غزة-الوسط اليوم
في بيان رسمي صدر عن مكتب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي السيدة كاترين اشتون تعليقا على التصعيد الاسرائيلي الحالي ضد قطاع غزة , حملت السيدة كاثرين آشتون حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى مسؤولية بدء الأزمة الحالية مع إسرائيل، أضاف البيان كذلك أن الاتحاد الاوروبي يؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها .
إن هذا التصريح يؤكد مرة أخرى أن موقف الاتحاد الاوروبي لا يختلف كثيرا عن الموقف الامريكي و البريطاني المتحيزان كليا لإسرائيل . هو موقف يتصف بعدم الدقة و لا يعكس ما جرى فعلا على الارض . إن موقف الاتحاد الاوروبي لا يأخذ في إعتباره الفرق الهائل في موازين القوى , ففي حين يؤكد البيان على حق دولة إسرائيل في الدفاع عن نفسها , لا يتطرق مطلقا لحق الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال في مقاومة المحتل كما تنص عليه القوانين و التشريعات الدولية . كذلك يخلو موقف الاتحاد الاوروبي من الاشارة إلى عشرات الضحايا من المدنيين من النساء و الاطفال و الشيوخ الذين قتلوا و هم نيام . كذلك لم يشر بيان الاتحاد الاوروبي إلى تدمير عشرات المباني المدنية و تخريب البنية التحتية الخدمية و التي ساهم الاتحاد الاوربي في بناء البعض منها .
للتذكير فإن التصعيد الاسرائيلي الموجه ضد قطاع غزة قد أدى الى قتل أكثر من 130 مواطن اغلبهم من النساء والاطفال , إستهداف الصحافيين و المؤسسات الاعلامية , وتدمير العديد من المباني المدنية ومن بينها وزراة الشباب والرياضة و تجهيزات رياضية أخرى و مبنى الادارة المدنية من وزارة الداخلية و هو المبنى الذي يشتمل على سجل السكان , حيث يحتوى ذلك المبنى على وثائق تاريخية يزيد عمرها عن مائة عام منذ عهد الانتداب العثماني و البريطاني سيكون من المستحيل إسترجاعها.
إن موقف الاتحاد الاوربي هو موقف غير متوازن مطلقا يرى الواقع بعين واحدة يؤكد مرة أخرى أن المجتمع الغربي ما زال يعمل بإزدواجية . مثل هذا الموقف القاصر لا يشجع مطلقا على تحقيق السلام في المنطقة . مثل هذه المواقف غير المتوازنة من الاتحاد الاوروبي يضعف كثيرا من مصداقيته و أهليته بأن يكون وسيطا محايدا .
إن الشعب الفلسطيني يقدر كثيرا مواقف الاتحاد الاوروبي الداعمة له في مجالات التنمية و الاقتصاد و البيئة و الثقافة , لكنه يطمح دائما بأن يلعب الاتحاد الاوروبي دورا مؤثرا في العملية السلمية . الشعب الفلسطيني يتمنى على الاتحاد الاوربي أن يأخذ موقفا متناسقا مع الشرعية الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و في الحصول على دولة مستقلة, كذلك على الاتحاد الاوربي أن يؤكد موقفه من الحصار غير الشرعي الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ سنوات .
إن ثورات الربيع العربي التي تشهدها بعض الدول العربية و التي أكدت رغبة الشعوب العربية في تحقيق نظم سياسية اكثر عدالة و ديموقراطية يجب أن تقابل بربيع مواز في سياسات الاتحاد الاوروبي و الغرب بشكل عام تجاه القضية الفلسطينية . على الاتحاد الاوربي أن يعمل جاهدا على تفعيل دوره السياسي في الشرق الاوسط من خلال تأييد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في القدس و الضفة الغربية و قطاع غزة ككيان سياسي و جغرافي موحد .
غزة في 20 نوفمبر 2012.