فيما عدا موقف الجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي فان ما جرى في القاهرة من توافق تام على بيان اللا بيان هذا جاء مخيبا لآمال كل الشعب للأسباب التالية
ان ما تقدم يشير الى ان البيان الختامي لم يقدم رؤية واضحة لما يجري وظهرت الفصائل وكأنها تحاور نفسها ولا يعنيها ابدا تقديم تقرير عن اعمالها ومبررات لما يجري للشارع وظهر الشعب وكانه الاطرش في زفة الفصائل أو كشاهد الزور فالمطلوب من الشعب فقط ان يصوت ويعيد منح الشرعية لهذه القيادات دون ان يدري ماذا ستفعل له في كل القضايا الخطيرة والمهمة للوطن والشعب فالنص الصريح في البيان رحل كل القضايا الى حكومة ما بعد الانتخابات.
عادة ما تكون الانتخابات فرصة للشعب لمحاكمة قيادته وفرصة للقيادة لتقدم لشعبها ما يثبت انها تستحق صوته وهي فرصة للتنافس على وضع الحقائق كل الحقائق امام الشعب كل الشعب الا في حالتنا فالمطلوب من الشعب ان يقترع على نوايا لم يثبت حسنها منذ الانتخابات السابقة وان يعيد انتخاب نفس القيادة دون ان تتفضل بالإجابة على اسئلته ولا حتى بتقديم ما يطمئن شعبها ان الوعود المرحلة ممكنة فالقول بترحيل القضايا الهامة لم يكن ابدا وعدا بحلها بل حاء الوعد بنقلها الى حكومة ما بعد الانتخابات مع تشكيكي باحتمالية الوصول الى هناك.
ينبغي ايجاد وسيلة ما لمحاكمة هذه القيادة على افعالها ولكن بطرق ديمقراطية وعصرية ومقبولة وطنيا وقد يكون من المجدي ان تسعى الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية الى دفع اكبر عدد ممكن من اصحاب حق الاقتراع الى المشاركة في الانتخابات بوضع ورقة فارغة في الصندوق تعبيرا عن الغضب الشعبي مما يجري من تعتيم وتغييب للوضوح والوحدة الوطنية والبرنامج الوطني الموحد للشعب وقواه. وذلك كوسيلة لرفض تعاطي الفصائل مع شعبها كأطرش في عرسها الخاص بتغييبه كليا عن كل ما يهمه ويعنيه لعل ذلك يكون درسا لجميع الفصائل التي تتجاهل شعبها قضاياه وطموحاته واحلامه.