منذ سرمد وأنا أراك تحاولين إعادتي إلى ذاك المكان، الذي تعانقنا فيه تحت سحابة سوداء.. كنت ترتعشين من العناق الهادئ.. قلت لك: لا أرغب في العودة إلى ذاك المكان، الذي احترفت فيه الحب من عناقنا، الذي جعلنا نعي حاجة الحب.. قلت لها كلما كانت تأتي لاقناعي بالعودة إلى ذاك المكان الذي عرفت فيه معنى الحب لكنني رغبت بأن نبتعد عن هذا المكان، الذي كان العاشقين يرمقوننا بعينوهم: فيا عاشقتي لا أريد أن أكون عاشقا لكي أعلّم الآخرين احتراف الحب .. لم يكن المكان مناسبا لاحتراف الحب هناك، ولهذا فررت إلى هذا الكوكب كي أبتعد عن مكان كنت أحبه كثيرا في الصغر.. هناك كنت أرمي فيه رسائل الحب الهبلة المكتوبة بقلم الرصاص لك أيتها العاشقة، فأرجوك لا تحاولي إرجاعي.. ابق معي هنا، فهنا لا أحد غيري.. فمحاولاتك المستمرة إعادتي للحب هناك تحت السحابة السوداء، التي لم تبرح ذاك المكان منذ سرمد، وها أنت تريدين إعادتي، وأنا لست راغبا للعودة ذاك المكان، الذي فيه تعلمت الحب منك..