السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قراءة تاريخية في مسار نضال الشعب الجزائري من اجل التحرر من العسكرتارية.. انغير بوبكر

قراءة تاريخية في مسار نضال الشعب الجزائري من اجل التحرر من العسكرتارية .

*انغير بوبكر

تطلب مني كتابة هذا المقال جهدا كبيرا ووقتا معتبرا لانني كنت مضطرا لأراجع العديد من الكتابات والمذكرات ومنها مذكرات الوزير السابق احمد الطالب الابراهيمي التي ادلى بها على قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر في تسع حلقات واهمها الحلقة الاخيرة والتي تحدث فيها الوزير والديبلوماسي السابق عن الصراعات المدمرة التي يعيشها محيط الحكم الجزائري خصوصا مع تعطش الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة منذ الرحيل الغامض والمرض المجهول الذي اودى بحياة الراحل هواري بومدين، لكن كان للعسكر راي اخر.

كما اطلعت على الجزء الاول من مذكرات الطالب الابراهيمي المكتوبة تحت عنوان احلام ومحن (1932-1965) مذكرات احمد الطالب الابراهيمي التي كتبت عن التاريخ الجزائري المعاصر كما شاهدت مذكرات الرئيس الراحل احمد بن بلة الذي توفي في 11 ابريل 2012 ودائما في برنامج شاهد على العصر في اكثر من ثلاثة عشر حلقة والتي اعجبني فيها بكل صراحة قوله في الحلقة الاخيرة :

"اذا كنت مخطئا في حق زملائي واصدقائي فأظن بان 15 سنة التي قضيتها في السجن كافية لتريحهم واذا كانوا قد ظلموني واخذوا حقي وسلبوا حريتي فانا مسامح لهم".

أتاح لي التنقيب في هذا الموضوع اي موضوع التاريخ السياسي الجزائري المعاصر، الاطلاع على  حقائق مهمة وهي ان الرئيس احمد بن بلة من مواليد المغرب، وان النخبة السياسية الجزائرية معظمها مغاربة، وان قضية الصحراء التي عكرت صفو العلاقات المغربية الجزائرية، كانت صناعة استخبارية جزائرية خالصة للانتقام من الساسة المغاربة، وان الجيش الاسلامي المسلح والجبهة الاسلامية المقاتلة بقيادة الزيتوني وغيرهم كانت من صنع الاستخبارات الجزائرية، وان العديد من المختطفين والمغتالين في الجزائر تم بأيادي الاستخبارات الجزائرية، ولم تكن القوى الارهابية في الجزائر سوى ذرائع وكراكيز تحركها المخابرات الجزائرية كلما ارادت ذلك.

كما اتاح لي البحث في الموضوع، التعرف على كتابات العديد من الصحفيين الجزائريين المرموقين المحبين لوطنهم، الى حد الهوس والمتطلعين الى مستقبل جزائري اكثر رحابة واكثر ديموقراطية، متمنين ان تزول الغمة الاستبدادية عن سماء الجزائر الملبدة بغيوم الديكتاتورية والقهر والظلم .

من الكتابات المهمة التي قرأتها وأهدف من هذا المقال إقحام القارئ في ثناياها وتجاعيدها، كتاب الصحفي الجزائري محمد سيفاوي الذي عنونه بالتاريخ السري للجزائر المستقلة وبالفرنسية histoire secrète de l’Algérie indépendante Etat-DRS، المطبوع في باريس وبالضبط في مطبعة العالم الجديد سنة 2012، وكتاب آخر احث القارئ الكريم على الاطلاع عليه وهو كتاب الصحفي الجزائري هشام عبود الذي عنون كتابه ب مافيا الجنرالات المنشور سنة 2002، بمطبعة JC Lattés بفرنسا، القاسم المشترك بين الكتابين انهما يحكيان مأساة الجزائر بعد الاستقلال، وانقلاب احوال الجزائر من نضال ثوري من اجل التحرر الوطني قاده الوطنيون الاحرار، الى نظام ديكتاتوري فاسد اغتال الثورة، واختار نهج مراكمة الثروات بالنهب والسلب والقتل .

 

2021-02-17