السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الاحتلال يقصف في غزة

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، مواقع لفصائل المقاومة الفلسطينية شمالي وجنوبي قطاع غزة المحاصر، بزعم الرد على إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية. فيما دوت صافرات الإنذار في منطقة غلاف غزة.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن المقاتلات قصفت موقعا في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، وآخر في خانيونس جنوبي القطاع. في حين أشارت وسائل أعلام إسرائيلية إلى هجوم واسع "دمر خلاله حتى الآن 10 أهداف في 4 مواقع تابعة لحركة حماس"، وتشارك في الهجوم آليات عسكرية مختلفة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

وذكر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل الرد بهذه الوتيرة خلال الأيام المقبلة إذا تواصل إطلاق البالونات"، واعتبر أن القصف الإسرائيلي هو "رسالة"لحركة حماس مفادها "وجوب وقف إطلاق البالونات الحارقة" ولا يعبر عن "رغبة" إسرائيلية في التصعيد.

وشدد على أن الجيش الإسرائيلي "في هذه المرحلة، معني بالإضرار بالبنى التحتية (التابعة لفصائل المقاومة) وليس استهداف عناصره"، فيما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الطائرات الإسرائيلية نفذت إجراء "النقر على السطح"، في إشارة إلى إطلاق صواريخ خفيفة على مواقع مستهدفة قبل تدميرها، بهدف التحذير.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف موقعا للإدارة المدنية شرق مدينة جباليا، شمالي القطاع؛ كما استهدف القصف مواقع لفصائل لمقاومة في خانيونس وشرق جباليا؛ وكانت التقارير الإسرائيلية قد أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع قائمة أهداف للرد على إطلاق البالونات.

ولم تعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن وقوع إصابات من جراء القصف الذي تواصل لأكثر من ساعة. 

وتعليقا على القصف الإسرائيلي، قال المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، إن "قصف الاحتلال الإسرائيلي لمواقع المقاومة ما هو إلا مشاهد استعراضية للحكومة الجديدة من أجل ترميم معنويات جنوده وقادته التي انهارت أمام صمود وضربات المقاومة في معركة ‘سيف القدس‘".

وأضاف أن "ارتكاب الاحتلال لأيّة حماقات تستهدف شعبنا ومقاومتنا ستكون المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، له بالمرصاد، دفاعًا عن أهلنا وشعبنا ومقدساتنا، وهذا واجب وطني وديني وأخلاقي، ونحن عازمون على تأديته وانتزاع حقوق شعبنا مهما كلفنا من ثمن".

وتابع أن "المقاومة الباسلة هي من يحدد قواعد وطبيعة المعركة، وما معركة سيف القدس ببعيدة، بل لا زلنا في ظلالها، حيث ثبتنا معادلة القدس في قلب المواجهة ولن يجد العدو من مقاومتنا إلا ما يسوؤه".

وأعلن الجبش الإسرائيلي مهاجمة "موقع إطلاق صواريخ ومجمعات عسكرية في مدينة غزة وخانيونس، ردا على إطلاق البالونات الحارقة"، وأضاف أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أجرى في وقت سابق، مساء الخميس، تقييمًا للوضع، وأوعز بـ"تعزيز الاستعدادات والجهوزية لكافة السيناريوهات، بما في ذلك استئناق القتال" في غزة.

وختم الجيش الإسرائيلي بيانه بالقول: "سنواصل تدمير قدرات وبنى عسكرية لحماس ونعتبرها مسؤولة عما يجري في قطاع غزة".

وذكرت القناة 12 أن قيادة الأجهزة الأمنية قررت الرد عسكريا على إطلاق البالونات الحارقة المتواصل من قطاع غزة منذ يوم الثلاثاء الماضي، وأسفر الخميس عن اندلاع 8 حرائق في محيط مستوطنات "غلاف غزة".

وأشارت القناة إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، سيجتمع لأول مرة في ولاية الحكومة الجديدة، يوم الأحد المقبل، وسيبحث احتمالات تغيير سياسة الرد الإسرائيلي على إطلاق البالونات الحارقة.

ونقلت القناة عن مصدر في الجيش الإسرائيلي أن التوقعات تشير إلى أن الرد الإسرائيلي سيكون "عنيفا وقاسيا"، على حد تعبير القناة، وهدد المصدر بالقول: "نحن نحصي كذلك جميع البالونات التي أطلقت في الأيام الأخيرة وسنأخذها في الحسبان عند الرد".

وعلى صلة، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، الخميس، أن إسرائيل بعثت رسالة إلى حركة "حماس"، عبر الاستخبارات المصرية، مفادها أنه في حال عدم توقف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، فإن ستكون هناك جولة عسكرية جديدة. وأشارت القناة إلى أنّ مصر تبذل جهودًا لمنع انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وبحسب القناة 12 فإن المسؤولين في "حماس" شددوا خلال محادثات مع الوسيط المصري على أن إطلاق البالونات يأتي ضمن نشاطات المقاومة "الشعبية"، الأمر الذي ترفضه إسرائيل؛ وذكرت القناة أن إسرائيل تحاول التوصل إلى آلية تحت الرقابة الدولية لتحويل أموال المنحة القطرية إلى غزة، وتعتقد أن ذلك قد "يخفف من حدة التوترات الأمنية".

وفي هذا السياق، ذكرت تقارير صحافية أن الحكومة والجيش الإسرائيليين يدرسان شكل الرد على إطلاق بالونات حارقة باتجاه "غلاف غزة" وما إذا كان ينبغي "تبني سياسة جديدة مقابل حماس"، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فيما أفاد موقع "واللا" الإلكتروني بأنه في الجيش الإسرائيلي مترددون حيال الرد على إطلاق هذه البالونات.

وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن "المعضلة هي هل يتم إجراء محاولة لاحتواء استفزازات حماس أم الرد بقوة أكبر. وفي الجيش الإسرائيلي يأخذون بالحسبان أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تصعيد آخر، ولكن إلى واقع جديد أيضا تحت معادلة وُضعت بعد ’حارس الأسوار’ (العدوان على غزة الشهر الماضي) من أجل إحداث ردع مقابل حماس".

وأفاد "واللا" أنه "إلى جانب إمكانية رد عسكري، لا تستبعد جهات في جهاز الأمن تكتيكا آخر، وهو فتح معبر الحدود إلى القطاع في كرم أبو سالم، اليوم، وذلك انطلاقا من الرغبة بتهدئة الخواطر بين الجانبين".

وأضاف "واللا" أنه في جهاز الأمن الإسرائيلي "لم يفاجؤوا من استمرار إطلاق البالونات، بما أن قيادة حماس تخضع لضغوط كبيرة منذ عملية ’حارس الأسوار’ العسكرية، ولأن الوضع الاقتصادي في القطاع يتدهور".

بدوها، أشارت "كان 11" إلى أن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسائل من مصر مفادها أن "حماس غير معنية بتصعيد جديد". ولفتت القناة إلى أن "مناقشات إسرائيلية داخلية" تجري حول طرق الرد على إطلاق البالونات الحارقة، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تسعى لمواجهة "اختبار غزة"، بخلق معادلة جديدة مفادها أن "ما سيكون مغاير عما كان".

2021-06-18