تثير شخصية نتانياهو تساؤلات كثيره هل هو صانع للسلام أم الفوضى السياسيه ؟هل هو شعبوى تعصبوى أم أيدولوجى ؟هل هو رجل برجماتى واقعى ؟هل تغلب يمينيته على نزعاته الشخصية أم العكس. نتانياهو إبن بيئته وأيدولوجيته يعرف ويفهم حدود السياسة الإسرائيلية وألأيدولوجية الصهيونية ، يؤمن بالقوة ، وأن إسرائيل وجدت لتبقى ، لا يؤمن بالسلام العادل بل بسلام القوة ، يعتقد ان الكل يحتاج إسرائيل. الصفة الغالبة له انه يريد أن يتحول ملكا مثل ملوك بنى إسرائيل.وتثير شخصيته أيضا هل هو ضد السلام مع الفلسطينيين ويؤمن بالأمر الواقع الذى يفرضه تواجد الفلسطينيون داخل إسرائيل وفى كل الآراضى الفلسطينية . كما يقال هو ملك بدون مملكة إشارة لطول فترة حكمه التى فاقت فترة حكم بن جوريون.يصعب الإجابة على هذه التساؤلات ، لكن لا يختلف احد في رغبته بالحكم ، وانه سبب حالة الفوضى التى تعيشها إسرائيل الآن. جمع بين السياسى ورجل الدولة وبين البرجماتى والأيدولوجى وبين النفعى وبين الغائى الفكر. قد يكون فكره أقرب إلى الفلسفة الغائية التبريرية الميكيافيلية.أطول رئيس وسياسى في تاريخ إسرائيل وهذا يكفى لأن يثير حوله الكثير من التساؤلات وعلامات الإستفهام، وسيسجل له أنه نجح ان يشكل ممكلته الخاصة به لكن دون ان يصبح ملكا،إنتصر على السياسة لكنه لم ينتصر على النظام السياسى الحاكم والضابط في إسرائيل. من منظور السلام ، ورغم إتفاقات السلام العربية وهو ليس له دور فيها بل بفضل إدارة الرئيس ترامب وتحولات القوة في المنطقة لكنه أفشل المبادرة العربية ، وأحبط جهود كلينتون في التسعينات لآحراز تقدم، ,احبط جهود إدارة الرئيس أبواما ووزير خارجيته هيلارى كلينتون، وجهود جون كيرى. ببراعته لأسلوب إستغلال الوقت وإنهاك جهود الذى يقابله حتى ينتهى.ليس أيدولوجيا حقيقيا بل نفعيا ميكيافيلى الفكر والسياسه.عنده الغاية تبرر الوسيلة في سبيل البقاء في الحكم كما في تحالفاته حتى مع أصغر القوى السياسية كما في الكهناتية الجديدة.ولا مانع أن يقدم تنازلات يرى أنها قد تحقق مكاسب ومنافع كما في نموذج علاقته بحماس وغزه.وهو ايدولوجى فقط كما لنتانياهو لنفسه.الحقائق على ألأرض وبالنسبة للإسرائيليين تقول انه رجل سلام وإن كان بعيدا عنه لأنه يؤمن أن السلام يتحقق مع دول ديموقراطيه، والسلام لها لا تنازل ولذلك حول مبدأ السلام مقابل الأرض للسلام مقابل السلام. خلال فترة حكمه ألأولى 1996-1999 أعترف بأوسلو التي وقع عليها أسحق رابين مع عرفات.أعاد مدينة الخليل في الضفة للسيطرة الفلسطينية ووقع إتفاقات واى ريفر مع الرئيس عرفات وبحضور الملك حسين، ودخل في مفاوضات مع الرئيس حافظ ألأسد، وعندما عاد للسلطة عام 2009 القى خطابا في جامعة بار إيلان أعترف به بحل الدولتين.ومعلقا البناء في الضفة وبدأ مفاوضات مع بشار ألأسد.ودخل في مفاوضات مع الفلسطينيين، ولم يدخل في حرب مع إيران ولا حزب الله ويبتعد عن الحرب مع غزه، وليس هذا معناه أنه رجل سلام، بل النفعية والواقعية تغلب على شخصيته وفكره في سبيل البقاء في الحكم.ليس مغامرا يخشى التورط العسكرى رغم التلويح بالقوة العسكرية .لا يلغى الحل العسكرى بل يميل للعمليات العسكرية الخاطفة التي تحقق له إنجازات كما إستهداف الأهداف الإيرانية في سوريا وحتى داخل إيران وإغتيال شخصيات بارزه كشخصية عالم الذرة الإيرانية محسن زاده .يقر رؤساء الموساد وأركان القوات الإسرائيلية كم صعبا ان يحصلوا على توقيعه لحرب عسكريه شامله ، يريد أن يحقق بالسياسة بخيار التلويح بالحرب.نتانياهو يغلب مصالحه السياسة على أي إعتبار آخر ، لا يقامر بمستقبله السياسىى بالتورط العسكرى الذى عنده قد ينتهى بالمغامرة أو التحقيق.ولكنه ليس معنى ذلك أن لا يذهب للحرب إذا أقتضت الحاجة لذلك.وعموما هو أبن المؤرخ بيتزيون نتانياهو ، تربى على ألأيدولوجية اليمينية يؤمن انه الوحيد القادر على الحفاظ على أمن إسرائيل وبقائها ولذلك أصدر قانون القومية اليهودية و انه صنه السلام العربى.يطبق أيدولوجيته حسب الحاجات السياسية ، لذا نراه تراجع عن كل الإلتزامات التي أخذها في فترة حكمه ألأولى ,وهكذا نراه يتأرجح يمينا ويسارا، كما في تحالفه ألأخير مع غانتس واليوم بالتقرب من الحزب الصهيونيين المتدينيين بقيادة سموتريتش والحزب العربى الإسلامي بقادة منصور عباس.متقلبا في وصفه حتى مع ألإدارة ألأمريكية واصفا إدارة كلينتون أكثر دعما للفلسطينيين ، وإدارة ترامب الأقوى وألأفضل لإسرائيل.يتعامل مع السياسة كما هي قائمه والنموذج إدارة بايدن اليوم.ومن أقواله لست خائفا من التصادم مع الأمم المتحده وألأمثلة كثيره وآخرها التعامل مع الجنائية الدولية.وعندما سئل لماذا لم يوقف التعامل مع أوسلو عندما أصبح رئيسا كان رده أنه يريد يحقق ما يريد ببقاء الاتفاق ، لا إنسحب من الضفة وبناء الإستيطان مستمر .ولا عودة لحدود 1967.وكل هذا تحت بنود الاتفاق.وتركها معلقه في الهواء إلى أن تجف وتسقط وتهوى لوحدها وهذا ما حدث فعلا.وهنا هو تجنب المغامرة بموقفه السياسى والدولى بإلغاء الإتفاق الذى وقعته إسرائيل.ولكنه منع الأوكسجين عنها. ليتحول الإتفاق إلى مجرد كم من الورق لم يعد له قيمته. لا يؤمن بفكرة التنازلات في السياسة ولكن يمكن الحديث عن تحولات في المواقف اللفظية. وهذا ما يفسر موقفه من الضفة الغربية وعدم الانسحاب منها.لأنه يرى فيه تهديدا لأمنها القومى.لذلك لا مانع لديه من مفاوضات أبديه.ينهك منافسيه وحتى يستسلموا ويقبلوا بما يعرضه.وهذا ما نراه اليوم أنه لم يقدم تنازلات للدول العربية ، ولم يقدم تنازلات للفلسطينيين . شخصية سياسية جمعت صفات السياسى المراوغ وصفات رجل الدولة ، لا يحب أن يرى نفسه إلا رئيسا للوزراء وهذه هي سبب أزمة إسرائيل الحالية في تشكيل الحكومة. لن يترك الحكم حتى لوكان الثمن الذهاب لإنتخابات خامسه.قوته أن الإسرائيليون يرون فيه رئيسا للوزراء .
[email protected]