الخميس 20/10/1444 هـ الموافق 11/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فتاة ليبية شاركت في الثورة تلجأ إلى بريطانيا بعد الإعتداء عليها في بلادها

ربما يكون من الغريب ان تصبح منطقة ساندرلاند الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي لبريطانيا ملاذا للناشطة الليبية مجدولين عبيدة البالغة من العمر 25 عاما التي اضطرت الى الفرار من بلادها ومن الثورة التي شاركت فيها بحسب بي بي سي.

وحصلت عبيدة، التي كانت تشارك في تقديم الامدادات للثوار الذين يقاتلون القذافي، على اللجوء في بريطانيا مؤخرا.

واصبحت الآن المدينة الواقعة على ساحل بحر الشمال، والتي لا تعرف فيها أحدا، بمثابة وطن مؤقت بالنسبة لها.

وتتضح المفارقة حين تقول "امر سئ للغاية ان تخاطر بنفسك وان تبذل قصارى جهدك من اجل هذه الثورة، ثم في النهاية تضطر الى مغادرة البلاد لأنها لم تعد مكانا آمنا لك".

واضافت "خلال الثورة كان الجميع في حالة اتحاد، الجميع كانوا يتعاونون، لكن الوضع الان اصبح صعبا للغاية".

كانت عبيدة، وهي ابنة محام، قد نشأت في مدينة طرابلس على ساحل البحر المتوسط.

وعندما اندلعت الانتفاضة التي اطاحت بحكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي حكم البلاد لإحدى واربعين سنة، في شباط (فبراير)، غادرت البلاد في البداية الى العاصمة المصرية القاهرة ومنها الى العاصمة الفرنسية باريس في مهمة تقضي بالترويج لحملة ضد نظام الحكم الليبي والمساعدة في تنظيم امدادات الغذاء والدواء للمعارضين في ليبيا.

وبعد سقوط طرابلس في ايدي المعارضة في آب (أغسطس)، عادت عبيدة الى ليبيا للعمل من اجل حقوق المرأة، لاسيما للمطالبة بوضع حق المساواة في الدستور الجديد.

ومثلها كمثل النشطاء الاخرين ساورها القلق ازاء ما شهدته من تنامي نفوذ الاصوليين الاسلاميين.

وشعر الكثيرون بالقلق، على سبيل المثال، عندما استخدم مصطفى عبد الجليل في تشرين الاول (أكتوبر)، وهو وجه ثوري معروف دوليا ورئيس المجلس الوطني المعارض، خطابه الاول بعد الاطاحة بالقذافي للسماح للرجال بتعدد الزوجات.

وقالت عبيدة "كانت صدمة لنا جميعا. ليس هذا ما سعينا اليه في الثورة، لم نسع لزواج الرجل من اربع نساء. اردنا المزيد من الحقوق،ولم نرد اهدار حقوق نصف المجتمع".

وخلال زيارتها لمدينة بنغازي، مهد الانتفاضة وثاني اكبر المدن الليبية، في صيف العام الجاري اعتقل افراد ميليشيا مستقلة عبيدة مرتين.

وهذه الميليشيات، من بينها تلك التي احتجزت عبيدة، تشكلت في البداية من اجل محاربة القذافي لكنها انتهجت بعد ذلك نهجا اسلاميا متشددا.

كما تعطل مؤتمر المرأة الذي حضرته عبيدة، والذي ساهمت بريطانيا في تمويله، على يد مسلحين.

واقتيدت عبيدة على يد افراد الميليشيا في غرفتها بفندق واحتجزت، ثم اطلق سراحها قبل ان تختطف مرة اخرى في اليوم التالي وتحتجز في سجن بقاعدة احدى الميليشيات.

وقالت "دخل احدهم وبدأ يركلني بقدمه، ثم بدء يضربني ببندقيته وقال لي (سأقتلك وسأدفنك هنا ولن يعرف احد طريقك)، ونعتني بجاسوسة اسرائيلية وبعاهرة".

واضافت "ظل يقول لي (سأقتلك هنا ولن يعرف احد طريقك) واعتقدت انهم سيقتلوني في هذا المكان".

ثم افرج عنها بعد ذلك وبدت عليها اثار رضوض جراء الضرب، واتهمتها الميليشيا بالعمل لحساب اسرائيل، وهي تهمة نفتها جملا وتفصيلا، وبناء عليها قررت في أيلول (سبتمبر) السفر الى بريطانيا خشية اختطافها مرة اخرى

2012-12-05