الخميس 20/10/1444 هـ الموافق 11/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فتح بين قرار التجديد القادم ورؤية القاعدة الفتحاوية....د. رمزي النجار

  منذ اعلان موعد المؤتمر الثامن لحركة فتح في مارس القادم شهد أبناء الحركة ومناصريها والنخب القيادية والعقول التنظيمية الواعية الراكزة حراكا داخليا حول التحضيرات اللازمة لانعقاد المؤتمر واستحضار رؤية موحدة لنجاح برنامج فعاليات المؤتمر بما ينسجم مع رؤية القاعدة الفتحاوية قوة الرأي العام الحقيقية في الحركة، التي تمتلك الحرص على معرفة الحقيقة والرقابة على أعمال القيادة وتقييم أدائها، وتتطلع للمشاركة في صياغة رؤية مستقبلية للحركة في ظل التحديات القادمة والتغييرات الدولية والتطور الهائل في وسائل المعلومات والاتصال، وانتشار الوعي التنظيمي في أوساط الجماهير، فالقاعدة الفتحاوية مليئة بالعقول النيرة والمنتشرة في كل الأقاليم التي تحرص على وحدة الحركة وتماسكها التنظيمي، ومن حق هذه العقول الفتحاوية علي القيادة الفتحاوية واللجنة التحضيرية للمؤتمر احترامها وتقديرها والاستفادة من تجاربها وخبراتها التنظيمية، وعدم الاستخفاف أو الاستهانة بها، أو الإسقاط من شأنها، فاحترام العقول أساس بناء الثقة في التنظيم نحو تلبية رغبات قواعد الحركة لإحداث التغيير المطلوب في تركيبة الهرم القيادي بالتجديد المطلوب بما يلبي طموحات كوادر الحركة، فالأحزاب الكبرى الجديرة بالوجود بشكل قوي وصلب هي التي تتجاوز مؤسسيها وشيوخها وتجدد قيادتها مع الاستمرار في دعم عضويتهم واستمرار نفوذهم بين الجماهير، وتدافع الأجيال سنة الله في خلقه، ولا يقلل من شأن شيوخ الحركة ترك مواقعهم القيادية لمن سار على ذات الطريق النضالي وسار على نهجهم حتى نستمر بالثورة حتى النصر.

لذلك؛ على قيادة الحركة أن تشارك القاعدة الفتحاوية في توجهاتها القادمة، فالمشاركة أداة من أدوات تفعيل الديمقراطية في التنظيم لإحداث التغيير، وتبقي القاعدة الفتحاوية هي العنصر الأساسي في عملية البناء وتحقيق الذات الفتحاوية وهي جوهر الديمقراطية في التنظيم، وليست بديلا عن مكونات المؤتمر والمبادئ الديمقراطية في التنظيم، بل داعم رئيسي وجوهري في السير بطريق جديد لا يجرم فيه أبناء فتح بالصدفة، على قاعدة التحلي بروح المسؤولية وتغليب مدرسة المحبة الثورية في العلاقات الداخلية والتواصل مع الجماهير الفتحاوية على أساس المكاشفة والصراحة والوضوح في طرح البرامج التنظيمية وتطويرها، وتمثل خطوة ايجابية نحو تعزيز الوحدة الداخلية والتلاحم التنظيمي باعتبار القاعدة الفتحاوية صمام الامان لقوة الحركة وتماسكها وتعزيز مكانتها وهيبتها التي تستحق.

باعتقادي أنه حان الوقت على قيادة الحركة أن تتأخذ القرار المأمول بدفع الشباب لأخذ حقهم في القيادة، فالأحزاب مثل البشر تشيخ وعليها أن تجدد قياداتها بالشباب، فقوة الحزب الحقيقية في وجود قيادة شابة على رأس الهرم وبرنامجه وسياسته والتداول على المسؤوليات، وتدافع الأجيال والتماسك بين اعضاءه يعني تماسك ووحده المجتمع، وتكوين رؤيه سياسية عامة توحد بين المصالح الاجتماعية المختلفة للمواطنين، مما يأثر إيجاباً على استقرار النظام السياسي القائم على المواطنة والوصول به إلى بر الأمان.

بقلم: د. رمزي النجار

استاذ القانون الدستوري المساعد

2021-10-27