التوتّر الميداني الذي تبعه توتّر دبلوماسي بين موسكو ولندن، إثر إعلان الأولى إطلاق نيران تحذيرية تجاه مدمّرة بريطانية في البحر الأسود، قد يلقي بظلاله على المناورات العسكرية «سي بريز 2021» المقرر إجراؤها بين 28 يونيو و10 يوليو بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى من الحلف الأطلسي وأوكرانيا في البحر الأسود، وتثير استياء موسكو.
وكانت قيادة الأسطول السادس للبحرية الأمريكية أعلنت أمس رسمياً مشاركة الأسطول في مناورات «سي بريز – 2021» السنوية بالتعاون مع البحرية الأوكرانية، والتي سيشارك فيها 5 آلاف عسكري و32 سفينة من 32 دولة. وقالت قيادة الأسطول السادس في بيان «إن مناورات هذا العام ستشهد أكبر عدد من الدول في تاريخ المناورات - 32 دولة من القارات الست، تساهم بخمسة آلاف عسكري و32 سفينة و40 طائرة».
وأعلنت روسيا اليوم أنها أطلقت طلقات تحذيرية اليوم الأربعاء ضد مدمرة بريطانية في البحر الأسود اتهمتها بدخول مياهها الإقليمية قبالة سواحل القرم، فيما نفت لندن الأمر.
عدم تجاوب
وبحسب موسكو، فإن المدمرة البريطانية «إتش إم إس ديفندر» دخلت اليوم المياه الإقليمية الروسية قبالة شبه جزيرة القرم، فتلقت «تحذيراً بأنه سيتم استخدام أسلحة في حال انتهاك الحدود الروسية». وأوردت وزارة الدفاع الروسية أن السفينة «لم تتجاوب مع التحذير»، فقام «زورق دوريات حدودية بإطلاق طلقات تحذيرية»، فيما نفذت طائرة سو-24إم «عملية قصف احتياطية على طول مسار المدمرة».
وذكرت موسكو أن السفينة البريطانية غادرت بعد ذلك المياه الروسية في ختام الحادث الذي استغرق أكثر من عشرين دقيقة. ونددت بـ«التصرف الخطير» لطاقم المدمرة، مطالبة لندن بفتح «تحقيق معمّق» في الحادث.
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الحادث «انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية الأمم المتحدة»، داعية لندن إلى «إجراء تحقيق معمق» حول «التصرف الخطير» لطاقم المدمرة، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أنها تعتزم استدعاء السفير البريطاني، بعدما كانت استدعت الملحق العسكري البريطاني في وقت سابق.
نفي بريطاني
في المقابل، نفت السلطات البريطانية الحادث وأكدت وزارة الدفاع أنه «لم يتم توجيه أي طلقات تحذيرية إلى إتش إم إس ديفندر»، وأن «الإعلان بشأن إطلاق قنابل في خط إبحارها» غير صحيح.
وأوضحت الوزارة على «تويتر» أن «سفينة البحرية الملكية كانت تقوم بعبور بسيط في المياه الإقليمية الأوكرانية طبقاً للقانون الدولي»، مضيفة «نعتقد أن الروس كانوا يقومون بتدريبات على الرماية في البحر الأسود».
وقبل ساعات من الحادث، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة جديدة أن موسكو «قلقة حيال تعزيز الحلف الأطلسي قدراته وبناه التحتية على مقربة من الحدود الروسية».
حوادث سابقة
وكانت البحرية الملكية أفادت في بيان في 10 يونيو أن المدمرة موجودة في المنطقة للمشاركة في تدريبات للحلف الأطلسي و «انفصلت مؤقتاً عن مجموعة العمل للقيام بسلسلة مهمات خاصة بها في البحر الأسود».
وتابع البيان أن «ديفندر المتمركزة في بورتسماوث تابعت خلال الأسابيع الأخيرة تدريباً مكثفاً وعملت ضمن عملية سي غارديان، مهمة الحلف الأطلسي لمكافحة الإرهاب في المتوسط».
وقامت القوات الأوكرانية والأمريكية والبريطانية اليوم على متن المدمرة بتدريبات بسيطة على اعتراض سفن، وفق ما أوردت وزارة الدفاع الأوكرانية على فيسبوك.
ووقع الحدث قبالة شبه جزيرة القرم. وشهدت مياه القرم حوادث عدة في الماضي. وأجرت روسيا تدريبات عسكرية خلال الأشهر الماضية في المنطقة، من ضمنها نشر أكثر من مئة ألف جندي بصورة مؤقتة على الحدود الأوكرانية وفي القرم في أبريل، في عرض قوة أثار توتراً حاداً مع الغرب.