الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حكاية فلسطينية: وحتى صفد....!...أيمن اللبدي

 حكايتنا الفلسطينية دائما لها طقوس خاصة ومذاق خاص، ودائما لها أيضا مزالقها الخاصة وتهويماتها الخاصة، وكلٌ بقدر.
قبل أيام صدرت مذكرة على شكك بيان سياسي مقتضب عن اعلاميين وأكاديميين ومثقفين تطال عباس بالإقالة أو الاستقالة، ولا زالت تتوالى التواقيع عليها وطبعا الأعم الأغلب هم خارج الوطن المحتل بعامة، وكتب وأدلى عدة شباب في هذا الأمر، واستمعت إلى تسجيل نشره السيد نبيل عمرو يسمي هذه المذكّرة فيه بالمستحيلة، بينما قال شيخ الشباب الاستراتيجي السيد منير شفيق أن على «فتح» أن تحمل عباس على لك، أما السيد محمد دلبح فأفتى للموقعين أن هذا مضيعة للوقت، وطبعا لكل مع الاحترام.
الواقع أن معركة سيف القدس الأخيرة أخرجت أثقالها، فقال الإنسان مالها، وأخبارها ما زالت تتوالى ولن تكون هذه الصورة هنا هي الصورة الوحيدة لما يجري تواليه، فهناك الأخ أبو ابراهيم السنوار يهدّد بتغيير وجه الشرق الأوسط، والأخ أبو ابراهيم اشتية يجول على عواصم منتقاة لمدّ يد العون لاعادة الإعمار، ترى هل ينتظر الأخ أبو ابراهيم الثاني قليلا حتى ينهي الأخ أبو ابراهيم الأول ما قصده فعلاً ؟!
تمر نعم هذه الأيام الذكرى الرابعة والخمسون لهزيمة العرب الشهيرة والتي هي سبب كلّ المصائب وأحد جذورها العملاقة، وأنا أقول أنها هزيمة العرب متبعا المنهج الذي وصفه السيد محمود عباس أبو مازن على لسان الشهيد أبو عمار عندما لقيه في سيارة الفلوكس التي طلى زجاج شبابيكها باللون الأزرق وموهها عقب الحرب النكسة، فبحسب كلامه أنه قال مستهجنا لأبي عمار ، ماذا تفعل...لقد هزمنا، فكان من أبي عمار أن أجاب: ليس نحن ...هم أو بالعبارة الواضحة (دول هما اللي انهزمو موش احنا).
بعد ربع قرن أو أكثر قليلا من المو/فاوضات ومع استذكار الراحل صائب عريقات (رحمهم الله جميعا) والحياة ثبت أنها ليست كذلك، وفي ظل واقع خلخلة جذور هذا المشروع الاستعماري في فلسطين المحتلة اليوم بعد مشهد سيف القدس والتحام كلّ ما هو فلسطيني بحق في هذا الكون حول كلمة سواء واحدة، فإن عدة الشغل القديمة لم تعد نافعة أبدا...ولا بدّ يا قوم من اجتراح شيء جديد على الأقل يقنع الجيل الفلسطيني الحالي والقادم فهؤلاء ليسوا نحن ولن يتركوكم طويلا على راحة ولا (راحات التركية الشهيرة)...عندكم اليوم جرس انذار عالي النبرة وجاحظ العينين محمرهما، ولن يتوانى عن كثير.
دون لف ودوران، أمامكم ثلاث طرق طالما وصلنا هنا ولا رابع لها:
إما أن يقتنع السيد محمود عباس أن حصيلة ربع القرن فشل على فشل، وأن المقاومة بليلة واحدة حصدت مسيره ومساره في عشرية كاملة فيعود عن طريقه ومعه ستكون المقاومة وشعبها ومن يتخلّف لمصلحة خاصة مصيره معلوم، وإما أن تُشترى عزة وكرامة وقوة وأنفة المقاومة بوعود معسولة ناشفة أو مبلولة على ذات طريق التوهان اياه تحت الف عنوان وعنوان من الاعمار إلى البحبوحة والاستقرار وبطريق ما تسير ظلا لخطى السيد أبي مازن وتكون بذلك لا أنقت هنَّها ولا بلّت منّها ولا أبقت ماءها، وإما أن نستمر ندور حول نقطة حماس - عباس وتكون محصلة العزوم صفراً كبيراً.
اتقوا الله في أمرنا واعلموا إن لم تفعلوا فأمره قادم بأيدي جيل ليس لم ينس فقط، بل علّمنا أن نعود لنتذكّر كل فلسطين بما فيها يافا وحيفا واللد وحتى صفد....

2021-06-06