الأربعاء 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عالم الوهم الصهيوني...رامي الغف

  هل ثمه رجل إستخباراتي على وجه هالبسيطة، لديه تقدير دقيق عن النوايا الخبيثه لأركان قيادة إسرائيل وعلى رأسهم بينت ولابيد وغانتس؟؟ وخاصة بعد التحدي والصمود الإسطوري الذي جسدته القوى والفصائل والكتائب الوطنية والإسلامية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية في العدوان الصهيوني البربري في غزة والضفة والقدس الشريف، حيث نعتقد أن لابيد وبينيت وغيرهم من القادة السياسيين والعسكريين وحتى الخبراء الأمنيين الإسرائيليين، لا يعرفون إلى أين يتجهون بكيانهم الإسرائيلي الغير متجانس بعد كل هذه المناورات والمؤامرات والمناكفات والمراوحات في المكان، وإستمرار التعنت بصلافة تجار الحروب والتمسك بسياسة الدمار والخراب والأراضي المحروقة والمجازر التي لم تتوقف أبدا ضد شعبنا الفلسطيني. هذه السياسة الخبيثة ليست سوى فلسفة القوى الإستعمارية الظلامية الإسرائيلية التي ما زالت تؤمن بتلك النظرية السوداوية متعددة الألوان القاتمة، تخريباً وتدميراً وفسادا، فالفلسطيني سيبقى هو الفلسطيني والعربي سيبقى هو العربي والقضية ستبقى هي القضية والبحر هو البحر والأرض هي الأرض والسماء هي السماء والبحر هو البحر والارض الطيبة هي الارض، بمعنى آخر أن الفلسطيني لا يفهم إلا شعار واحد ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ولا تنازل أو خنوع أو إستسلام إلا بإرجاع الحق إلى أصحابه. إن التصور الإسرائيلي الأرعن ما زال يعشعش في الزوايا المظلمة في عقلية مقاولي الحروب والتكتيكات التدميرية العمياء لبينيت، وقاده جيشهم بكل تاريخهم الأسود الملطخ بدماء أبرياءنا في فلسطين هنا وهناك، فمن خلال هذا الفهم المقيت يصمم بينيت بتصوراتة المستقبلية، وبالرغم من خبرته الميدانية الطويلة، إلا أن مسيرته وخبرتة السياسية تبدو قصيرة، ولكن التحليل الأولي لسيرة الرجل بينيت يثبت إنه من أبرز مقاولي التكتيكات العسكرية العمياء في تاريخ الكيان الإسرائيلي الذي يجيد الدخول في مستنقعات تدميرية بلا قدرة على الخروج منها. إن النضال الفلسطيني حاليا مع أجرم حكومة بالتاريخ حكومة بينيت وإحتلاله، هو ما يتركز حول محاولته كسر الإرادة الفلسطينية والإستحقاق السياسي للشعب الفلسطيني، ليقع هذا الإستحقاق في شباك الحلول الإسرائيلية الطويلة الأمد، والتي تنطوي على شطب القضايا المركزية للفلسطينيين، الأمر الذي يرفضه الشعب والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية جنباً إلى جنب مع قيادة الشعب الفسطيني، سواء بالأفكار التي وردت لدى شامير وباراك مرورا ببيرس وأولمرت ونتنياهو أو بالأفكار الأكثر تعنتا وصلفا والتي ترد في عقلية بينيت الآن. لذلك لا يخفى على أحد، الثبات والحزم والصمود الذي أظهره شعبنا وفصائله وقواو الوطنية والإسلامة وقيادتنا الفلسطينية، إزاء حقوقنا الوطنية المقدسة التي تخصنا وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولة المؤسسات بعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وما زال الموقف الأسطوري موجودا لدى قيادتهم والمستمرة في ثباتها في إعلان دولتهم الفلسطينية المستقلة في أحلك الظروف والأوقات، لأن الفلسطينيبن يعون جيدا أن المطلوب الآن إسرائيليا وأمريكيا ينفي حقوقهم الوطنية الفلسطينية. إن صمود شعبنا الفلسطيني الأسطوري في غزة والضفة والقدس في وجه أعتى ترسانة عسكرية إسرائيلية على وجه البسيطة، يجب أن يتجسد في نيل الحرية والكرامة والإستقلال، وفي إنجاز أهداف هذا الصمود المتمثل بحقوقهم، فمن الطبيعي أن تتم مواجهة هذا الصلف والتعنت الإسرائيلي بصلابة وعنفوان، صحيح أن السلاح المتواضع في أيدى مجاهدينا ومناضلينا في غزة، رغم بساطته، ولكن في يد صاحب الحق الفلسطيني يزلزل في كثير من الأحيان كيان إسطوره الجندي الصهيوني الذي لا يقهر، والمدجج بأعتى أنواع السلاح المتطور والتكنولوجيا الحديثة (وخالي الوفاض من العقيده) ليؤكد إنه ليس لهذا السلاح الحق في هذه الأرض المقدسه، وصحيح أن موازين القوى بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين غير متكافئة، فهناك فرق شاسع بين هذا السلاح المتواضع في يد الثائر الفلسطيني المدافع عن أرضه وعرضه ووجوده، وبين كل الأسلحة التقليدية والغير تقدليدية في يد الجندي الصهيوني الغاصب والمحتل، إلا أن النوازع العدوانية الصهيونية لإرتكاب أبشع المجازر والجرائم ضد قطاع غزة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً فجماهير قطاع غزة المجاهد والصبور قد فاقت كل الحدود، كما أن الإجراءات الإسرائيلية التعسفية التي تهدف إلى خنق شعبنا الأبى والقضاء عليه وتصفيه معركته البطولية وثورته المباركة العارمة وكوادره الميدانية، أصبحت من الخطورة بحيث لا يمكن السكوت عليها لا عربياً ولا إسلامياً بأي حال من الأحوال!! إذن فالمطلوب اليوم عربياً وإسلامياً ودولياً وإقليمياً أمران لا ثالث لهما: أولا : التساؤل بحماسه ومسؤولية أما آن لهذا الإجرام أن ينتهي ويندثر ويزول؟؟ ثانيا : وضع حد وفوري لقصف مدننا وقرانا ومحافظاتنا وحوارينا وأزقتنا ووقف الإعتداءات المتصاعده على جماهير فلسطين وفك الحصار الغاشم المفروض عليه منذ سنوات، تنفيذا للقرارات الدوليه والأممية. وإذا كانت الأمم المتحدة بصفة عامة ومجلس الأمن بصفة خاصة لم يتخذا خطوة جديه وقوية لإنقاذ شعبنا المرابط على ترابه والذي يواجه أبشع عمليه إبادة عرقيه عرفها التاريخ على يد العنصرية الصهيونية الفاشية، ولا يزالان مع الأسف مكتفين ببعض القرارات التي لم تجد آليه للتنفيذ ولا آذان صاغية منتبهه، فإن ذلك لا يعني إطلاقا الإكتفاء بتلك البيانات والقرارات المجمدة، أو حتى ما يصدر على إستحياء في كثير من الأحيان من بعض الدول الشقيقة أو الصديقة بشجب أو بإدانة أو إستنكار للجرائم والمجازر الإسرائيلية، لكن الواجب أصبح يقتضي بإلحاح تحركا شعبياً وجماهيرياً عربياً وإسلامياً فاعلاً ومؤثراً، ليس فقط لدى المنظمات الدولية ولكن لدى كل الدول المختلفة لدفعها لإتخاذ مواقف واضحة أكثر إيجابيه تشعر معها إسرائيل أن جرائمها النكراء التي ترتكبها ضد شعبنا الأعزل سوف يكلفها غاليا وغاليا جدا، وإنها لن تمر بدون عقاب حاسم ورادع، ولن تحقق لها في النهايه أي مردود إيجابي على الإطلاق!! كل ما تقدم يمكننا القول أن إسرائيل وحكومتها ما زالت مستغرقة في عالم الوهم الصهيوني، فشعبنا ليس مجموعات سكانية هامشية يمكن مسحها أو سحقها عن الخارطة الجيوسياسية، برغبة من مقاولين حروب مغرورين، امثال شارون وباراك وشامير ونتنياهو واولمرت وموفاز واشكنازي وليبرمان ويعالون وبينيت ولابيد وغانتس، وأن في فلسطين المحتلة شعباً وطنياً متوقداً لا يكل أو يمل ولا يتوانى عن تقديم روحه من أجل تحقيق اهدافه المشروعة الوطنية، ورغم أن المعركة مع نتياهو وجيشه حبيسه نفإن التاريخ سيثبت أن كفاح شعبنا المرير ضد أبشع إحتلال عرفته البشرية لم يذهب ولن يذهب هدرا، وإن النظرية السوداوية العقيمة التي يتبناها نتنياهو وبينيت وليبرمان غير موجودة إلا على صفحات كتب الأساطير الصهيونية التي إندثرت منذ آلاف السنين في هوة الماضي السحيق.

*اعلامي وباحث سياسي

2021-09-13