وبعد قتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي كان يعيش بالولايات المتحدة، تباهى ترامب بأنه بدلا من محاسبة ولي العهد، “حمى مؤخرته”. وتضيف الصحيفة أن معاملة الهذلول تعطي صورة عن الفرق الناجم عن تبني سياسة أمريكية مختلفة.

وقال بايدن إنه سيقوم بإعادة النظر في العلاقات الأمريكية مع السعودية و”الدفاع عن حقوق الناشطين والمعارضين السياسيين والصحافيين”. وفي الأسابيع الماضية نشر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ بمن فيهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية الجمهوري عن ولاية إيداهو، جيمس إي ريستش، تغريدات على تويتر دعما للهذلول.

ووصلت الرسالة إلى محمد بن سلمان، حيث قال مسؤولان سعوديان لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن الحكم المخفف جاء بناء على توجيهات من ولي العهد. وهذا لا يعني نسيان القضية وعدد آخر من الناشطات السجينات أو اللاتي ينتظرن المحاكمة. فقد اختطفت الهذلول من الإمارات، واحتُجزت لمدة 35 يوما في سجن سري، وتعرضت للضرب والصعقات الكهربائية والتحرش الجنسي.

وأشرف على عملية التعذيب مستشار محمد بن سلمان الشخصي، سعود القحطاني، الذي أشرف لاحقا على عملية اغتيال خاشقجي.

ورفض محمد بن سلمان الطلب الأمريكي القاضي بمحاسبة القحطاني. وفي هذا الشهر راجعت السلطات السعودية على عجل ورفضت تهم التعذيب للهذلول.

وتقول الصحيفة إن على إدارة بايدن فرض العقوبات على كل الأشخاص الذين تورطوا في هذه الجريمة وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان. ويجب ألا يكون محمد بن سلمان محصنا من المحاسبة.

2020-12-29