الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صحفية جزائرية تكتب "لا أهلا ولا سهلا بك يا حمادي الجبالي"

تونس –الوسط اليوم- صالح سويسي

كتبت الصحفية الجزائرية حدّة حزام في عمودها في جريدة الفجر الجزائرية ليوم الإثنين 3 ديسمبر/كانون الأول 2012 تحت عنوان "لا أهلا ولا سهلا بالجبالي" أنّها لن ترحب بمجيء رئيس الحكومة التونسية إلى بلادها في هذه الظروف بالذات. وقالت " فمنذ يومين قام قريب وزير الداخلية، ووالي سليانة الذي ضرب المتظاهرين بطلقات الرش، أصابت المئات بجروح وأفقدت العشرات البصر، فماذا كان موقف الجبالي من هذا؟ قال بعنجهية إنه لن يقيل الوالي، لكنه وتحت ضغط الشارع التونسي اضطر مكرها لإقالته..."

وتساءلت حزام " فماذا يريد الجبالي منا، وما هي المطالب التي حملها في حقيبته إلينا؟"

وأضافت في مقالها "إن كان المال، أفلا يكفيه ما قدمته له قطر من ملايين الدولارات وسيارات شرطة لقمع الثوار التونسيين المحتجين على حكومة النهضة، وعلى سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها؟! فأهالي سليانة لم يخرجوا للاحتجاج إلا على أوضاعهم الصعبة التي لم تغير فيها حكومة الجبالي شيئا رغم ما قدمه التوانسة من تضحيات!"

وأضافت "صحيح أننا بحاجة إلى ربط علاقة قوية مع أشقائنا التوانسة"، وأنّها ما كنت لتعترض على مساعدة مالية لأهل في تونس،  و"لكن لا أقبل أن تقدم مساعدات لحكومة النهضة التي تقمع من يعارضها، ناهيك عن أنه لا ضامن بألا تذهب المساعدات إلى الجيوب الخاصة وتصرف في التبجح والتظاهر في القمم والاجتماعات بالخارج وتصرف علي تأييد قضايا لا نؤيدها.. مثلما حدث مؤخرا في القمة العربية.."

وتحدثت أيضا عن الموقف الجزائري ممّا يحدث في سوريا وموقف حركة المهضة منه وقالت "بالنسبة للقضية السورية التي نقف فيها على نفس المسافة بين المعارضة والنظام، ولا نؤيد تدخلا أجنبيا ولا تسليحا للمعارضة في سوريا.. ألم ترسل النهضة مقاتلين إلى سوريا لمحاربة نظام بشار؟!"

وربطت حزام المساعدات الجزائرية لتونس بشروط وقالت " ن كان لابد من تقديم مساعدة إلى تونس، فيجب أن ترفق بشروط، وأن لا تسلم إلى رئيس حكومة "إخواني". وربما يجب أن ننتظر أن يتحقق مطلب الرئيس المرزوقي في تشكيل حكومة تقنوقراطية من غير النهضة لنقدم المساعدة للتوانسة. أما أن يستمر الوضع على ما هو عليه من قمع للشعب التونسي ونعته بالكفر والإلحاد وباللائكية وكأن اللائكية كفر، فشخصيا أنا أرفض أن نرمي بأموالنا وندعم بها خيارات ليست خياراتنا. ولنحذو حذو المؤسسات المالية الدولية التي تشترط مساعدتها لبلد ما بحزمة شروط، ومنها الديمقراطية وحقوق الإنسان. وما حدث في سليانة والحكم على الشباب المنتفض بفقدان البصر مدى الحياة، وما يهدد به الغنوشي ويتوعد الشعب التونسي بأخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها وتوزيع المناصب فيها على الأقارب والأصهار، فهذا مرفوض.."

وختمت حديثها بقولها " نعم لمساعدة الشعب التونسي للتغلب على محنه، نعم لبناء اتحاد مغاربي تكون فيه تونس شريكا أساسيا، لكن ليس بالجبالي والنهضة والغنوشي ولا المتكبر رفيق عبد السلام صهر الغنوشي، أو بالأحرى وزير خارجية قطر بتونس!؟"

وعموما يبدو أنّ هذا الرأي بات سائدا لدى الصحفيين والسياسيين في دول الجوار، وخاصة في الجزائر التي خرجت من محنة سنوات الجمر التي حصدت الأخضر واليابس قبل أن تبدأ الأمور في العودة لشكلها الطبيعي تدريجيا وهو ما أكدته النتائج الأخيرة للانتخابات المحلية التي وضعت الإسلاميين على رفّ التاريخ الأسود لبلد المليون شهيد، حيث أكدت نتائج الانتخابات المحلية الخميس في الجزائر تفوّق الاحزاب الوطنية الحاكمة وتراجع الاسلاميين الذين سجلوا اسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ اول اقتراع تعددي في 1990.. ومن الطبيعي جدا أن تتوالى مثل هذه المواقف في بلد عانى لسنوات من سعي الإسلاميين الدامي للوصول لدفّة الحكم، خاصة مع ما تتداوله وسائل الإعلام العربية والعالمية عن أعداد هامّ من شباب وشابات تونس "الجهاديين" الذين يسافرون لسوريا بغاية الجهاد والشهادة ضمن ما يسمّى بـ "الجيش السوري الحر".

----------

رابط مقال حدة حزام

http://www.al-fadjr.com/ar/assatir/231930.html

2012-12-04