الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
معاريف : بينما الانظار تتجه الى غزة فإن هناك أحداثًا ما تتحرّك في الضفة

 

قال مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ مُقرّبٌ جدًا من المؤسسة الحاكمة في كيان الاحتلال إنّ المشاهد الميدانية القادمة من الضفة الغربية تذكر الإسرائيليين بأيام الانتفاضة الثانية، مُضيفًا أنّه بينما تتجّه كلّ الأنظار إلى قطاع غزة، فإنّ هناك أحداثًا ما تتحرّك في الضفة الغربية، وقد تكون مستوحاة من حرب أيار (مايو) في غزة، وربما بسبب تطورات أخرى، لكن يبدو أنّ بوابات الضفة لم تعد هادئة كما كانت في السنوات الأخيرة، على حدّ تعبيره.

 وأضاف المُستشرِق آفي يسسخاروف في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، أضاف أنّه “رغم أننا لسنا أمام انتفاضة شعبية، والجماهير الفلسطينية ما زالت بعيدة عن إغراق الشوارع، فإن هذا “الشيء” يمكن رؤيته، والشعور به في مخيمات اللاجئين الكبيرة”.

 وأوضح، نقلاً عن مصادر مطلعةٍ جدًا في تل أبيب، أنّ “الزجاجات الحارقة بات مألوفًا في الضفة الغربية هذه الأيام، ويمكنك أنْ ترى عشرات المسلحين من مختلف المنظمات الفلسطينية، بعضهم يسير بوجوه مكشوفة، في مشاهِد تُذكّر بأيام الانتفاضة الثانية، وهذه المخيمات مسلحة منذ ذلك الحين، وربما تبقى إلى الأبد بهذه الطريقة، رغم أنه بعد وقت قصير من اتفاق إسرائيل والسلطة الفلسطينية في 2006، فقد أصبح المسلحون ظاهرة نادرة إلى حد ما في شوارع الضفة الغربية”.

 وأكّد أن “السلطة الفلسطينية حظرت حمل السلاح في الأماكن العامة إبان بداية عهد محمود عباس الرئاسي، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت الأسلحة مرة أخرى ظاهرة شائعة، ومعظم حامليها من أعضاء حركة فتح، الذين ليسوا في عجلة من أمرهم لاستخدامها ضد إسرائيل، لكنهم يجرؤون بالفعل على إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي، وأحياناً ضد السلطة الفلسطينية، ولعل الأمر له علاقة بتراجع مكانتها”.

 بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أشار إلى أنّ “هذه المظاهر تتزامن مع تراجع تأييد السلطة الفلسطينية إلى حدٍّ كبيرٍ، وبات وضعها يشهد ضعفا بشكل كبير في أوساط الجمهور في الضفة الغربية لعدة أسباب، لعل أهمها بسبب ما حدث في القدس خلال شهر رمضان، فقد شهدت البلدة القديمة في القدس مظاهرات عفوية وشعبية، فضلاً عن إلغاء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية، أضف إلى ذلك مقتل نزار بنات أحد أشد منتقدي السلطة الفلسطينية، وكذلك الحرب بين حماس وإسرائيل في مايو”، على حدّ قوله.

 وكشف المُستشرِق النقاب عن أنّ النقاب “رئيس الوزراء نفتالي بينيت ربّما بحث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمتهما الأخيرة ضرورة إنقاذ السلطة الفلسطينية من الإفلاس، رغم أنّ الأزمة التي تعيشها السلطة لا تنتهي بدعم الميزانية، أو العلاقات مع حماس وإسرائيل، لأنّه داخل فتح أيضًا تتصاعد حروب الخلافة بين الورثة المحتملين لعباس، ومن سيكون في الواقع صانع القرار في السلطة الفلسطينية بعد عباس”.

 وخلُص إلى القول إنّ  اندلاع حرب الخلافة لعبّاس تتزامن مع تدهور مكانته، فهو قد بلغ 86 عاما، ولديه مستشاران فقط، ما يدفع هذا الكيان المُسمّى السلطة الفلسطينية لأنْ يتنفس بالكاد، ويبقى السؤال الذي لا يزال يطارد الكثيرين من المسؤولين الفلسطينيين: كيف سيبدو اليوم التالي لغيابه ؟ وفي هذه الحالة، فإنّ العشرات، إنْ لم يكُن المئات من مسلحي الضفة الغربية، سيشعرون في اليوم التالي بأنهم أقل التزامًا بالحفاظ على الهدوء، وهذا تحدّ إسرائيليٍّ، على حدّ قوله.

2021-09-01