الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
القياده الفلسطينية ونظرية الفراشة والبجعة السوداء!!...دكتور ناجى صادق شراب

 أبدأ بمقولة لونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانا أن السياسى المحنك هو الذى يملك القدرة على التنبؤ، والقدرة ذاتها على تبرير عدم  تحقق النبؤة.فى هذا السياق يتأتى نظريتى الفراشة والبجعة السوداء.
دون الدخول في تفاصيل النظريتين،فنظرية البجعة السوداء مصطلح اطلقه الفيلسوف الأمريكي اللبناني ألأصل نسيم نقولا طالب أستاذ علم اللايقين والتى من خلالها هل يمكن التنبؤبأحداث غير متوقعه ذات أثر واسع النطاق، وفى التنبؤ بأشياء مستحيل حدوثها، على إعتبار ان جميع البجع يتميز لونها باللون ألأسود، ومستحيل إيجاد او الحصول على بجعة بيضاء. اما نظرية الفراشه فالمقصود بها أن رفرفة جناح فراشة في الصين يسبب فيضانات وأعاصير في أوروبا وأفريقيا وأمريكا وأسيا، وأن رفرفة جناح الفراشه في البرازيل قد ينتج عاصفة في الصين..وكما يقال  معظم النار من مستصغر الشرر، هذا وأمثلة كثيره على نظرية الفراشه.أسوق بعضا منها قبل الدخول في الحالة الفلسطينية.يقال أثناء الحرب العالمية ألأولى وفى 28-9-1918 عثر جندي بريطاني على جندي المانى جريح اشفق عليه لم يقتله، ولو كان الجريح هتلر، ماذا لو قتل  لم تقم الحرب العالميه الثانيه.ما قام به حركة فراشه أدت إلى عاصفة كونيه.وماذا لو لم يحرق بو عزيزى نفسه في تونس ما قامت ثورات وتحولات الربيع العربى.وكيف يستفاد من هذه النظرية. أن يستثمر القائد حدثا ولو صغير ليصنع منه عاصفة كبيره.يشخص أحداثا مع شخص آخر في مكان وزمان معين ليصنع منه عاصفه كبيره.مثال إعتقال السيده باركى كانت سببا في ثورة مارتن لوثر. يشجع أحداثا صغيره تتحول مع الزمن لعاصفة كبيره وهنا نموذج غاندى الذى كان في جنوب أفريقيا ليعود لبلاده ويقود ثورة سلمية أنتصر فيها على الإمبراطورية البريطانية وليحرر الهند.ولا تقتصر نظرية الفراشه على القاده بل يمتد تأثيرها على الشعوب، وهذا ما حدث عندما سئل ممثل الحكومة الشيوعية في 9-11-1989 عن السماح للناس بالسفر إلى برلين الغربية قال حالا فاندفع الناس إلى الجدار ليحطموه.وهذه النظرية ليست سهله فهناك من يضع العراقيل لإحتواء تأثير الفراشه بتبنى إستراتيجية الضغط المميت، وبإبعاد الناس عن دوافعهم.وإلهاء الناس بمساعدات ينتظرونها بسبب فقامة الحياة فتنسيهم الواقع المؤلم الذى يعيشونه, والعلاقة وثيقه ين النظريتين ، وذلك عندما كشف الهولندي ويليام جونسون بجعة بيضاء، وهو ما يعنى ان المستحيل ممكن التغلب عليه.والخلاصة إستثمار حركة الفراشه لخلق بجعة بيضاء. والسؤال ما علاقة النظريتين بالسية الفلسطينية وبالقيادات الفلسطينية ؟ وهل كان بمقدور القياده الفلسطينية ان تتنبأ بان تقيم الدول العربية سلاما مع إسرائيل؟كان هذا من ضرب المستحيل، وإما عدم قدرة على التنبؤ ، وإما يحمل معنى الفشل في تقدير الحسابات السياسية ومن ثم إستبقاقها بالخطوات والسياسات المطلوبة ، لا الإنتظار حتى تحدث ويكون رد الفعل فجائيا وغير واقعيا وغير عقلانيا مما يحمل ثمنا عاليا، والأمر لا يقتصر على السلام العربى بل يتعلق أيضا بما تقوم به إسرائيل من سياسات ، بل العودة للحركة الصهيونية ومؤتمراتها وإعلانها أن هدفها قيام الدولة في فلسطين هل كان يمكن التنبؤ بكل مراحل وتطور الحركة الصهيونية في فلسطين ، ولا يبدو هذا كان قائما فجاءت السياسات الفلسطينية بالغضب والرفض السريع غير المحسوب. وحتى مع توقيع إتفاقات أوسلو ركنت القيادة الفلسطينية ان السلام بات قريبا وان الدولة الفلسطينية قادمه ، وما حدث جاء غير ذلك بل إنقلابا على كل التوقعات لأن لا أحد كان يتصور ات تصل إسرائيل إلى هذه الدرجة من الإستيطان والضم ، هذه النظرية ما زالت قائمه، والسؤال نفسه هل يمكن ان نتصور ونتبأ ان كل الدول العربية يمكن انة تقيم علاقات مع إسرائيل.أهمية التنبؤ وهو ليس عملية عشوائيه بل عملية حسابيه دقيقه وتقوم بها الكثير من مراكز البحث والتفكر وزهى كثيره فلسطينيا وتقدم تصوراتها وتوصياتها للقيادة الفلسطينية ، وأيضا قدرة القيادة على البصيرة السياسية ، والهدف هنا رشادة القرار السياسى الفلسطيني ووضه السياسات العقلانية التي تقرب من تحقيق الهداف الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية . حتى على المستوى الفلسطيني الداخلى هل كان يمكن التنبؤ مع الانتخابات الثانية أن تقوم حركة حماس بسيطرتها وإنقلابها على السلطة واتحول الإنقسام لبنية سياسية منفصله. والسؤال يتكرر اليوم مع الانتخابات الثالثه هل يمكن التوقع بنتائجا مسبقا؟القضية الفلسطينية قضية مركبة ولها أبعادها الإقليمية والدولية ، بل يمكن القول ان المكونات الإقليمية والدولية هي من تتحكم في نتائج القضية الفلسطينية ونهاياتها, وهذه المتغيرات من التعقيد والتطر يصعب معها التنبؤ بما يمكن أن يحدث . ومثال ذلك ما عرف بتحولات الربيع الربيع وما أنتهت إليه، وهذه لها علاقة مباشرة بالقضية الفلسطينية والحالة السياسية الفلسطينية الداخلية ، فما زال القرار السياسيى تحكمه الحسابات والتصورات الشخصية والحسابات الغيبية والرهانات على أحداث قد لا تقع أبدا. من هنا أهمية تحرير القرار السياسى الفلسطيني من هذه الغيبيات والشخصانيات ، والعمل على إعادة تقييم القرار السياسى بحسابات دقيقه علمية موصضوعية نتيجتها تعظيم الإيجابيات وتقليص السلبيات وهو ما يقربنا كثيرا، توفرت لدينا أحداثا كثيره حتى لو كانت صغيره لكنها لو وظفت جيدا لأحدثت نتائج كبيره منها إغتيال الأطفال ، وتدمير منازل وقصص معاناة اسرى كلها يمكن أن تحدث إنقلابا في الرأ العام العالمى الداعم للقضية الفلسطينية. في هذا السياق تبرز أهمية هاتين النظريتين في هذا الوقت فالصراع ليس صراعا بالسلاح والقوة بل بقوة العقل والخطاب السياى والإعلامى.
دكتور ناجى صادق شراب
[email protected] 

 

2021-04-15