الإثنين 24/10/1444 هـ الموافق 15/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل ينجح ائتلاف 'بينت -لبيد' في إقصاء نتانياهو ..؟

أعلن رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، الأحد، سعيه الحثيث إلى الانضمام رسميًّا إلى حكومة وحدة وطنيّة، مع رئيس "ييش عتيد"، يائير لبيد، قائلا: "سأبذل قصارى جهدي لتشكيل حكومة مع لبيد"، في حين ردّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سريعا على ذلك، قائلا، إن بينيت يهرول نحو حكومة يساريّة لأنه يعلم أنه "سيُباد (سيخسر خسارة فادحة)" في حال أُجريت انتخابات. 

وفي حال تشكيل حكومة بشكل رسميّ، ستتم الإطاحة بنتنياهو كرئيس للحكومة، بعد 12 عاما متتالية في منصبه، كما سيضع ذلك حدًّا لـ4 انتخابات، شهدتها إسرائيل، منذ نيسان/ أبريل 2019، جراء تعذر حصول المكلفين بتشكيل الحكومة على ثقة الكنيست، لفشلهم في جمع تحالف من 61 نائبا.

وقال بينيت خلال كلمة ألقاها مساء الأحد، وانتقد في بدايتها الأزمة السياسية التي تعيشها بلاده، والتي حالت دون تشكيل حكومة حتّى الآن: "حملة انتخابية أخرى، وحملة أخرى. في أربع حملات انتخابية نراقب دولتنا وهي تخرب نفسها، وهي تُضعف نفسها، وهي تفقد قدرتها على العمل".

وأضاف بينيت: "في مثل هذه اللحظة الحاسمة، يجب تحمل المسؤولية. لذلك؛ أعلن اليوم أنني أعتزم العمل بكل قوتي لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع... لبيد. معا سننقذ البلد"، مشيرا إلى أنه "يمكن الذهاب إلى انتخابات خامسة، ويمكن إيقاف الجنون وتحمل المسؤولية". 

وقال بينيت إنه على الرغم من اختلافه مع لبيد حول عدد من القضايا، إلا أنهما يشتركان في "الاستعداد للعمل من أجل الدولة" على حدّ قوله، مضيفا: "لن ننجح إلا إذا عملنا معًا، كمجموعة؛ ليس ’أنا’ ولكن ’نحن’ سنعيد هذا (تشكيل حكومة)".

ورحّب بينيت بجميع الأحزاب التي تريد الانضمام إلى الحكومة، وقال: "لكي تنجح الحكومة، سنحتاج جميعًا؛ جميع الشركاء، إلى ضبط النفس".

وأضاف: "لن يُطلب من أي شخص التخلي عن أيديولوجيته، لكن سيتعين على الجميع تأجيل تحقيق بعض الأحلام. سنركز على ما يمكن فعله، بدلا من الجدل حول ما هو مستحيل".

وتابع: "إنها حكومة لن تكون ضدّ أي قطاع وأي جماعة. سوف تكون حكومة لصالح الوزراء المهتمين، الذين يديرون البلد بكل بساطة، كلّ رجل في مجاله".

بدوره، قال نتنياهو، في كلمة ألقاها بعيد التصريحات التي أدلى بها بينيت: "سمعت بينيت، للأسف إنه يضلل الجمهور مرة أخرى. إنه يرتكب خداع القرن". وذكر أنه "يجب عدم تشكيل حكومة يسار لأنها ستكون خطرا على مستقبل إسرائيل"، على حدّ قوله.

وأضاف: "في اليوم السابق للانتخابات، وقّع بينيت وثيقة في بث مباشر... وقال: ’لن أسمح للبيد أن يكون رئيسا للحكومة، حتى بالتناوب، ولديّ قيَم".

وتابع نتنياهو: "قيمكَ ليس لها وزن ريشٍ حتّى، ولا يوجد شخص واحد كان سيصوت لك إذا كان يعلم ما ستفعله". 

وقال: "أثناء القتال (العدوان) في غزة، أعلن بينيت أن الحكومة اليسارية"، لم تعد أمرًا ضمن الحسبان، "والآن يركض مرة أخرى في اتجاه الحكومة اليسارية".

وتساءل نتنياهو: "ما الذي تغير عن قبل أسبوع؟ كانت (إمكانية تشكيل حكومة مع لبيد) متاحة في ذلك الوقت بنفس القدر. لم يتغير شيء".

وأضاف: "اتضح أن ما قاله بينيت خلال هذه الحملة الانتخابية والحملة القتالية (العدوان على غزة) هو هراء يهدف إلى خداع ناخبي اليمين، وأخذ أصوات اليمين وتحريكهم نحو اليسار"، على حدّ قوله.

وخلال كلمته، كرّر نتنياهو عرضه، الذي سيكون بموجبه رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، رئيسا لحكومة يتناوب على رئاستها مع نتنياهو وبينيت.

وأضاف: "على الرغم من أننا نعتقد أنه أمر غير مقبول للغاية وغير تقليدي للغاية (تناوب بين 3 على رئاسة الحكومة)، إلا أن مصلحة الدولة أمام أعيننا".

وتابع: "نحن نعلم أن احتمال تشكيل حكومة يسارية أسوأ. وبدلاً من قبول عرضنا المذهل، يواصل بينيت وساعر الهرولة نحو حكومة يسارية".

وقال نتنياهو: "نحن نتحدث إلى أعضاء كنيست يمكن أن يكملوا 61 عضوا (غالبية لتشكيل حكومة)، من مؤيدينا في الائتلاف اليميني، وهم يقولون لنا: ’إذا انضم إليكم بينيت، فسننضم إليكم’". 

من جانبه، أعلن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في بيان، أنه سيصوّت ضد الحكومة التي يرأسها بينيت، "المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة المعادية للعرب"، ودعا "الأحزاب العربية الأخرى إلى التصويت ضدها وعدم اتخاذ موقف التأييد أو الامتناع وعدم المساهمة في تمرير حكومة معادية لمجتمعنا العربي ولشعبنا الفلسطيني".

وذكر أنه "لا تغيير في حكومة التغيير، وأنها لا تختلف في مواقفها السياسية عن حكومة نتنياهو"، مضيفًا: "حتى لو كان هناك غضب مشروع على نتنياهو بسبب مواقفه المتطرّفة، فلا تبرير لدعم حكومة يرأسها من هو أشدّ تطرفًا وأكثر عنصرية منه. فهذا كالمستجير من الرمضاء بالنار"."

وتساءل التجمّع في بيانه: "كيف يمكن أن ندعم حكومة تتمسك بقانون القومية وترفض إلغاءه؟ كيف يمكن أن نضع يدنا في يد من دعم وساند العدوان على غزّة وطالب بالمزيد؟ هل من المعقول دعم حكومة تدعم اقتحام الأقصى من قبل المتطرفين اليهود؟ كيف يقبل نائب عربي أن يدعم من يساند الاستيطان في الضفة وحصار غزّة وتهويد القدس؟ هي يعقل التصويت مع حكومة لا تلتزم بوقف إخلاء أهالي الشيخ جرّاح؟ كيف يمكن دعم من تباهى بقتل العديد من العرب؟".

وذكر التجمّع في البيان أنّ "الأسباب للوقوف ضد حكومة نتنياهو سارية المفعول والمنطق بكل ما يخص حكومة بينيت، وبخاصة انعدام الحديث حتى عن الحق بالمساواة للمواطنين العرب في البلاد، والإصرار على الفوقية اليهودية وشرعية الاستيطان وإخلاء الفلسطينيين من منازلهم وأحيائهم، وحتى الفتات الذي تتحدث عنه هذه الحكومة لا يختلف عن فتات نتنياهو".

وأكّد التجمع في بيانه على "التناقض الكامن بين يهودية الدولة والديمقراطية، وعلى تمسكه بمشروع ’دولة لكل مواطنيها’ التي توصلنا للمساواة والتغيير الحقيقي، وإلغاء كافة التشريعات والممارسات العنصرية بحقنا".

وخلص التجمع إلى أن "الهبة الشعبية العارمة لشعبنا في الداخل وفي كافة أماكن تواجده هي رسالة واضحة بضرورة رفع السقف الوطني، وهي رسالة بأن شعبنا يتمسك بكرامته الوطنية ويدعم الوحدة الكفاحية ويرفض منطق ’مقايضة الحقوق بالموقف السياسي’، وتقديم تنازلات في سبيل الحصول على بعض الفتات، ودعم حكومة بينيت هو موقف يتناقض وابسط الثوابت الوطنية".

ودعا التجمّع "أبناء شعبنا ممارسة ضغوط على جميع الأحزاب لوقف التدهور ولمنع الانحدار نحو دعم حكومة يمين جديدة لا تختلف عن حكومة اليمين القديمة".

وجاءت أقوال نتنياهو وبينيت، بعد ساعات وجيزة من قول بينيت، خلال اجتماع كتلة حزبه البرلمانية: "أسير باتجاه حكومة تغيير". وجاء في بيان في ختام اجتماع الكتلة أن "بينيت استعرض أمام أعضاء الكنيست أحداث الأيام الأخيرة وجهوده من أجل تشكيل حكومة مستقرة وقادرة على العمل في إسرائيل. والكتلة تدعم بالإجماع بينيت في جهوده الرامية لتشكيل الحكومة ومنع انتخابات خامسة".

ويشار إلى أن مهلة تفويض لبيد بتشكيل حكومة تنتهي يوم الأربعاء المقبل. وفي حال تشكيل "حكومة التغيير"، تفيد تقديرات بأنه سيتم تنصيب الحكومة في اليوم نفسه، أو إبلاغ الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بالنجاح بتشكيل حكومة والحصول على مهلة أخرى من سبعة أيام قبل طرحها على الكنيست. لكن لبيد يسعى إلى طرح الحكومة على الكنيست وتنصيبها قبل نهاية مهلة كهذه تحسبا من مواصلة نتنياهو واليمين الضغوط على بينيت، وعلى رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر.

وفي حال تشكيل "حكومة التغيير"، فإن بينيت سيتولى رئاستها في النصف الأول من ولايتها، فيما يتولى لبيد منصب "رئيس الحكومة البديل" ووزير الخارجية. وفي النصف الثاني من ولاية الحكومة يتبادلان المنصبين.

ووفقا للاتفاقيات الائتلافية التي توصل إليها لبيد مع رؤساء أحزاب "كتلة التغيير"، فإن بيني غانتس سيبقى وزيرا للأمن، وأفيغدور ليبرمان سيكون وزيرا للمالية، وغدعون ساعر وزيرا القضاء، ورئيس حزب العمل، ميراف ميخائيلي، سيكون وزيرا للمواصلات، ورئيس حزب ميرتس، وعومر بار ليف من العمل وزير الأمن الداخلي، وسيكون نيتسان هوروفيتس، وزير الصحة. ويتوقع تعيين عضو الكنيست مئير كوهين، من "ييش عتيد" رئيسا للكنيست.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق الأحد، عن بينيت قوله خلال اجتماع الكتلة إن "الاتجاه هو تشكيل حكومة مع لبيد". وقالت مصادر في "يمينا" إن عضو الكنيست عن الحزب، أييليت شاكيد، عبرت عن موافقتها على ذلك.

وأضاف بينيت أن "المؤيدين لليمين يدركون الوضع، ونتنياهو تعهد بانشقاقات (من حزبي "يمينا" و"تيكفا حداشا") لكن ليس هناك أي منشق".

وسعى نتنياهو، صباح الأحد، إلى ممارسة ضغوط شديدة على ساعر، بهدف منع تشكيل حكومة في "كتلة التغيير"، من خلال الاقتراح بتشكيل حكومة يتناوب على رئاستها هو وبينيت وساعر، وبحيث يكون الأخير الأول بتولي رئاسة الحكومة.

ووقع رؤساء الأحزاب في معسكر اليمين على رسالة، اليوم، عبروا فيها عن تأييدهم الكاملة لتشكيل حكومة يتناوب الثلاثة على رئاستها. قال نتنياهو في شريط مصور، إنه "نتواجد في ساعة مصيرية لأمن، طبيعة ومستقبل دولة إسرائيل. وفي هذه الساعة نضع جانبا كافة الاعتبارات الشخصية ونقوم بخطوات بعيدة الأمد، وغير مسبوقة أيضا. وهذا ما فعله رؤساء كتل اليمين وأنا الآن. ويدعو رؤساء كتل اليمين وأنا ساعر وبينيت. تعالا الآن، فورا، إلى لقاء يسمح بتشكيل حكومة يمين".

ورفض ساعر هذا الاقتراح وقال إن "موقفنا والتزامنا ما زال تغيير حكم نتنياهو". وحسب موقع "واللا" فإن عضو الكنيست من حزب ساعر، زئيف إلكين، مارس ضغوطا عليه من أجل دراسة اقتراح نتنياهو بجدية. وقالت مصادر في "يمينا" إن "كل شيء متعلق بغدعون ساعر. إذا وافق، فسوف ننضم" إلى حكومة اليمين.

 

2021-05-31