السبت 22/10/1444 هـ الموافق 13/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ناتنياهو الفصل الأخير ـ ثمن الغرور.... أحمد طه الغندور

   ربما يذكر البعض؛ أنني في مقالي السابق، "المعضلة الفلسطينية في السياسة الخارجية لإدارة بايدن" قد أشرت بأن "ناتنياهو" سيدفع ثمن معارضته لرؤى "بايدن" السياسية في رفض وقف إطلاق النار في العدوان الأخير على غزة، بالإضافة إلى محاولته التشويش على رغبة "بايدن" في العودة إلى الاتفاق الإيراني.

لكن الغرور أعمى "ناتنياهو"، كيف لا وهو "ملك تل أبيب"، نجح عبر الملياردير "شيلدون" في استمالة "ترامب" وتوظيف "سياسته الخارجية" في "هوس مملكة اليهود"!

سقط "ترامب" سقوطاً مدوياً، أثار انتباه الجميع في كافة أرجاء المعمورة إلا "ناتنياهو" الذي ظن أنه باقٍ!

جاءت إدارة "بايدن" لتعمل على ترميم واستعادة مكانة "الولايات المتحدة" في الريادة العالمية، وليس في حساباتها أو على أجندتها الانشغال الأن بقضايا "الشرق الأوسط"!

إذ أن الأمر في الشرق الأقصى يسترعي الانتباه بشكل أكثر إلحاحاً، فهناك من برز لينافس "أمريكا" على مكانتها العالمية؛ مثل الصين وروسيا، ومن يسعى إلى الإضرار بمصالحها وأمنها كـ "كوريا"، فهل هذه الملفات يجب أن تنتظر حتى يرضى "ناتنياهو"!

لذلك كان الدرس الأهم؛ يجب إزالة "ناتنياهو" عن المشهد، كما تم التخلص من "الراعي الرسمي" له في "الولايات المتحدة" من قبل! وبنفس اللعبة "الديمقراطية"!

وعلى الرغم من الانتخابات المتعددة التي شهدها "الكيان الاحتلالي" من قبل لم ينجحوا في تغيير "الملك"، ولكن حين صدر "الأمر"؛ تشكلت "الحكومة" " الأغرب " التي جمعت "الصهيوني المتطرف مع الإخواني الغير يهودي"، وبين "العلماني اليهودي مع "الحريديم"، وبين المستوطن وضده، وبين وبين ... لا يجمعهم إلا الالتزام بتنفيذ "الأمر" الصادر من "البيت الأبيض" وكراهية "ناتنياهو"!

ولسنا اليوم في صدد تحليل "حكومة الأضداد"، هذه "الحكومة" التي ستقدم "بينت" "المستوطن" إلى المجتمع الدولي كـ "رابين" الجديد! وأنه حتى قد يلقى مصيره!

 وبدوره سارع “بينت" في إرسال أول "رسالة دبلوماسية" إلى الإدارة الأمريكية" بأنه استوعب الدرس مبكراً من مصير سلفه وأنه يسعى إلى "تقليص أو احتواء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي"!

فكانت التهاني العاجلة من الرئيس "بايدن" ومن وزير الخارجية "بلينكن" بالفوز والنجاح، والوعود بالدعم والعمل المشترك، بما يعني أنه سيكتب لهذه الحكومة الحياة دون اعتبار لمن يجلس في المعارضة، وعلى خلاف ما يتوقعه البعض من المحللين!!

لكننا اليوم؛ نقف أمام الدرس السياسي الأهم الذي يجب أن يعيه كل مُشتغل بالسياسة!

وهو الالتزام بالدور السياسي المحدد والمرسوم لهذا الشخص وعدم تجاوزه مهما امتد عمره السياسي، وهما بلغت سطوته، فهناك دائماً من يفوقه في السطوة، ويعلوه في المكانة!

لعل نظرة واحدة إلى اجتماعات "مجموعة السبع" في "كورنوال الإنجليزية"، ورسالة الرئيس "بايدن" إلى قادتها قبل وصوله إليها عبر صحيفة "واشنطن بوست"؛ حيث كتب: أن "الولايات المتحدة يجب أن تقود العالم من موقع قوة"، بما في ذلك مواجهة "الأنشطة الضارة لحكومتي الصين وروسيا".

وأضاف: "في بعض المناطق، هناك دلائل على أن مثل هذه الجبهة الموحدة تتشكل بالفعل"!

لذلك، هناك من قرأ هذه الرسائل للعالم في "المنطقة" قبل أن تُكتب، وأبرز نفسه قيادة واعية قادرة على جلب السلام، أو على أسوء احتمال فرض الهدنة بين الأطراف، وهي " مصر " واستحقت التقدير على ذلك!

في الختام، أعتقد أن من يظن بأن المنطقة من هذا المنظور لن تحظى بالحلول "المناسبة" وعليها الانتظار، عليه أن يعيد حساباته، لأن "نزيف الوقت أخطر من نزيف الدم"، الدماء تُعوض ولكن الوقت لا يمكن تعويضه"، ولعله من الحكمة والاحساس العالي بالمصلحة الوطنية، التعاون فيما بين كافة مركبات الطيف الفلسطيني الجميل بقلب، وعقل مفتوح مع الإخوة في مصر، قبل أن يضيع الوقت، وتضيع الفرص في زحمة القضايا العالمية!

 

 

 

2021-06-14