الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نوافذ الحُزن لا يفتحها غير العُظماء.. "نثرية متواضعة لأستاذي الكبير ابراهيم يوسف" / شهربان معدّي

 الحروف مكتظّة

والوقت شحيح
نوافذ الفرح تغلقها الريح
ونوافذ الحُزن لا يفتحها
غير العُظماء
العقيرة هي نخلة الروح
وأنا اليتيمة على أرصفة الفرح المنسيّ
ووجعي..؟  لا تحمله الجبال
ورغم ذلك سأكتب لك يا أستاذي الأريب

يا زوادة الفقير
ودليل التائه
يا عصا المؤدِب المقطوعة من غابات الطبيعة البكر
المجدولة من شلوح الزنبق..  وجدائل العذارى

تُعلّم باندفاع.. تكتب بصدق.. وتنتقد بعفّة وتجرد  
تملأ مناقير العصافير الهابطة إليك  
بالقنبز والحَبّ، فتحط على كفك لتشعر بالأمان والسلام  
وتتمتع بإغفاءة زرقاء
بلون البحر والسماء

يا سيّدي
كم  تراءت لي مناديلك المعطرة بماء الورد والنسرين
تمسح دموعي التي ليست مجرد ملح وماء
ويدك الكريمة
تلمّلم نثرات حُزني العميق  
وترتّق ثقوب روحي في حيوات غابرة لم أعرف كنهها بعد
وحيوات مقبلة لا أعرف ما تخبئ لي

وإذا كنتم أبناء جيل يعتز ويفاخر بمُعاصرة الأديب المبدع  
والناقد الكبير، مارون عبود  
فأنا ابنة جيل يعتزّ بصداقة (الأستاذ ابراهيم يوسف)  
نهلت العسل البريّ الصرِف من جرار فكره النيّر  
وغرفت من خيراتها الوفيرة
بالمحبة والخير والنزاهة والإنسانية الحَقَّة
أنا ابنة الجليل.. اليتيمة.. التي لم تنصفها الدٌنيا
 
من طيّات الغيم هبطت في حياتي  
ملاكًا يهدهدني
ويحرسني  

أريد أن أكتب لك كلّ شيء  
ّولكنني أضن عليك بالوجع على يدي  
ربما في نصّ جديد وقريب
سيغلق نوافذ حُزني ويجبر أجنحتي المكسورة
التي تهّتز أمام الريح  
فانتظرني..

2021-06-12