الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بايدن يحاول تجنيد اليابان في جبهته ضد الصين.. وبكين تحّذر

ردت الصين على عرض التحالف بين الولايات المتحدة واليابان، خلال المحادثات بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، ووصفته بأنه "محاولة ساخرة لإذكاء الانقسام". 

واعتبرت الصين أن المؤتمر الصحافي الذي عقده سوغا وبايدن، الجمعة، والذي أصدر فيه بيانًا مشتركًا حول القيم المشتركة في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأبدى مخاوف بشأن أنشطة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قد "تجاوز بكثير نطاق التنمية الطبيعية للعلاقات الثنائية".

وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في بيان صدر عنه اليوم، السبت، إنه "من المثير للسخرية أن مثل هذه المحاولة لإذكاء الانقسام توضع تحت شعار الحرية والانفتاح".

وكانت الصين قد حذّرت كلا من اليابان والولايات المتحدة بأنه يتعين عليهما تفادي الخطوات التي من شأنها التدخل في شؤون الصين الداخلية وتقويض مصالح الصين، والامتناع عن تشكيل جبهة تستهدف الصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أدلى تشاو لي جيان، عشية زيارة رئيس الوزارء الياباني إلى واشنطن، إن الصين أعربت عن قلقها البالغ لليابان والولايات المتحدة إزاء تحركاتهما السلبية، ما يشمل تواطؤهما ضد الصين في أعقاب زيارة الزعيم الياباني للولايات المتحدة.

وأشار البيان الصادر عن الزعيمين الياباني والأميركي إلى أهمية "السلام والاستقرار" في مضيق تايوان، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس وزراء ياباني في بيان مع الولايات المتحدة بشأن تايوان منذ محادثات عام 1969 بين ريتشارد نيكسون و إيساكو ساتو.

تحالف لمواجة "التحدّيات" التي تمثّلها الصي

وتعهّد كل من بايدن وسوغا، الذي يعتبر أوّل زعيم أجنبي يستقبله الرئيس الجديد للولايات المتحدة في واشنطن، الجمعة، بأن يُواجها معًا ما وصفاه بـ"التحدّيات" التي تمثّلها الصين.

وقال بايدن في مؤتمر صحافي مشترك: "نحن مصمّمون على العمل معًا لمواجهة التحدّيات التي تطرحها الصين وفي قضايا مثل بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي وكذلك كوريا الشمالية".

وشدّد بايدن على "أننا نعمل معًا لإثبات أنّ الديمقراطيّات يمكنها الانتصار في تحدّيات القرن الحادي والعشرين، من خلال تحقيق نتائج لصالح شعوبها".

ومُكرّرًا فكرة الاتّحاد بين الديمقراطيّات، تحدّث رئيس الحكومة اليابانية عن تحالفٍ أساسه "الحرّية والديموقراطيّة وحقوق الإنسان"، مؤكّدًا أنّ الدولتين الحليفتين ستعارضان "أيّ محاولة" من جانب بكين "لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو بالترهيب في بحري الصين الجنوبي والشرقي".

وقال الرئيس الأميركي إنه سيعمل مع طوكيو "لتعزيز شبكات 5 جي موثوقة وآمنة"، وتحدّثت أوساطه عن "التزام كبير للغاية" بقيمة ملياري دولار قدمته اليابان بالشراكة مع الولايات المتحدة.

وشدد رئيس الوزراء الياباني، خلال لقائه نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، قبل أن يستقبله بايدن، على أنه "يجب أن يكون التحالف الياباني الأميركي قويا للغاية في هذا الوقت".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن هذه القمة وتلك المقرر عقدها في أيار/ مايو المقبل مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، يجب أن تبعث "رسالة قوية" حول "الأهمية البالغة" لعلاقات الولايات المتحدة في آسيا.

تأكيد على أولويات الإدارة الأميركية الجديدة

ويعكس قرار بايدن دعوة رئيس وزراء اليابان ليكون ضيفه الأول، تجديد أولويته بشأن التحالفات الأميركية فيما يركز على الصين باعتبارها التحدي الأكثر إلحاحا للولايات المتحدة. ومن المقرر أن يأتي رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن في أيار/ مايو إلى واشنطن.

وقال مسؤول أميركي بارز إن اليابان الرائدة في مجال التكنولوجيا ستعلن عن "التزام جوهري" بقيمة 2 مليار دولار بالشراكة مع الولايات المتحدة "للعمل على شبكة الجيل الخامس والخطوات التي ستليها".

يأتي ذلك بعد أن تمتعت مجموعة "هواوي" الصينية بهيمنة مبكرة على شبكة الإنترنت من الجيل الخامس (5 جي) التي أصبحت جزءا مهما من الاقتصاد العالمي رغم الضغوط الأميركية الشديدة على الشركة التي تقول واشنطن إنها تشكل تهديدات للأمن والخصوصية في العالم الديمقراطي.

وكشف المسؤول الأميركي أن بايدن سيتحدث مع اليابان أيضا بشأن أهدافها المناخية فيما تستعد الولايات المتحدة لعقد قمة افتراضية حول تغير المناخ الأسبوع المقبل.

وأوضح أن الزعيمين سيناقشان التوتر المتزايد بشأن تايوان، فيما أبلغت الجزيرة عن اختراق متزايد لمجالها الجوي من قبل بكين. وتابع المسؤول "لا يسعى أي من البلدين إلى إثارة التوتر مع الصين أو استفزازها، لكن في الوقت نفسه، نحاول إرسال إشارة واضحة بأن بعض الخطوات التي تتخذها الصين تتعارض مع مهمة الحفاظ على السلام والاستقرار".

وفي حين أن توقيت الزيارة كان مصادفة، قال المسؤول إنه كان من المناسب لقاء سوغا بعد يومين على اتخاذ بايدن قرار الانسحاب من أفغانستان بعد 20 عاما، منهيا بذلك أطول حرب أميركية على الإطلاق.

وأشار المسؤول إلى أن الانسحاب "سيتيح المزيد من الوقت والاهتمام والموارد من قيادتنا العليا وجيشنا للتركيز على ما نعتقد أنه تحديات أساسية في القرن الحادي والعشرين وتكمن بشكل أساسي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وشدد، في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس"، على أنه "لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون فعالة في آسيا إلا عندما تكون العلاقات الأميركية -اليابانية قوية واليابان مستقرة".

وخلف سوغا في أيلول/ سبتمبر، حليفه شينزو آبي، الذي كان أحد الحلفاء الديمقراطيين القلائل الذين تمكنوا من الحفاظ على علاقات مستقرة مع سلف بايدن المتقلب، دونالد ترامب.

ومن المتوقع أن تكون القمة الأولى لبايدن بعد ثلاثة أشهر على توليه منصبه بسبب جائحة كورونا، بمثابة علاقة تهدئة بعد عهد ترامب، مع ترحيب الرئيس بالزعيم الياباني وعقد محادثة معه واجتماع موسع مع مجلس الوزراء قبل مؤتمر صحافي مشترك.

لكن من المتوقع أن يرفض سوغا، الذي ذكرت وسائل إعلام يابانية أنه وصل إلى واشنطن مساء الخميس، أن يصبح مشجعا متحمسا للسياسة الأميركية إزاء الصين التي لا تزال الشريك التجاري الرئيسي لليابان التي تعاني من ندرة الموارد.

وعملت طوكيو منذ عهد آبي على استقرار العلاقات مع بكين ولم تنضم إلى واشنطن في فرض عقوبات على الصين بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان في هونغ كونغ وشينجيانغ.

وقال كبير مستشاري الرئيس الأميركي الأسبق، جورج دبليو بوش، في آسيا، مايكل غرين، الذي يشغل الآن منصب نائب أول لرئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: "أعتقد أن إدارة بايدن قلقة بشأن مدى عدوانية الصين ومدى النفوذ الذي خسرته الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة في آسيا".

وأضاف "أعتقد أن وجهة النظر اليابانية هي أن لديهم إستراتيجية مطبقة ويريدون المضي قدما من دون أي تغيير فيها"، وتابع أنه "لذلك، هناك اختلاف بسيط في النبرة العامة لكن ليس في الاتجاه".

لكن اليابان سترحب بما يتوقع أن يكون إعلانا جديدا بأن جزر سينكاكو التي تديرها اليابان والتي تسميها بكين دياويو، تندرج تحت المعاهدة الأمنية الأميركية اليابانية التي تتطلب دفاعا مشتركا.

2021-04-17