الإثنين 13/10/1445 هـ الموافق 22/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لا نموت....بقلم أيمن اللبدي

 -*-
1

يقبلُ القاتلونْ
وعلى ساعةِ الموتِ 
قد تمادوا في السكونْ
ثمَّ عادوا ينشدونَ 
للقيامةِ ....للوعيدْ
غابةُ الموتِ رتيبةْ
يحملونَ في الحقائبِ ساحةً واسعةْ
من تلاوينِ الدّمارْ
يسألونَ كيفُ تختارُ النهايةْ؟
تحت أرتالِ الحديدْ
بينَ أنيابِ الشواظْ
قطعةً واحدةْ
قطعتينِ أم تفاصيلَ كثيرةْ
ربما لا يستطيعُ المنقذُ الآتي جمعَ أجزائكَ فعلاً
هكذا يسألونْ
غابةُ الموتِ كئيبةْ
تُسقطُ الأطنانَ من جرفٍ بعيدْ
خلفَ شاشاتِ النهايةِ يجلسونْ
ويصرخونَ بالمزيدْ
يَدُهمْ رجفةُ الفولاذِ والحقدِ المكرّرْ
والهدفْ
طفلةٌ باكيةْ
لا تريدُ أن تنامْ
تخبرُ الأمِّ وهي تحضنُ دميةَ العيدِ دعيني 
لا يقتلوني في الحلمْ ....مثلما يفعلونْ....
2

يجلسُ القاتلُ في ثيابِ البهرجةْ
يدّعي الانتصارْ
صورةُ النصرِ تقولْ
كتبٌ مبعثرةْ
وسقوفٌ قد توالت راكضةْ
فوقَ أجسادِ الصِّغارْ
وبحيراتُ دماءٍ بينَ أنقاضِ المباني الواقعةْ
لم تقع صدفةً
إنما جاءها الموتُ وهي جدُّ محرجةْ
لا تكافؤ في الفرصْ
كيفَ تقوى الأرضُ لا درعَ لها في حضورِ العاصفة؟
هذه لعبةٌ مخزيةْ
رغمّ ذلكَ ليس تخجلُ كاذبةْ
تدّعي كلَّ يومٍ أنها المنصفةْ
والجنودُ يعلمونْ
واللصوصُ الواقفونَ خلفهم لا يسأمونْ
إنما يردّدون جملةً واحدةْ
صورةً عادلةْ
في الدّفاعِ واختراعِ حجةٍ ناشفةْ
هكذا لا يتعبونَ من مبيتٍ فوقَ أكوامِ الجثثْ
والتمطي في اعتياد مساحةِ اليومِ الجديدْ
واختراعِ مشغلةْ
إنما اليوم تمادوا في الوقاحةْ
واستعدوا لسكاكين جديدة 
فالضحيةُ هذه المرةَ قد غدت مكلفةْ
واستماتت في النجاةِ من صواريخَ قديمةْ
هكذا قال بايدنُ راعي القاتلِ التلموديِّ بنيامينْ.....


3

تحتَ أطنانِ الرّكامِ ألفُ قصةْ
لم يعد يصلحُ أن نمارسَ صنعةَ العدِّ هواية أو غوايةْ
بل علينا أن نسجّل كلَّ يوم صفحةً كاملةْ
للشهيدةِ والشهيدْ
للوليدةِ والوليدْ
للذينَ ارتادهم بطشُ الحديدْ
هؤلاء الغارسونْ
لا تقولوا قد مضواْ
نحنُ ربما الماضونَ وهمُ الباقي على سفحِ الخلودْ
فاكتبوا أيامهم لوحةً أو سلسلةْ
هؤلاء الوارثونْ
إنها غزةُ كيف تختارُ البقاءْ
وكلَّ مرة تختصرْ 
كعكةُ الميلادِ من فوق ِ الرمادْ
بضعُ أوراقٍ وكتابٍ قد تقطّع 
ثمَ صفُّ أحذيةْ
لا صاحبَ اليوم لها 
وطباشيرُ دروسٍ محيتْ أو لم تجدّد
وجدائلُ للخطيبة والحبيبةْ
ورسائلُ لم تصلْ 
إنها غزةُ كيف تختارُ البقاءْ
تفقدُ الماءَ والسماءَ والبيوتَ والشوارعَ والحقولَ والحمامَ 
وبضعَ تفاصيلِ الرجال والنساءِ 
وربما عائلاتٍ كاملةْ
بيدَ أنْها لا تموتُ
هكذا تبقى عصيّةْ
لا تموتْ
واستجدَّ الواهمونْ.......
4إنها غزةُ كيف تختارُ البقاءْ
وربّما لا تكترث لسماجاتٍ حديثة 
قد استجدت في الروايةْ
اسمها مطبّعونْ
مالذي يعنيهِ هذا المصطلحْ
راكعٌ أم راكعةْ
كيفَ تبدو صورةَ القلبِ لديهمْ
صفحةً أم نصفُ صفحةْ
لا يجوزُ الافتراضْ
إنما هم بقايا في حديث الانقراضْ
كيفَ قاموا من جديدْ !
لا يهمُّ أن يضافوا للفضيحةْ
كالهوامشِ في الحكايةْ
مثلهم زائلونْ
إنها غزةُ كيف تختارُ البقاءْ
بيدَ أن السرَّ في بقاء غزةَ الآنَ قديمْ
ربما في كتلةِ الصلصالِ كانت سُرةَ الروحِ بها لم يراها العاجزونْ
واستقامت واقفةْ
تجدّد الآن الخلايا من جديدْ
تبتسم للزمان والصّباحِ والرمايةْ
هكذا
اسمها مُقاوَمةْ
لا تموتُ
ولا نموتُ
هكذا يكتبونْ..............                               

أيمن اللبدي     19/5/2021

2021-05-19